العدد 3356
الجمعة 22 ديسمبر 2017
banner
القدس أم جرائم الأسد؟ (1)
الجمعة 22 ديسمبر 2017

بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل، نستطيع القول إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة. منذ سنوات بعيد انطلاق الثورة السورية، ووضوح الموقف الأوبامي، أسميت هذا الموقف تأهيل الجريمة في المنطقة ككل، وليس في سوريا وحسب.
تأهيل الجريمة اعتمادا على القوة العارية بالدرجة الأولى أو القوة الفائضة حتى، من أي نفاق أخلاقي أو حقوقي، هكذا هي بكل الصلف والعنجهية، تأهيل الجريمة يوضح أن أميركا من القوة بحيث لا تحتاج إلى مثل هذا الغطاء المنافق الذي يتبجح بحقوق الإنسان وإنقاذ الشعوب من جرائم الطغاة، فالطغاة جزء من السيطرة الأميركية العارية على المنطقة، الجديد في الموضوع أن أميركا استخدمت إيران وروسيا وحزب الله في مقتلة العصر سواء في سوريا أو اليمن، حيث أطلقت إدارة أوباما العنان لتدفق القاعدة ودخولها سوريا، بنفس الوقت أطلقت أيدي إيران وجحافلها، ثم روسيا بوتين لقتل حلم السوريين بحريتهم من نظام قاتل، ليقتل أبناء المنطقة بعضهم بعضا، إيران الآن تشعر بفائض قوة، كانت تردد خلاله، أن جحافلها قادمة لقتل السوريين وهي في طريقها للقدس.
قرار ترامب حول القدس لا يعدو كونه عملية غسيل أموال، غسيل مواقف سياسية وتبييض صفحة الديكتاتوريات المأزومة والفاسدة في المنطقة، وإعادة الملف الفلسطيني للصدارة بهذا الشكل المفاجئ يعني بالضبط أن الموقف من القدس هو معيار الوطنية والقومية والالتزام بقضايا الشعوب، ما يعني تنحية بقية المطالب والأهداف الأخرى كالعدالة والحرية والمساواة والمواطنة، ذلك في سبيل المعركة الكبرى القدس! مطلب القدس ليدفن مطلب الحرية والمواطنة ودولة القانون، بناء أرضية جديدة وفعالة للتطرف والإرهاب، بعدما انتهت ثيمة “دولة الخلافة” القاعدية، بناء أرضية للخطاب الإيراني الفاشي وخطاب النظم الطاغية، حتى السيد أردوغان الذي يحاول امتصاص الديمقراطية التركية، صرخ بأعلى صوته: القدس خط أحمر!، كما صرخ من قبل حماة خط أحمر، فذهبت حلب. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .