معظم النظم الديكتاتورية في العالم لا تجرؤ على قطع كل صلة لها بالقانون، والتعامل المتحضر بين الحكومات والشعوب، ذلك أن النظم السياسية المعاصرة وحتى الديكتاتورية منها تتصرف كحكومات مسؤولة، أو تجتهد على الأقل لتبدو كذلك، إلا النظام الإيراني الإرهابي السفاح، فإنه يستهتر بكل القيم والأعراف، وتبلغ المغالاة والوقاحة حد تجاوز كل مظاهر الحكومة المسؤولة، ولا يتردد النظام في الظهور أمام العالم كعصابة مسلطة ليس بينها وبين الحكومة المسؤولة أية قرابة أو نسب، وكم هو مضحك عندما يخرج أحد أفراد عصابة الملالي ويتحدث عن حقوق الإنسان ويندد بالجرائم الغربية، بينما لا يجد الشعب الإيراني المناضل من يدافع عن حقوقه ويطرح قضيته الإنسانية ومعاناته العميقة على يد نظام الملالي القاتل، ومن يقرأ صحف النظام الصفراء أو يستمع إلى إذاعاته وهي تشدد النكير على هذا النظام أو ذاك في بقاع الدنيا الواسعة، استنكارا منها لخنق الحرية وبقية الثرثرة والأكاذيب، بينما يبني النظام الإيراني سجونا جديدة ويحشر بها آلافا من أبناء الشعب الإيراني الأبرياء المطالبين بأبسط حقوقهم، أي العيش الكريم وفي منزلة “البشر”.
يوم السبت الماضي أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات” الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة (أن هناك مؤشرات جدية تنبئ بتغييرات جذرية في إيران، فقد انتهى زمن استغلال الشعارات الجوفاء والعنصرية بعد أن أصبحت الحقائق جلية أمام الجميع، وجاء وقت الحساب في الداخل وعلى مستوى المجتمع الدولي، لكل نظام اختار إرهاب الدولة ورعاية الشبكات والمليشيات الإرهابية لزعزعة استقرار دول المنطقة).
أجل هذه هي الصورة الواضحة في إيران اليوم، حيث بدأ الشعب الإيراني رفع صوته بوجه التسلط والظلم والانحراف والجوع، فإلى متى يستمر مثل هذا النظام الديكتاتوري الفاشي المعادي للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وهناك دعوات أيضا إلى المجابهة المسلحة مع النظام، وبدأت المعارضة في الخارج والداخل حسب التقارير الإخبارية ترتيب أوراقها وتنظيم نفسها على كل المستويات السياسية والعسكرية ووضع التخطيط السليم لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة لمواجهة حكم الملالي الطغاة، وأعتقد جازما أن نهاية حكم الملالي سيكون في عامنا هذا.