+A
A-

هجوم على ظريف لتصريحاته حول "النجاة" من العقوبات

هاجم نشطاء إيرانيون تصريحات وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، الأخيرة حول "النجاة" من العقوبات الأميركية من خلال "المقاومة والصمود".

وزخرت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة من التغريدات التي هاجمت أو سخرت من ظريف، لما اعتبره الناشطون "تجاهلاً لأوضاع الشعب المعيشية والاقتصادية المتدهورة والتفكير ببقاء النظام فقط".

وكان ظريف قد تحدث خلال مؤتمر دولي في العاصمة الايطالية روما، الخميس الماضي، عن "أسباب استمرار النظام الإيراني" منذ بداية ثورة 1975، قائلاً: "سننجو كما نجونا من قبل، والشعب الإيراني هو من سيتضرر من ضغوط العقوبات".

مقولة الظريف التي نشرها حساب موقع الرئاسة الايرانية عبر تويتر

عقب هذه التصريحات، سرعان ما انتشر على تويتر هاشتاغ #دوام_میاوریم بمعنى "سننجو" بين النشطاء الإيرانيين رداً على ظريف الذي اتهموه بالكذب وتلميع وجه النظام وتزوير الحقائق حول ما يحدث في #إيران من معاناة للشعب الإيراني بسبب سياسات نظامه الذي ينفق أموال الإيرانيين على حروبه الخارجية لأهداف توسعية.

كما نشر بعض النشطاء صورة مركبة لظريف وهو يرتدي البزة العسكرية لمحمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام العراقي السابق، الذي اشتهر بكذبه حول تصدي العراق لدخول القوات الأميركية إلى بغداد، عقب الغزو عام 2003 في دلالة رمزية على أن ظريف يكذب أيضا كالصحاف.

وأجمعت الكثير من التغريدات على أن ظريف يوصل للعالم رسائل كاذبة عن الظروف الاقتصادية المتدهورة والحالة المأساوية التي يعيشها الشعب الإيراني، ما أثار غضب حسام الدين آشنا، المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني حسن روحاني الذي وصف النشطاء المغردين ضد ظريف بأنهم "صهاينة ناطقون بالفارسية".

وقوبلت تصريحات آشنا هي الأخرى بردود فعل من قبل النشطاء، حيث رد مصطفى مهدوي، الصحافي الإصلاحي على تغريدة مستشار الرئيس الإيراني بالقول: "الذين انزعجوا من التعليقات على تصريحات ظريف يجب أن يوضحوا لماذا يجب أن يدفع الشعب الإيراني ثمن الأخطاء التي يرتكبها النظام لينجو، والتي ينبغي بذلها من أجل البقاء اليوم؟ لماذا يجب أن يصمدوا بعد 40 عاما من سياسات الغباء والوهم؟".

أما بهارة هدايت، الناشطة المدنية والسجينة السياسية السابقة، فغردت على "تويتر" من طهران، بالقول: "ليس من الحتمي النجاة تحت تهديد التمييز والقمع والظلم والفساد وعدم الكفاءة والاقتصاد المدمر. النجاة أصبحت ممكنة بشرط إلحاق المزيد من الدمار".

وأضافت: "قوموا بحل الأزمة السياسة الداخلية ليقف الشعب إلى جانبكم وإلا لن يبقي من إيران سوى الرماد".

بدوره كتب الصحافي علي فرحاني، على موقع "تويتر": "ماذا ينبغي أن نكتب في مثل هذا الوضع الرهيب والمؤلم؟ حقا لا أعرف كصحافي.. فإذا أردنا أن نعبر عن الحقيقة، يتم اتهامنا بالتضليل وسنوضع في القائمة السوداء، أو بالعمالة للغرب، ثم يتم إرسالها إلى المحكمة، وإذا لم نكتب الحقيقة سنخون المبدأ! المسؤولون لا يشعبون.. إذن ما هو الحل؟ آه قد وجدناه، سننجو".

وتأتي هذه الموجة من الهجوم على ظريف بينما قدم نواب التيار المتشدد في البرلمان الإيراني طلبا لاستجوابه بسبب إصرار الحكومة على التوقيع على معاهدة مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال.