العدد 3357
السبت 23 ديسمبر 2017
banner
القدس أم جرائم الأسد؟ (2)
السبت 23 ديسمبر 2017

النخب المعارضة أو التي تسمى كذلك في دول المنطقة، للأسف لم تقرأ لحظة سقوط السوفييت وما بعدها جيدا، إن العالم صار أميركيا، تشعر أن موضوع القدس جاء لهذه النخب أيضا، كي تشرعن من جديد خطابها الخشبي، يتوسد الطغاة من جديد لفعل شيء ما من أجل القدس... نخب تتوسد متنازعة فيما بينها هذا الطاغية أو ذاك، منهم من اعتبر أن الربيع العربي مؤامرة، والآن تجده في المقدمة في قضية القدس، هذا ليس تباكيا على سقوط السوفييت، لأن دولا بلا حرية ستسقط حتما، بل لمعرفة ماذا كانت أميركا قبل السقوط، وماذا عن السقوط وما بعده، منهم من رمى العباءة على أكتاف الأسد القاتل، يدعو لتظاهرات من أجل القدس.
أعتقد أن المرحوم مطاع صفدي ربما الوحيد من المفكرين العرب، الذي تحدث في بداية الثمانينات عما سماه أمركة العالم، للأسف هذه النخب لم تنتبه لما يجري، أمركة العالم لا تعني سيطرة خارجية على منطقة الشرق الأوسط أو غيرها، بل تعني هيمنة داخلية أيضا، في كل دولة ركيزة أميركية باتت مجتمعية أيضا، إضافة للنخب الحاكمة، طرفان وإن تعارضا يخوضان معاركهما في ملعب أعدته أميركا على مدار عقود، من تراكم السيطرة والهيمنة، وجود السوفييت كان يضطر القرار الأميركي للغطاء الحقوقي والإنساني، من يتابع الدراما والمشهد الهوليوودي في تملق الحالة الإسرائيلية، يجد أن قرار ترامب في جعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل قد تأخر. هذه المرحلة الجديدة تتطلب من النخب وخصوصا الفلسطينية، أن تعيد قراءة المشهد من جديد، بعيدا عن أية طاغية وقريبا من أمركة المنطقة، حيث لا حل إلا بدولة واحدة عاصمتها القدس، دون ذلك ستحول حماس غزة لإمارة إيرانية، والضفة تبقى مدنا وقرى مبعثرة... “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية