+A
A-

السجن 7 سنوات لمدِّرس عربي هشّم ركبة زميله بحادث متعمّد

عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة مدرِّسًا عربيًا "32 عامًا" بالسجن لمدة 7 سنوات؛ وذلك لتعمده دهس زميله البحريني "64 عامًا" بجوار منزل الأخير بالمحرق، معتقدًا أنه هو من تسبب في نقله من المدرسة التي كانا يعملان فيها.

وذكر المحامي علي القطّاف، وكيل المجني عليه، بأن المحكمة ألزمت المتهم بأن يؤدي للمجني عليه مبلغ 400 دينار كتعويض مدني مؤقت عما أحدثه بموكله من إصابات تمثلت في تهشم ركبته.

وتتحصل الواقعة فيما أبلغ به المجني عليه، وهو مدرِّس أول في إحدى المدارس الحكومية، من أنه في يوم الواقعة وبعد خروجه من مقر عمله ووصوله لمنزله بحوالي الساعة 2:30 ظهرًا، شاهد سيارة المتهم متوقفة بالقرب من منزله، وأنه بمجرد أن ترجّل من سيارته تفاجأ بالمتهم يقود سيارته نحوه بسرعة فائقة ويصطدم به متعمدًا.

وأدى الاصطدام إلى سقوطه أرضًا، وتعرضه لكسور في كلتا ركبتيه، وأنه بعد نقله للمستشفى لتلقي العلاج تبين أن إحداهما مهشمة وتحتاج إلى إزالة وتركيب ركبة صناعية بدلاً عنها، مشيرًا إلى وجود خلاف سابق بينهما بسبب عملهما، فضلاً عن تلقيه لتهديدات كثيرة من المتهم بالتعرض له ولأفراد عائلته وأقاربه، حال كونهما يعملان معًا في نفس المدرسة سابقًا.

وذكر المُصاب أنه تم في وقت سابق نقل المتهم من المدرسة التي كان يعمل فيها، فاعتقد بأنه هو من تسبب في عملية نقله، ما تسبب بخلافات فيما بينهما، إذ كان يتصل المتهم فيه بكثره ليشتمه ويهدده ببناته وأبنائه.

ولفت إلى أن قصد المتهم كان واضحًا بالتخلص بإيذائه أو تعطيل حركته؛ وذلك لأنه اصطدم به بسرعة جنونية، فضلاً عن أنه لولا توقف سيارته لم يتوقف كما لم يقترب منه بعد الاصطدام به وتجمّع الجيران حولهم.

وبالتحقيق مع المتهم أنكر ما نسب إليه من اتهام، وقال إنه كان متوجهًا لأحد محلات بيع المواد الغذائية في منطقة المحرق، مدعيًا أنه يبيع خبزًا مقاربًا لما يأكله في بلده الأم، لكن عند وصوله للمكان تبين أن الشارع مزدحم، فدخل إلى الممرات الفرعية، ليوقف سيارته والتوجه مشيًا على الأقدام لذلك المحل.

إلا أنه تفاجأ بأن الممرات مزدحمة هي الأخرى، وكان يضطر للعودة للوراء لإفساح المجال للسيارات الأخرى القادمة من الجهة المقابلة.

وأثناء تواجده في تلك الممرات الداخلية كان يبحث عن محفظة نقوده في السيارة الواقع، وكان يطلع على ساعة السيارة، وأنه كان بحالة مرض وتعب ما تسبب بسهوه عن الشارع، وتفاجأ بالمجني عليه متوقفٌ أمامه فحاول تفادي الاصطدام به لكن المرآة الجانبية اليسرى اصطدمت به، وكاد أن يصطدم بسيارة أخرى متوقفة وبعدما تفاداها اصطدم بسيارة أخرى.

وأشار إلى أنه توقف وتبين له أن المصاب زميله السابق في إحدى المدارس الحكومية، حيث كان يعمل، وتبين له أنه يتألم وبه اصابات في كلتا رجليه وكان يصرخ في وجهه، خصوصًا عندما علم أن سيارته غير مؤمن عليها.

وبرر المتهم سبب قيادته للسيارة بسرعة عالية في الممرات الداخلية أنه (متملل وفي عجالة من أمره)، كما ادعى أن المجني عليه هو من رمى بنفسه على سيارته، ونفى أن يكون قد هدده سابقًا كما ورد ببلاغ المجني عليه، مشيرًا إلى أن المجني عليه يراجع أطباء نفسيين، ولربما كان يفكر بالانتحار حينها، حسب قوله.

لكن المجني عليه نفى هو الآخر أن يكون قصده الانتحار، وقال إنه ليس مجنونًا حتى يرمي بنفسه أمام السيارة ويتسبب لنفسه بكل تلك الاصابات، مستنكرًا ادعاء المتهم بأن الممر الداخلي ضيق بالقول بأن منزله لا يقع على شارع فرعي أو ممر بل هو طريق وواسع وليس ضيق، مؤكدًا على أن قصد المتهم هو قتله والتخلص منه دون أن يراه أحد، والدليل على ذلك هو قيادته بسرعة عالية لا تقل عن 120 كيلومتر، حسب رأيه.

من جهةٍ أخرى قال رئيس عرفاء بالإدارة العامة للمرور، أن السرعة المتوقعة التي كان يقود فيها المتهم السيارة تتراوح ما بين 60 إلى 100 كيلومتر في الساعة؛ نظرًا لطبيعة الشارع والتلفيات الموجودة بالسيارات في المكان، رغم أن سرعة الشارع لا تتعدى 30 كيلومتر في الساعة بحد أقصى.

وأوضح بأن الاصطدام بين المتهم والمجني عليه كان بشكل متعمد، إذ لم يبصر في الموقع وجود أية آثار لاستعمال الفرامل، فضلاً عن السرعة العالية التي كان يقود بها المتهم سيارته.

وثبت بتقرير الطبيب الشرعي أن إصابة المجني عليه حدثت بفعل التصادم والسقوط أرضًا على ركبته، مما يشير إلى مصادمة قوية مقابل الركبتين بسرعة لا ترقى إلى السرعة التي أقر بها المجني عليه وهي 120 كيلومتر في الساعة، ولا تتدنى إلى السرعة التي أقّر بها المتهم وهي 30 كيلومتر في الساعة، كما أن اصابة المجني عليه استقرت وتخلّف عنها إعاقة في حركة ثني مفصل الركبة اليسرى من جراء الكسور، وأنها تعتبر عاهة مستديمة تقدر بنحو 8%.

كما ثبت بتقرير الإدارة العامة للمرور أن إحدى السيارتين المتضررتين قد تم دفعها من مكانها لمسافة 8,2 متر.

هذا وقد ثبت للمحكمة أن المتهم بتاريخ 23/10/2016، أولاً: اعتدى على سلامة جسم المجني عليه فأحدث به الاصابات الموصوفة بالتقارير الطبية المرفقة وقد أفضى الاعتداء إلى عاهة مستديمة به عمدًا وهي إعاقة في نهاية حركة ثني مفصل الركبة اليسرى، ثانيًا: أتلف عمدًا السيارتين المبينتين الوصف والنوع بالأوراق والمملوكتين لشخصين آخرين غير المجني عليه.