خلق الله سبحانه وتعالى البشر دون تمييز، وللبشر أن يحظوا جميعًا بقدرٍ مساوٍ من المعاملة بغض النظر عن عِرق الإنسان وقوميته وجنسيته، أو فئته ودينه ومذهبه، أو صحته أو عُمره، وتمنع كل الأديان والقوانين والعهود والمواثيق أن يتعرض أي إنسان للقسوة والاضطهاد، أو التهميش والإقصاء سواء في بلاده أو في أي بلد آخر، ولأهمية الإنسان وحمايته من أي اضطهاد خصصت منظمة الأمم المتحدة يوما من كل عام للقضاء على التمييز العنصري الذي تمارسه الدول أو بعض الأشخاص على الإنسان، وتدعو في هذا اليوم جميع الدول إلى تغيير القوانين التمييزية وحماية الإنسان من العنصرية في كل مجالات الحياة.

التمييز العنصري قائم على التحيز لشخص دون آخر، سواء كان هذا التحيز قائما على الهوية أو الدين أو المذهب أو الجنس، كتقييد حرية المرأة ومنعها من ممارسة ما يتعلق بحياتها دون تدخل من أحد أو التحيز لفئة دون فئة أخرى في المجتمع، وهذا التحيز أي التمييز يؤدي إلى حرمان الإنسان من حقوقه الخاصة وجعله أقل شأنًا من الإنسان الآخر، وهذا الأمر مخالف للقيم والأخلاق والدين والقوانين الوطنية والدولية، وهذا ما يُعزز الكراهية بين الأفراد ويحل العُنف.

ومملكة البحرين وحكومتها الرشيدة من الدول التي تلتزم دينيًا وإنسانيًا بما جاء في مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل العهود والمواثيق الدولية بمعاملة مواطنيها والمُقيمين على أرضها بروح الإخاء والإنسانية دون تمييز من أي نوع، مما أدى إلى أن تكون البحرين أرضًا للأمن وواحة للسلام، لا كُره فيها للآخرين ولا تعصب، وأصبحت ساحة لتعزيز التسامح والوحدة الوطنية والإنسانية، ومكانًا لاحترام التنوع الإنساني، وهذا السجل الإنساني الأبيض لمملكة البحرين بفضل الله تعالى ورعاية القيادة السياسية والحكومة الرشيدة لبلادها وشعبها ومَن يعيش على ترابها، وبسبب القوانين التي سنتها الدولة وتواءمت نصوصها مع المبادئ والمعايير الدولية في القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.

وترفض البحرين أن يُمارس أي شخص أو منظمة أو جمعية أو مؤسسة أي نشاط يهدف إلى التمييز ويدعو إلى الكراهية وهي جريمة بحق الإنسان، وبتوجيهات من القيادة السياسية والحكومة الرشيدة ترسخ وزارة التربية والتعليم في مناهجها مفهوم الانتماء والكرامة وتغرس في طلبتها مبادئ التعايش وقيم التسامح بغض النظر عن اللون والدين والجنس واللغة والعِرق.