+A
A-

ماجد الأمين: جبلنا على حب الخير ومساعدة الناس

يؤمن بأن من جد وجد ومن زرع حصد، وبضرورة العمل بجد واجتهاد؛ من أجل تحقيق الذات والتطور والارتقاء في مشوار العمل.

كما يعتقد بأهمية المعرفة والاطلاع والتعمق عند دخول أي مشروع تجاري، فهي طريق النجاح والمضي نحو القمة.

يعيد رجل الأعمال ماجد الأمين الفضل بنجاحه وتقدمه بعد الله إلى والده الذي تعلم منه الكثير، فقد جبلنا على حب مساعدة الناس وحب الخير وفعله دون انتظار مردود.

يؤمن بأهمية فصل الحياة الشخصية عن المهنية؛ حتى يستطيع الإنسان تحقيق التوازن والاستمتاع بحياته، وليكون قادرا على تحقيق المزيد.

وفيما يلي نص الحوار:

 

حدثنا عن بداياتك.. النشأة والدراسة؟

- ولدت بالعام 1964 في المحرق، ودرست في مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية الإعدادية، ثم المنامة التجارية التي كونت فيها علاقات صداقة من مختلف مناطق المملكة، فقد كانت المدرسة التجارية الوحيدة في البحرين في ذلك الوقت، وكان أول عام دمجت فيه كل مدارس التجاري بمدرسة واحدة في العام 1978 - 1979، حيث تشكل خليط من الطلبة من مختلف المنابت والأماكن، (...) لا تزال العلاقات مستمرة مع كثير منهم إلى الآن.

سافرت بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية وتخصصت في التسويق، ثم رجعت إلى البحرين لأبدأ الحياة العملية.

بدايات مشوار العمل، كيف كانت؟

- عدت إلى البحرين وعملت مع الوالد لمدة عامين، ثم انتقلت للعمل في فندق الشيراتون لمدة عام واحد، وبعدها لفندق الخليج لمدة 6 سنوات من موظف إلى نائب رئيس قسم، وحصلت خلالها على دبلوم في إدارة الفندقة، ثم عدت إلى العمل العائلي مع الوالد في شركة علي راشد الأمين.

لماذا تركت العمل مع الوالد ثم عدت إليه؟

- لم أترك العمل مع الوالد، لكنني توجهت إلى قطاع الفندقة بسبب حبي لهذا المجال، ومن هذا القطاع تعرفت على الكثير من الناس من دول الخليج وإنجلترا، وكونت معهم علاقات صداقة، وفي بعض الأحيان عندما أسافر ألتقي شخصا يخبرني أنه التقى بي في فندق الخليج. تكونت لديَّ علاقات مع العاملين في القطاع الفندقي بالبحرين، وهذا خدمني مستقبلا عندما عدت للعمل مع الوالد في مجال الأغذية، حيث أصبح من السهل التعامل معهم تجاريًا خصوصًا أنهم يعرفونني جيدًا.

حدثنا عن تطور العمل، كيف كان؟

- انتقلت من مجال الأغذية - الذي يحتوي على السوبرماركت والمصنع والفواكه والخضراوات وبعض الاستثمارات في الأغذية مع شركات أخرى - إلى مجال الزراعة منذ العام 1998، أي من 18 عامًا تقريبًا؛ للعمل في مجال بيع المواد الزراعية والورود والنباتات، ثم طورت نشاطي ودخلت بتنسيق الحدائق، وحتى اليوم تمتلك المجموعة شركة لتنسيق الحدائق تعتبر من أكبر 5 شركات في البحرين في هذا المجال.

كيف ترى العمل في مجال تنسيق الحدائق؟

- العمل في هذا المجال ممتاز، وشهد تطورًا كبيرًا خلال الأعوام الماضية، حيث أصبحت السوق أكبر، لكن للأسف قلة البحرينيين المهتمين بتنسيق الحدائق، رغم أنه يؤدي إلى الزراعة، وبالتالي توفير جزء من الأمن الغذائي.

