+A
A-

19 سبتمبر لسماع الأقوال بقضية إخفاء هاربين من السجن

نظرت يوم أمس المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة في قضية 10 متهمين بواقعة إخفاء وإيواء 5 أشخاص -اثنان منهم أشقاء- مطلوبان للجهات الأمنية كانوا يتنقلون بعباءات نسائية من مكان لآخر، والمحكوم عليهم بعقوبات تراوحت ما بين الحبس والسجن المؤبد، 4 منهم هم ممن هربوا من سجن جو بداية العام الجاري، ومن بين المتهمين بالقضية اثنان من عائلة واحدة هما متهم وابن شقيقته.

وقررت المحكمة برئاسة القاضي إبراهيم الزايد، وعضوية كل من القاضيين وجيه الشاعر، ومدحت حموده، وأمانة سر يوسف بوحردان، تأجيل القضية حتى جلسة 19 سبتمبر المقبل؛ لاستدعاء شاهد الإثبات الوارد اسمه بقائمة الأدلة مع التصريح لوكيلة المتهم الرابع بنسخة من الأوراق مع التصريح للمتهم السادس بعمل وكالة لزوجته، وأمرت باستمرار حبس المتهمين، البالغة أعمارهم ما بين 23 و40 عامًا، والمقبوض عليهم جميعًا لحين الجلسة المقبلة.

وبدأت القضية بما قرره ملازم أول في بلاغه للنيابة العامة، بأنه على إثر واقعة هروب مجموعة من المحكومين من سجن جو، فإنه أجرى تحرياته السرية اللازمة، والتي أكدت له أن المتهمين جميعًا تعاونوا فيما بينهم على مساعدة المحكومين الهاربين بأن قاموا بإخفائهم وإيوائهم في منازلهم لإخفائهم عن أنظار الشرطة.

وأضاف أن المتهمين قدموا للهاربين جميع أنواع المساعدات من مأكل ومشرب والتنقل من مكان لآخر، وبعد أن توصلت تحرياته للمتهمين المذكورين تبين أنهم موقوفون على ذمة قضايا أخرى، فتم تسجيل محاضر لهم وإحالتهم للنيابة.

وتتمثل وقائع ضبط المتهمين فيما اعترف به المتهم الأول في القضية، والذي قبض عليه حال دخوله أحد الصالونات الرجالية، بأنه تربطه علاقة صداقة بأحد المطلوبين أمنيًا؛ كونهما كانا زملاء على مقاعد الدراسة وأبناء منطقة واحدة، والذي ذكر أنه بعد قرابة 3 أسابيع من هروب صديقه من إدارة الإصلاح والتأهيل (سجن جو) بتاريخ 1 يناير 2017، تواصل معه الأخير عبر برنامج التواصل الاجتماعي (زيلو) وطلب منه النقود، وبالفعل تمكن من تسليمه مبلغًا من المال مرات عدة عن طريق شقيقة صديقه المطلوب أمنيًا.

وأوضح أنه تواصل مع الصديق الهارب من السجن في إحدى المرات عبر برنامج التواصل الاجتماعي (الانستغرام)، والذي طلب منه استلام جواز سفره بالقرب من إحدى البقالات في منطقة سترة، ووافق على ذلك، وفي المكان والموعد المحدد حضر له شخص لا يعرفه واستلم منه جواز سفر صديقه.

وأفاد أنه بعد مرور قرابة 4 أشهر تواصل معه صديقه مجددًا عبر "الانستغرام"، وطلب منه توفير مكان لإيوائه مع أشخاص عدة مطلوبين أمنيًا، فأخبره بأنه لا يملك المكان، إلا أنه أجابه المطلوب بالاكتفاء بتوصيلهم إلى مكان معين، فوافق على ذلك مقابل مبلغ 10 دنانير.

وعندما توجه للمكان المتفق عليه لاستلامهم فيه وهو يقود حافلة صغيرة، التقى شخصا، والذي طلب منه التوجه لحد المنازل، ومنه خرج عدد من الأشخاص المطلوبين، أحدهم كانت عينه مصابة، فيما رمى المطلوبون هواتفهم النقالة بالقرب من أحد المساجد، وطلبوا منه التوجه ناحية أحد المخابز بمنطقة سترة، والذين نزلوا من الحافلة واختفوا عن أنظاره بداخل ممر بين المنازل "داعوس".

وأشار إلى أنه تلقى رسالة عبر "الانستغرام" من الهارب من سجن جو، يطلب فيها الأخير إحضار الطعام والشراب لهم، مؤكدًا أنه جلب في أكثر من مرة الطعام والشراب لهم، حتى تلقى اتصالاً من ذات الشخص كان يطلب منه فيه توفير مكان لإيوائهم لمدة 3 ساعات فقط.

ونظرًا إلى أنه لا يمتلك مكانًا يؤويهم فيهم، فقد اتصل بخاله، وقال له إنه سيجلب المطلوبين إلى منزل جده، وهو ما حصل فعلاً، إذ اصطحبهم إلى المنزل المشار إليه عقب خروج خاله وجده لصيد السمك.

وقرر خال المتهم الأول أنه بعد عودته من البحر تبادل أطراف الحديث مع المطلوبين، والذين أبلغوه عن رغبتهم في الهرب إلى إيران عن طريق البحر، فما كان منه إلا أن نصحهم بأن يستعملوا قاربًا تفوق سرعته قوارب خفر السواحل.

ولفت المتهم الأول إلى أنه بعد أن انتهت مدة مكوث المطلوبين في منزل جده، خرجوا وهم يرتدون عباءات نسائية، فيما كانت تنتظرهم سيارة تقودها امرأة، كانت متوقفة بالقرب من ذلك المخبز، وبعد مغادرتهم توجه إلى أحد صالونات الحلاقة، وما إن دخل حتى فوجئ بالشرطة تحاصر المكان وتلقي القبض عليه.

واعترف المتهم الرابع أنه وبصفته (ممرِّضا)، فقد كلّفه المتهم العاشر بعلاج أحد المحكومين الهاربين في منزله الخاص، فيما اعترف جميع المتهمين كل بما قام به من أفعال ساهمت في إخفاء الهاربين.

فوجهت النيابة العامة للمتهمين العشرة، أنهم في غضون العام 2017، أخفوا وآخرون مجهولون أربعة متهمين محكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية بالسجن المؤبد والحبس بأن قاموا بإيوائهم وقدموا العون والمؤونة لهم وذلك على النحو المبين بالأوراق.