كانت مساحة “المعرض العربي” الذي دشنه سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة والرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة خلال افتتاح الملتقى الخليجي الثامن للأطفال بفندق “الموفنبيك” يوم الأربعاء الماضي، لا يتجاوز عدة أمتار لكنه كان بمثابة الإشعاع الدائم في وجدان جميع الحضور وزوار البحرين، كان عالما عربيا مصغرا قدم للأطفال صورة من صور ثقافة وتاريخ وهوية وعادات وتقاليد البلدان العربية وهي من أسس الثقافة والتعرف على النتاج التاريخي والحضاري لتلك الدول، حضرت شخصيا افتتاح المعرض ولمست من أولياء أمور الأطفال المشاركين من دول مجلس التعاون غبطة وسعادة، فوالد الطفل الكويتي بدر العطوان قال لي بالحرف “لم أشاهد مثل هذا المعرض المخصص للأطفال في حياتي، جهد تشكرون عليه، وعساكم على القوة”.
كان الطفل السعودي يذهب إلى جناح الإمارات ليسأل ويكتشف المعرفة، والطفل الإماراتي يقوم بالمثل، وعلى الجانب الآخر شاهدت أطفال سلطنة عمان متحلقين حول جناح دولة الكويت، وأطفال جمهورية مصر كونوا رقعة صغيرة أمام جناح دولة فلسطين، ونفس الأنماط تكررت في كل الأجنحة... جناح لبنان وجناح البحرين واليمن، والرائع والجميل أن جميع الأطفال كانوا يرتدون اللباس التقليدي لبلدانهم وهو جزء مهم من تراثهم وأمجادهم ويتفاخرون به وطنيا واجتماعيا.
أستطيع القول إن المعرض العربي سيشغل حيزا كبيرا في حركة تثقيف ونمو الأطفال المشاركين كقاعدة فكرية وتاريخية تبرز إسهام الإنسان العربي في الحضارة الإنسانية، فالطفل برعم واعد ينمو على العلم والمعرفة وهذا المعرض أحسن إدارة الدفة لتقوية الطفل وإيصاله إلى كل ربوع الوطن العربي على مستوى متميز، وبسط له معظم زوايا حياة أقرانه بكل متعة وألفة، فإذا كنا نبحث عن وضع الأساس المتين لأمتنا العربية فإن هذا المعرض الذي يقوده سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة صنع لنا خميرة الغد المشرق وهو أيضا نهج تعليمي تربوي ونافذة لمعرفة العالم العربي تقدم لفلذات أكبادنا شرحا واضحا صادقا.