+A
A-

حافظ عبدالغفار: زار 42 بلداً ويقتني 30 ألبوماً لعملات العالم

هناك العديد من المقتنيات والأشياء القديمة تدخل داري، فتكون لها مستقرا أبدياً".. هكذا وصف السيد حافظ عبدالغفار، صحافي وصاحب هوايات متعددة شغفه، في الاقتناء والاحتفاظ بمجموعته الفريدة والمنوعة، فبين البطاقات البريدية والعملات الورقية والمعدنية من جهة، وبين الصور والصحف والمجلات القديمة، ثمة تذكارات من الدول التي زارها وكثير من تفاصيل ذاكرة ثرية لا تزال ندية رغم انقضاء الأيام والسنين.

حافظ عبدالغفار؛ أحد المهتمين بالمقتنيات، زار 42 بلداً ويحتفظ بشيء مميز وخاص من كل منها، تفرد بطريقة حفظها، فالعلاقة التي تربطه بمقتنياته علاقة وثيقة ولا يفرط بها بأي شكل من الأشكال، فهذه المقتنيات لا تمثل قيمة تاريخية فقط بل تعكس قيمة معنوية كبيرة ترتبط بذكريات وحكايات وقصص لها من ذاكرة حافظ مكانة لا تمحى، وقال: "غير مستعد على الإطلاق في التفريط بأي منها، لا ضمن عملية بيع ولا عملية مقايضة ولا مزاد".

لا يتردد حافظ في دفع مبالغ كبيرة أحياناً لمجرد اقتناء قلم أو ولاعة أو عملة أو دبوس أو ميدالية، وهو ما يثير استغراب أقاربه ومعارفه، وهو على ثقة بأن تلك الأشياء لابد أن تكون لها قيمة مستقبلية، فإما أن تكون نادرة أو صعبة المنال، أو أن بلد المنشأ قد صنع منها كميات قليلة.

30 هو عمر هذه الهواية المتميزة، حيث تمكن حافظ من جمع عملات مختلفة ومتنوعة بعضها نادر، سواء خليجية أو عربية ومن مختلف دول العالم، وبعد هذه السنوات من التجميع والاقتناء أطلق مطبوعة دورية أسماها (رويال)؛ وهي مجلة يرأس تحريرها وتختص بالسرد التوثيقي والهوايات والمزادات والمقتنيات، إضافة إلى افتتاحه دكاناً يختص ببيع وتوفير المواد التراثية والقطع التي تهم الهواة على اختلاف أذواقهم، وتوسع حافظ في مجال الهواية من إطار البحرين، إلى الدول الخليجية فالعربية إلى مختلف دول العالم.

لدى حافظ مقتنيات صعبة المنال ونادرة مثل العملات المستخدمة في القطب الجنوبي، وعملات المرحلة الانتقالية لمسمى "عملات التشيك" و"عملات سلوفاكيا" و"عملات قيصرية للاتحاد السوفييتي"، و"عملة موحدة الجزائر وتونس"، و"عملة موحدة سوريا ولبنان"، وعملات تتضمن بعض الأخطاء الطباعية، إلى جانب عملات تحمل أرقاماً تسلسلية مميزة مثل 1111111، 222222، 333333 وهكذا.

ورداً على سؤال حول أبرز المقتنيات التي يمتلكها؛ قال: "عملة روسية معدنية منذ عام 1780، وأيضاً عملة روسية ورقية أخرى منذ العام 1870، وعملة أصدرتها جمهورية هنغاريا العام 1946 فئة مليار ميلبينغو، وهي تعكس مدى التضخم وانخفاض قيمة العملة بذلك البلد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، واحتفظ أيضاً بعملات بعض الدول ذات الفئات المرتفعة على شاكلة عملات تركيا وألمانيا النازية "فئة مليون وفئة 10 ملايين"، كذلك البوسنة (فئة 100 مليون وفئة 500 مليون)، وفي جمهورية زيمبابوي توجد عملة ورقية فئة 10 تريليون دولار من العملة المسماة زيمبابوي نفس اسم البلد".

للعملات الورقية حيز كبير أيضا من اهتمامات حافظ؛ إذ يقتني العملات الورقية لأغلب دول العالم ويحتفظ بها من خلال 30 ألبوماً خاصاً بالعملات، حيث يتم عرض العملات في صفحات شفافة يمكن للمتصفح مشاهدة العملة من الجهتين، ولا يفرِّط حافظ في مجموعاته الخاصة، باستثناء حالة وجود بعض العملات المتكررة، فإنه يقوم إما بالتبادل مع الهواة الآخرين أو طرحها في المزاد الأسبوعي الذي تقيمه جمعية البحرين لهواة الطوابع مساء كل خميس في مقرها في العدلية، حيث يتم في اللقاء عرض وبيع وشراء الكثير من المقتنيات المتعلقة بمختلف الهوايات مثل الطوابع والعملات والوثائق والصور والتحف وغيرها.

اقتناء بطاقة الدعوات الأصلية أحد اهتمامات حافظ، إذ يحتفظ ببطاقة دعوة من عهد الملك فاروق يتضمن نصها دعوة لحضور حفلة شاي في حديقة القصر الملكي في أكتوبر1927، وبطاقات الهاتف لدول العالم "المنتهية الصلاحية"، إلى جانب وجود بعض النماذج لبطاقات التصويت الخاصة بالانتخابات التي جرت في بعض الدول العربية والأجنبية على سبيل التذكار.

مجموعات حافظ ومقتنياته كثيرة؛ فلديه رفوفاً خاصة وضعت عليها الأعداد الأولى من كل الإصدارات المحلية من صحف ومجلات ونشرات وجميعها تحمل عبارة "العدد الأول"، إلى جانب بعض الإصدارات العربية التي تحمل عبارة "العدد الأخير" أو "العدد التجريبي رقم صفر"، ولا تتوقف المقتنيات عند هذا الحد؛ بل تمتد لتجميع الأقلام الخاصة وأجهزة الهواتف القديمة وبوصلة كانت تستخدم بفترة الغوص مع ميزان قديم خاص لوزن اللؤلؤ، وصور تاريخية أصلية"أسود وأبيض" تمثل الشخصيات الرسمية والأهلية والأحداث والتطورات المحلية، إلى جانب اقتناء وحفظ كتبه أيام الدراسة الإعدادية والثانوية مع دفاترها العتيقة.

حافظ عبدالغفار؛ عاشق للتراث والسفر زار الدول الخليجية وأغلب الدول العربية، إضافة إلى اليابان وتايلند وهونغ كونغ والفلبين والهند وباكستان وأفغانستان وإيران وسيشل وهولندا وتركيا والتشيك ورومانيا وبلجيكا وقبرص والسنغال والسودان والولايات المتحدة، وأثناء زيارته لكل دولة يركز اهتمامه على التعرف على أهم ما يميز تراثها وثقافة شعبها، إلى جانب تكوين العلاقات مع عدد من الأصدقاء هناك الذين يتواصل معهم باستمرار بعد العودة للبلاد.​