المؤسف أن البحرينيين غير مهتمين بالزراعة، ونحن نعمل على توعية الشباب للدخول في هذا المجال، فهو كبير ومبشر خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أنه تندرج تحت مظلته العديد من المجالات كالري والمواشي والأسماك والدواجن. معظم البحرينيين اتجهوا للعمل في الأسماك، ونسبة منخفضة في المواشي، متناسين بقية القطاعات.

كيف استطعت التوفيق بين حياتك الشخصية والمهنية؟

- عندما كنت صغيرًا كانت حياتي الخاصة مدمجة مع الحياة العملية، إنما الآن فصلتهما تمامًا، أو يمكنني القول بنسبة 95 %.

والدي وزوجتي وإخواني ساعدوني كثيرا لتحقيق النجاح، ونحن كعائلة لا نبخل بتقديم النصائح لبعضنا البعض، كما أننا نتشاور عند الدخول في المشاريع، (...) نحن نعتمد المصارحة والوضوح فيما بيننا.

نصيحتك للشباب ورجال الأعمال؟

- عدم الدخول في أي عمل تجاري ليسوا على علم ودراية به. عليهم البحث عن المعلومات الكاملة والتعمق في دراستها قبيل البدء بأي مشروع.

كما يجب عليهم تثقيف أنفسهم بنوع العمل الذي يمتهنونه، ومتابعة كل ما هو جديد، فأنا مثلا لا أترك وسيلة ولا “شاردة أو واردة” في مجال الزراعة وإلا واطلع عليها، وأستفيد منها لأتمكن من تحقيق النجاح.

أدعو الشباب إلى العمل والاجتهاد وعدم الاتكال على الناس أو الأهل؛ لينطلقوا في الحياة، عليهم أن يطوروا أنفسهم للارتقاء بوظائفهم، فعلى سبيل المثال عرفت سائق سيارة لديه إلمام بالعمل واللغة الإنجليزية ترقى إلى مشرف قسم في غضون عامين من راتب 200 إلى 450 دينارا؛ لأن لديه رغبة في التعلم.

 

 

قدوتك في الحياة؟

- الوالد (حفظه الله)، وتأثرت كثيرًا بالعم فاروق المؤيد، والعم يوسف أمين، والعم محمد الزامل (رحمه الله)، كما تأثرت كثيرًا بوالدتي (رحمها الله)، وزوجتي الغالية.

أول راتب تقاضيته؟

- 80 دينارًا في فندق الشيراتون، إذ كنت أتلقى من الوالد مصروفا، إلا أن أول راتب له طعم خاص، فهو من عرق جبينك، ولم يكن سيئًا في تلك الفترة، فهو يعادل الآن ما بين 250 و300 دينار.

ما هوايتك المفضلة؟

- لا توجد لدي هواية معينة، لكنني أحببت بعض الهوايات رغم عدم ممارستي لها، فأنا مثلا أحب ركوب الخيل، لكنني أخاف ركوبه، وأرغب في تعلمه هذا العام خلال الإجازة الصيفية، سألتحق بمدرسة متخصصة في تعليم ركوب الخيل في إسبانيا. كما أهوى القراءة بعض الشيء.

ولديَّ هواية جمع علب الكبريت، إلا أنها انتهت؛ لأن معظم المتاجر لا تضع العلب بسبب حظر التدخين وعدم توفرها، وقد اكتسبت هذه الهواية من الوالد الذي بدأ في جمع العلب منذ خمسينات القرن الماضي، أما أنا، فبدأت بجمعها في الثمانينات وأضعها في صندوق زجاجي، وهي تمثل تاريخا للأماكن التي زرتها.

السفر في حياتك؟

- أحب السفر من حيث المبدأ، إلا أنني أفضل دول الغرب على الشرق رغم أنني سافرت إلى الصين وتايلند وسنغافورة وهونغ كونغ وماليزيا، وغيرها. الأجمل والأفضل بين هذه الدول هي تايلند، حيث الترتيب وتعامل الناس وارتفاع مستوى الخدمة، والتي تجدها تقريبًا ممتازة ومتشابهة في جميع المناطق.

زرت الكثير من الدول الغربية، لكنني أحببت إسبانيا التي أقضي فيها الإجازة، وهولندا التي سافرت إليها للعمل.

