+A
A-

عيسى بن خليفة: لدينا موروث شعبي كبير ومهم في جميع المجالات

شاعر وإعلامي وباحث ومؤلف بحريني قدم الكثير من الأعمال، ويعد رافدا فاعلا في مجالات مختلفة ومتنوعة أثرت الساحة الإعلامية والشعرية في مملكة البحرين، فقد أخذ على عاتقه العمل على بث ونشر هذه الثقافة المهمة التي تترجم المخزون الثقافي الوطني الموجود عندنا.

إنه الشاعر والإعلامي الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة الذي نستضيفه في هذا اللقاء:

نود أن نتحدث عن برنامج تاريخ المحرق، وهل وجدتم معوقات في تنفيذه؟

برنامج تاريخ المحرق من البرامج التي أعتز بها، فهي توثق تاريخا مهما وحقبة زمنية مهمة من تاريخ مملكة البحرين، ولقد حرصت على تضمين البرنامج بكل ما كانت تزخر به هذه البقعة الجغرافية في البحرين من عادات وتقاليد وفنون ونهضة عمرانية. إنها قلب الوطن النابض بكل ما هو جميل. وكان عملنا في هذا البرنامج ميسر ولله الحمد والمنة، ولم تكن هناك معوقات، ولقد وجدت الحماسة من جميع أفراد طاقم العمل الذين عملوا معي بجد وإخلاص وتفانٍ كبير. كذلك وجدت التعاون من كل شخص سمع عن عقدي العزم العمل على هذا البرنامج، فالبعض منهم زودني بصور قديمة، وآخرون حرصوا على الظهور في البرنامج حين طلبت منهم، فلم يتردد منهم أحد أبدا. وهذا في اعتقادي سبب إنتاج العمل بالشكل الذي شاهدتموه.

يعد برنامج تاريخ الرفاع أيضا من البرامج المهمة، حدثنا عنه؟

ماذا أقول عن الرفاع وعن المكانة التي تحظى بها في نفسي وفي نفس كل بحريني، لقد فكرت في توثيق تاريخها وحفظه للأجيال القادمة، وبالفعل قمت بالبحث وجمع المعلومات المهمة عنها وعن كل من سكن أرضها منذ سنين طويلة، ووجدت التعاون ممن حولي، الذين شجعوني لبلورة الفكرة وعمل البرنامج، وفعلا رأى البرنامج النور بعد سنتين على شاشة تلفزيون البحرين ولله الحمد.

لماذا المحرق والرفاع؟

من في سني يعرف إجابة هذا السؤال طبعا، ولكن من في سنكم قد لا يعون ما تعنيان المحرق والرفاع في مملكة البحرين، إنهما تمثلان رمزين تاريخيين مهمين في بلدنا، فمن لا يعرف تاريخهما الحافل بالإنجازات في تأسيس ونهضة ورفعة بلدنا الغالي؟ وهذا ما قصدته من خلال توثيق المحرق والرفاع؛ لحفظ تاريخهما من الضياع والنسيان، وأيضا لتعريف الأجيال الحالية بأهميتهما في تاريخ مملكة البحرين القديم والحديث.

توجد الكثير من المعلومات في الكتب وصفحات الإنترنت والمنتديات أيضا، كيف تستنبط المعلومات الصحيحة منها؟

إن هذه الخطوة تعد أهم الخطوات التي أعمل عليها في أي برنامج وثائقي أو تاريخي، وهي التأكد من صحة المعلومة والبحث في المصادر الموثوقة التي تعنى بتاريخ بلدنا؛ لأنني أعتبر عملي هذا أمانة تاريخية ويجب عليَّ أداؤها على أكمل وجه وإن شاء الله قد وفقت.

نعلم بأنه لديك الكثير من البرامج التي تعنى بالسير الشخصية، حدثنا عنها؟

أعتبر هذه النوعية من البرامج مهمة؛ لأن لدينا رموز وأيقونات لم ولن تتكرر في تاريخنا الخليجي القديم والمعاصر؛ لذا يهمني كباحث وإعلامي أن أوثقها للحفاظ عليها، فقد عملت برنامجا بعنوان "لعبد العزيز شأن عظيم"، وبرنامج " شعاع المجد"، وبرنامج "سمو الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة رحمه الله"، وحاليا أنا بصدد تصوير برنامج يتناول حياة المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، وكذلك برنامج المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة. جميع هذه الشخصيات أثرت في تاريخ البحرين في مختلف المجالات، ولابد من توثيق سيرتهم؛ للوقوف على إنجازاتهم الوطنية المختلفة.

هل لديك برنامج مفضل أو أقرب إليك من غيره؟

جميع برامجي أعتز وأفخر بها ولها مكانة في قلبي، ولكن برنامج "خيل أهل البحرين" له مكانة خاصة؛ لأنني أعشق الخيل البحرينية، وأفاخر بها في جميع المحافل، ولقد ذهب بي الاعتزاز بها حد السفر لأكثر من بلد أوروبي؛ لتوثيق تواجد نسلها هناك، وكيف وصلت لأنحاء العالم وحققت هذا الانتشار الجميل الذي يفخر به كل بحريني.

سمعنا أنك بصدد إصدار كتاب عن الخيل أيضا، لماذا؟

الخيل البحرينية الأصيلة تعد من ثرواتنا الوطنية المهمة والمميزة، فليس لها شبيه حول العام، وبشهادة المعنيين في جميع الدول، ولابد من توثيق تاريخها وأصالتها، وكيف استطاع حكام البحرين "آل خليفة الكرام" الحفاظ عليها وعلى سلامة نسلها من الاختلاط؛ لتبقى دماؤها نقية خالصة. لهذا السبب قررت بعد نجاح البرامج التي عملتها عن الخيل إصدار الكتاب؛ حتى يكون مرجعا للباحثين والمهتمين بشأن الخيل عندنا وفي المنطقة أيضا.

عيسى بن خليفة الشاعر أين هو؟

في استراحة محارب، لقد كتبت قصائد كثيرة في السابق ونالت شهرة واسعة وكان لي اهتمامات كبيرة في هذا الجانب، وصدر لي ديوان بعنوان "دمعة يتيم"، وكنت صاحب فكرة إنشاء جمعية الشعر الشعبي، بعد أن رفعتها إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله حين كان وليا للعهد، بحضور الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة رئيس الديوان، ومجموعة من شعراء البحرين المعروفين. وشاركت وأقمت مجموعة من الأمسيات الشعرية المحلية والخليجية، منها أمسيات لكبار الشعراء وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وكذلك أقمت المسابقات الشعرية للمواهب الشابة والتي اختتمتها بأمسية شعرية شارك فيها أقطاب الساحة الشعرية في الخليج، وهم: المغفور له الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود، وصاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن سعود آل سعود "السامر"."

أعمالك التلفزيونية جميعها تعنى بالتراث والتاريخ، ما الرسالة التي تريد إيصالها للجمهور من خلالها؟

بالنسبة لي كباحث ومؤلف في مجال التاريخ والتراث البحريني، أخذت على عاتقي توثيق تاريخنا القديم ونقله للجمهور البحريني والعربي أيضا؛ حتى تستفيد منه الأجيال القادمة، وليعلم الناس ما لدينا من موروث شعبي كبير ومهم في جميع المجالات.