العدد 4546
الجمعة 26 مارس 2021
banner
لماذا يكتب الأدباء؟
الجمعة 26 مارس 2021

أقرأ عن حيوات الأدباء بشكل مستمر، وأحاول أن أوجد في ذهني أسبابا تجعلهم يستمرون في هذه المهمة الشاقة والمرهقة للأعصاب، فهل الشغف وحده كاف؟ في الكتاب الصادر بعنوان “لماذا نكتب” لميرديث ماران، والذي قام بترجمته مشكورا “مشروع تكوين” للكاتبة الكويتية بثينة العيسى، والمنشور من قبل الدار العربية للعلوم، طُرح هذا السؤال على مجموعة من الأدباء، وتنوعت إجاباتهم الإبداعية عليه.

الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي، وهي واحدة من أكثر الكاتبات التي يقرأ لهن حول العالم، تقول إنها تحتاج لأن تروي قصة.. إنه هاجس، فكل القصص إنما هي بذور بداخلها تنمو مثل ورم وعليها التعامل معها عاجلا أم آجلا، وتريد من خلال قصصها أن توقع تأثيرا على قلب القارئ وعقله، وطالما كانت الكلمات مجانية فبإمكانها استخدام القدر اللانهائي الذي ترغب به.

أما الأميركية جودي بيكُلت فهي تكتب لأنها لا تستطيع ألا تكتب، فطالما راودتها الفكرة تبدأ في تسميم وجودها اليقظ وتحتاج لأن تجد الأجوبة على المواقف التي تحيرها. أما مواطنتها الكاتبة جنيفر إيغان فحين لا تكتب يجتاحها شعور بفقد شيء ما، وإذا طال بها الأمر تزداد الأمور سوءاً ويصيبها اكتئاب! وعندما تكتب فهي تعيش بعدين مختلفين، العالم الذي تعيشه والعالم الذي تقيم فيه دون أن يعرف به أحد.. عالم الكتابة.

الروائي الأميركي جيمس ن. فري يشعر أنه ليس مؤهلا حقا لفعل أي شيء آخر غير الكتابة، وإن لم يكتب فإنه حتما سيجن! فهو يكتب كتبا يتمنى لو أن غيره كتبها، إنها كتب يتمنى قراءتها، فبالكتابة استطاع فري أن يعثر على نفسه!

 

إن أسباب الكتابة تختلف وتتنوع وينتج عنها الاستمرار في رفد المكتبات بكتب تود لو أنك لا تنتهي من قراءتها، فالأدباء لا يقودهم الشغف وحده بل الرغبة في أن يتركوا أثرا ما في هذا الوجود قبل أن يغادروه. فهل وجدت شغفك.. أم مازلت تتخبط باحثا عن معناك؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية