لا تزال الكثير من الأسئلة التي قد يسألها المواطن الخليجي والعربي عن قناة الجزيرة القطرية وأبعادها الآيديولوجية والفكرية القابعة وراء ممارساتها الإجرامية والإرهابية، وكأنها مرض استشرى بشكل سرطاني في جسد العالم العربي بتمويل وقيادة قطرية طولا وعرضا. يمكن من البداية أن نقرر أن النظام القطري “نظام الحمدين” وهو النظام الداعم للإرهاب، ومنذ أن خرج إلى النور بالانقلاب، كان بحاجة إلى منبر إعلامي غير عادي يغطي الأحداث اليومية في الدول العربية ليس بهدف تحليل الأحداث من زاوية الحريات والمسؤولية والمهنية، إنما بقصد تشجيع جميع أشكال العنف والتسلط بصيغه السياسية المتمثلة بالديكتاتورية ومد يد العون إلى الفئات الطائفية ودعاة التمييز بشتى ألوانه، وإلى الانقسام داخل المجتمع ومحاربة مصطلح الوحدة الوطنية التي يتآخى فيها جميع المواطنين بدون أي اعتبار للاختلاف الديني والمذهبي والعقائدي والاجتماعي، بل تعمدت - في كل ما تبثه منذ تأسيسها عام 1996 - زرع الانقسام الطائفي في المجتمعات العربية وإيقاع الفتن بين الشعب بشكل علني وفاضح، وهو ما تعتبره دائما وقودا لحركات التخريب والفوضى كما فعلت مع البحرين وجمهورية مصر بمساندتها عصابة الإخوان المسلمين، وعملاء إيران وتضامنها معهم، والمطلع على أرشيف برامجها وتاريخها ستعتريه الدهشة لكثرة المؤامرات المتخفية والمتسترة تحت أقنعة لقاءات وبرامج سياسية وتوعوية، ووثائقية، وغيرها.

نظام قطر لم يؤسس قناة الجزيرة لتحقيق أهداف ثقافية وإعلامية كما يجب أن تكون، إنما صنعها كيد للحرق والتدمير والحقد والكراهية، لأنه نظام غريب عن طبيعة الأمة العربية وفلسفة الحكم السوي، نظام خائن للعرب بنزعة تمييز سياسي طائفي يعمل على تمزيق نسيج المجتمعات العربية وإصابة الوحدة الوطنية في الصميم، وخلق حالة تلبك نفسي عند الفرد والجماعة، وهو بذلك يسعى إلى شل حركة المجتمعات وجعلها عاجزة.

نظام قطر أوجد قناة الجزيرة لإلحاق الكوارث والهزائم بالدول العربية عبر إصدار سلسلة من التشريعات ونظرة شاملة للمنهج الذي يسير عليه، وسنكتشف ذلك بسهولة ويسر.