الأخطاء إذا لم تحدد وتناقش وتعرف أسبابها الحقيقية، وإذا لم يجر العمل على بتر الجذور التي ولدتها، فإنها ستكون صغيرة وتكبر، وستؤدي إلى مشاكل خطيرة، وهذا ما يحصل لنا على ما يبدو مع العمالة الآسيوية التي تفاقمت مشاكلها، وآخرها الجريمة البشعة التي هزت المجتمع البحريني، وهي قيام مؤذن آسيوي من أصحاب السوابق مع عدد من أصحابه بقتل إمام مسجد بن شدة بالمحرق الشيخ عبدالجليل حمود وتقطيع جثته إلى أجزاء ووضعها داخل أكياس بلاستيكية بعد اختطافه وتعذيبه، ولسنا هنا في محاولات لإيجاد التبريرات والتفسيرات، لكننا نعرف أن مشاكل العمالة الآسيوية التي أثارت السخط الشديد والنقمة العارمة في أوساط المجتمع تزيد ولا تنقص، وشخصيا كتبت عنها أكثر من مرة ونبهت لضرورة حسم الموضوع سريعا، فقد كتبت عن المنطقة الخطرة المحاذية لباصات النقل الجماعي بمدينة عيسى المحتلة بالكامل من الأفواج البشرية “الفري فيزا”، وجميعهم يغسلون السيارات على شكل فرق وتكتلات، وأصبحت المنطقة مرتعا للانحرافات والأخطاء “والبلاوي الأخلاقية”، ونبهت أيضا وكتبت عن العمالة التي كتمت على أنفاس “فريجنا” إلى درجة أننا أصبحنا نخاف على أبنائنا من الخروج للذهاب إلى أي مكان بسبب قيام بعضهم باختلاس النظر، وسبق أن دخل أحد الجيران في ملاسنة معهم بعد أن قام أحدهم بالنظر إلى بيته وأهله، وكثيرة هي القصص التي نسمعها ونشاهدها.
إننا نعيش وسط قنابل وشظايا، ففي كل “فريج” تفشى مرض العمالة الآسيوية وأصبح الوضع مثل الأشجار البرية والسامة التي تنمو في صفوفنا، وإذا لم يكن هناك تحرك وحل جذري لهذه المشكلة ستزداد الجرائم، لاسيما أن أكثرهم ليس لديهم أي تحصيل علمي، وبالتالي يفتقدون قوانين التحكم في النفس، وهذا الأمر ينطبق على بعض الجنسيات الأخرى التي تحتاج إلى فكر تأملي وتحليل دقيق لمعرفة دوافع ارتكاب الجرائم، وأتصور أن دول الجوار عانت كثيرا من جرائم القتل التي تقوم بها “الخادمات من جنسية معينة”.. نريد وضع نهاية كاملة، وخطوة سريعة قبل أن تتكرر الحادثة.