إسبانيا بلد مريح، الناس فيها يمتازون بالطيبة واحترام الآخرين، ويتحدثون اللغة الإنجليزية رغم أنها ليست لغتهم الأم، وهي أجمل من تايلند بالنسبة لي، وأقضي فيها كل إجازاتي الصيفية، وتعتبر وجهتي الأولى للسفر، فهي كبيرة وتحتوي على تاريخ العرب والأندلس، فضلا عن أنها قريبة من المغرب، حيث نسافر إليها في بعض الأحيان.

في صغري كنت أقضي إجازتي الصيفية في لندن.

تعمل مع والدك، فهل يعمل أبناؤك معك أيضًا؟

- نعم، ابني الكبير عبدالله يعمل مع عمه راشد في مجال التوزيع. أما ابني حمد، فيعمل مع عمه خالد في قطاع التجزئة، والاثنان يحملان شهادات جامعية.

في حين ابنتي لطيفة تخرجت من المرحلة الثانوية، وستدخل هذا العام إلى الجامعة.

أبنائي الثلاثة يحبون الناس والناس تحبهم لطيب معشرهم، وهي صفة اكتسبوها من والدتهم ومن العائلة عموما. نحن نستكمل مشوار وطريقة التربية التي نشأنا عليها، فالسمعة الطيبة أهم ما يكسبه الإنسان في حياته، فهي أهم كثيرا من الأموال والأعمال.

حكمتك المفضلة؟

- من جد وجد ومن زرع حصد.

أول سيارة اقتنيتها؟

- سيارة أودي موديل 82 كان يقودها أخي راشد، وبعد عودتي من الجامعة أعطاني إياها.

وكانت أول سيارة اشتريتها فورد (Ford Thunderbird) في العام 1988 أو 1989 عندما دخلت سيارة الفورد إلى البحرين، وكان سعرها يتجاوز 7 آلاف دينار، ولونها أزرق فاتح، وهي سيارة سبورت ببابين.

مطربك المفضل؟

- طلال مداح، محمد عبده، عبدالكريم عبدالقادر، راشد الماجد. أما المغنون القدماء، فاستمع إلى أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، ولا أزال استمع إليهم مساء وفي السيارة على إذاعة البحرين الكلاسيكية وفي بعض الأحيان من الهاتف.

فريقك الرياضي المفضل؟

- أحب كرة القدم، والدوري الإنجليزي، واعتبر فريق ليفربول رقم واحد، يليه فريق برشلونة، وأحب متابعة الرياضات ككل وممارسة الرياضة أيضًا.

أكلتك المفضلة؟

- المفطح، (غوزي اللحم).

أسعد لحظات حياتك؟

- رؤية عائلتي وأهلي ناجحين.

ماذا تعلمت من الوالد؟

- تعلمت من الوالد الكثير، ومن ضمنها التجارة، إذ عملت محاسبا في البقَّالة وعمري 12 عامًا، وتعلمت منه كيفية التعامل مع الناس وطريقة البيع والشراء. غرس فينا والدي الأمانة بكل شيء، كان يركز على عدم أكل مال اليتيم، كما تعلمت من والدي ووالدتي (رحمها الله) صلة الرحم والتعامل مع العائلة وزيارة الأهل، فهما محبان للناس، ويحبان الخير للجميع.

كما يوصيني والدي دائمًا بعدم إيذاء الناس، وفعل الخير دون انتظار لمردود، على رأيه أطال الله عمره (اعمل الخير وأرمه في البحر)، وساعد الناس ما استطعت.

آخر كتاب قرأته؟

- كتاب “بعثة بدوي” للكاتب تركي العواد، وهو عن قصة بدوي رياضي يسافر ويبتعث من السعودية إلى الخارج.

كلمة أخيرة؟

- أحب أن أشكر الوالد والوالدة (رحمها الله) وأخواني وأختي الوحيدة، وزوجتي التي وقفت معي طوال الأعوام الماضية، وساندتني وساعدتني، وأبنائي وآمل أن يوفقهم الله.