+A
A-

الأخطاء اللغوية الشائعة في الإعلانات التجارية

الأخطاء اللغوية الشائعة في الإعلانات التجارية موضوع ذو شجون، ومجتمع صنّاع المحتوى الإعلامي بالإضافة إلى مجتمع علماء اللغة العربية فريقان متضادان في آرائهم تجاه قضية الأخطاء اللغوية الشائعة في الإعلانات. حيث أصبح الموضوع بين شد وجذب فيما بينهم ، والجدير بالذكر أن هذه الإعلانات بإمكانها تغيير اتجاهات القارئ وعاداته وتقاليده فكيف بلغته فتصبح بعض الكلمات عالقة في الذهن واللسان فيصبح بعدها الخطأ اللغوي لا يشكل أي خطر أو إثر سلبي . ولا شك من وجود العديد من الأفراد في المجتمع لديهم بعض التعليقات تجاه هذا الموضوع.

ومن هذا المنطلق، أجرينا مقابلات مع متخصصين وخبراء في المجالين، مجال اللغة العربية ومجال صناعة المحتوى الإعلاني التسويقي لمعرفة أولا وجهة نظر علماء اللغة العربية عن مستوى مراعاة صناع المحتوى الإعلاني التسويقي لصحة لغة الإعلانات ، بالإضافة للوصول إلى نتيجة ما إذا كان اختصاصيو اللغة يساعدون صناع المحتوى الإعلامي في صياغة محتواهم بلغة عربية صحيحة وسليمة، ومعرفة ما إذا كان المسؤولون في الدولة من أهل الاختصاص يراعون مسألة سلامة اللغة، وأخيرًا معرفة الأخطاء الشائعة التي تزدحم بها محتويات الإعلانات اعتمادًا على تقييم أهل الاختصاص من الجانبين علماء اللغة وصناع المحتوى؟

 

قد يتعمدون الاتكاء على خطأ لغوي أو لفظ عامي

تحدث الدكتور ناصر حميد المبارك ( الأستاذ المساعد في النحو والصرف والعروض ) في جامعة البحرين ، مبينًا أن المعلن التجاري لا يهتم بسلامة اللغة بقدر اهتمامه بأن يكون الإعلان لافتًا للنظر شادًّا للانتباه ، بل قد يتعمد الاتكاء على الأخطاء اللغوية أو الألفاظ العامة إذا كان الاستخدام في هذا الجانب يلفت الأنظار ويشد الانتباه . وقد يستعمل المعلن في سبيل ذلك الاشتقاقات العربية او الألفاظ العامية المهجورة .

وأضاف المبارك ، أن بعض المعلنين يلجأون إلى المختصين في اللغة أحياناً لمساعدتهم سواءً في تصحيح الإعلان أو ضبط لغته ، وفي أحياناً أخرى يلجأون للخبراء في اللغة لمساعدتهم في الحصول على كلمات قوية جذابة وتعبيرات مثيرة للانتباه أو غريبة ، ولكن أحياناً يتجاهل المعلن الضبط اللغوي وقد يلجأ إلى ترجمة الإعلان بالترجمة الحرفية التي قد تكون إما مشوِّهة للغة أو تكون نشازاً .

ويرى الدكتور ، أن القرارات الصادرة من الجهات الرسمية المختصة في الدولة ليست واضحة بشأن سلامة اللغة في الإعلان . وأما بالنسبة للإعلانات الرسمية ، لا تلتزم بعض الجهات في بعض الأحيان بالسلامة اللغوية للإعلانات التجارية الخاصة بالمؤسسات الرسمية المسؤولة عن هذا الجانب .

ومن جانبه يذكر أن للأخطاء اللغوية في الإعلانات أنماط مختلفة وقد تشيع في الإعلان ، البعض منها أخطاء نحوية تتعلق بالإعراب والبعض الآخر صرفي يتعلق بالاشتقاقات و معجمي يتعلق باستخدام كلمات في غير معناها أو غير موقعها أو تكون إما عامية أو مترجمة ترجمة حرفية ، وأي شخص بمجرد أن ينظر الى الإعلان التجاري بإمكانه ملاحظة ذلك .

 

كل صانع محتوى لابد من إدراكه بأساسيات اللغة أياً كانت لغته

وبدوره يبين أ. جعفر حمزة – مؤسس شركة بوكسوبيا ومبتكر الخط الصعربي – أنه وعند الحديث عن المحتوى يكون الحديث في ثلاث مساحات :

إما صناعة أو ترجمة واما تعريب ولكل منهما دوافعه وآلياته وأسلوب حياكته ، وعند الحديث عن اللغة لابد من فهم ومعرفة من هو الجمهور المستهدف وماهي الرسالة وما هو الأسلوب المستخدم . وهناك عوامل أخرى . وهذه العوامل كلها تساهم في توفير بيئة فعالة للمحتوى المطلوب تقديمه ، وقد لحظنا مؤخراً الكثير من الأخطاء اللغوية في الإملاء والترقيم والصياغة قبل ذلك ، ويبدو أن ما يصلنا من كل ذلك هو غياب أساسيات استخدام اللغة العربية ، وهذا دليل على عدم اكتراث فعلي بالمحتوى العربي بشكل احترافي . وقد يرجع ذلك إما لإيكال اللغة لشخص غير مؤهل لها ونحن هنا نتحدث فقط عن الأساسيات في اللغة ، دون العروج في صناعة المحتوى العربي التسويقي .

وأضاف أن كل صانع محتوى سواء كان متحدثاً باللغة العربية أو بأي لغة كانت ، لابد من أن يدرك وأن يكون ملم بأساسيات اللغة الصحيحة والسليمة ، سواء من ناحية الإملاء أو النحو أو الفهم حتى على مستوى اللهجة المحلية هذا إن تطلب المحتوى ذلك . ويجب أن يكون هذا الإدراك مبنياً على فهم ، أو لا أقلها أن يكون متعرض لدراسة وإن كانت دراسة ذاتية . ويمكن الرجوع حتماً وأبدًا إلى أهل الاختصاص والخبرة في المجال .

ويوضح حمزة أن مراعاة مسألة سلامة اللغة من قبل المسؤولون في الدولة أمر موكول لمن تحت يديه مهمة التسويق ، وهم بدورهم يضعونه بيد شركات خارجية . فلذلك لابد من مراقبة دائمة لهذا الموضوع لما يشكل من اهمية ، خصوصاً أننا نتحدث عن سمعة وصورة وزارات في الدولة مثلاً فهي تمثل الواجهة بالنسبة للدولة .

ومن الجيد مراقبة وفلترة الشركات الخارجية ومعرفة مدى قدرتها على فهم النقاط الثلاث وهي كل من الجمهور المستهدف ، الرسالة والاسلوب ، ليكون اختيار الشركة الخارجية مبني على أسس احترافية .

ويتابع قائلاً أن الأخطاء اللغوية الشائعة المزدحمة في محتويات الإعلانات بحسب تقييمه الشخصي تقع في ثلاث نقاط أولاً في الترجمة الحرفية والأخطاء الإملائية وأخيراً الصياغة البعيدة عن فهم الثقافة المحلية.

 

أخطاء لا تحصى وهناك كتب مؤلفة في ذلك

تحدث د.عمر حمدان - أستاذ في النحو والصرف في جامعة البحرين – بداية في تبيان وجهة نظره قائلاً أن الغالب من صناع محتوى الإعلانات التجارية لا يبالون بصحة وسلامة اللغة بل ولا يتقنونها . وأضاف أن علماء وخبراء اللغة يقومون بمساعدة صناع المحتوى إذا طلب منهم . ويتابع أن المسؤولون في الدولة إن كانوا أهل اختصاص فإنهم غالباً ما يراعون الى سلامة اللغة ، وعبر حمدان عن أبرز الأخطاء الشائعة التي تزدحم بها محتويات الاعلانات التجارية قائلاً أنها كثيرة جداً ومن كثرتها أساساً غير من الممكن حصرها فإنها لا تحصى ومبينا أن هناك كتب خاصة مؤلفة حول هذا الموضوع.

 

كثير من الأخطاء اللغوية في المواد التسويقية تكون صادرة من مؤسسات في الدولة

قال علي أبوليث – مدير الابداع في مؤسسة ليث ميديا – ان لأخصائيي اللغة دور كبير في مساعدة صناع المحتوى على تأدية مهمة الكتابة من الناحية الإملائية ، ولكن يبقى الجوهر التسويقي من مهام صانع المحتوى لأن هذا مجال شغفه وإبداعه . ويضيف نصيحة ويصنفها الأولى لكل صانع محتوى سواء هاوي أو متخصص لابد له أن يكون متمكنًا ولو بنسبة بسيطة من المهارات الإملائية وفق اللغة التي سيبني فيها محتواه .

ويرى أبو ليث أن المسؤولين في الدولة تقع على مسؤوليتهم مراعاة جانب الأخطاء اللغوية ولكن وفق تجربته في هذا المجال يرى أن هناك تهاونًا من بعض المسؤولين لذلك نتعرض لعدد ليس بالسهل من الأخطاء الإملائية الشائعة و بعضها  يندرج من ضمن مظلة الاستهزاء باللغة أو إن صح التعبير الاستهزاء بالقارئ المتعرض للاعلان.

ومن باب اطلاعي العام وملاحظتي لهذا الجانب ، فإن أكثر الأخطاء اللغوية في المواد التسويقية تكون صادرة من مؤسسات الدولة وهذا قد يعود إما الى اعتمادهم على موارد بشرية غير متخصصة أو التعاقد مع مؤسسات إعلانية ليست ذات كفاءة في هذا الجانب.

وأضاف إن الخطأ وارد في كل مكان وكل زمان ، لكن عملية تصميم المواد التسويقية او المواد الصحفية لا بد أن يكون هناك مراقب غير متشبع من المادة ويقرأها للمرة الأولى ويكتشف الاخطاء إن وجدت . ومن الأخطاء اللغوية الشائعة هي عدم التفريق بين همزتي الوصل والقطع بالاضافة الى عدم التفريق بين أل الشمسية وأل القمرية بالإضافة الى الأخطاء في الترجمة الحرفية إلى النصوص والعبارات حتى العبارات المرورية منهم ، استخدام الضمائر و علامات الترقيم الضائعة.

 

مساهمة من:

أحمد عبدالله أحمد الاسود 

طالب بجامعة البحرين