+A
A-

فقأ عين صديقه بـ "سكروب" لأنه ناداه باسم والدته

قضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وأمانه سر ناجي عبدالله، بتأييد السجن لمدة 5 سنوات، لشاب "18 عاماً" فقأ عين صديقه بواسطة مفك "سكروب" بعد استفزاز الأخير له بمناداته باسم والدته وسبّه أكثر من مرة، وحال كون المستأنف بمزاج سيء إثر مشكلة عائلية يمر بها.

تعود التفاصيل -كما يرويها المستأنف بأقواله أثناء التحقيق معه- إلى أنه في حوالي الساعة 2:00 ظهرًا بيوم الواقعة، كان متوجهًا لأحد المطاعم بالقرب من منزله في منطقة مدينة حمد، فشاهد المجني عليه متوجهًا لصالون الحلاقة الكائن بالمجمع الملاصق لمسكنه.

وأضاف أنه عندما قام المجني عليه بمناداته باسم والدته أكثر من مرة أمام الأشخاص المتواجدين بالمجمع، تسبب له بالإحراج، مشيرًا أيضًا إلى تلفظه عليه بعدة كلمات غير لائقة، فتوجه له وقال له (احترم نفسك ولا تخليني أسوي لك سالفة أنت لابس الدريس العسكري)، لكن المجني عليه أجابه (أنت مب كفو تسوي لي شي ولا أكبر شنب في بيتكم).

وأوضح أنه دفع المجني عليه من صدره، إلا أنه تمكن من الإمساك به من ملابسه وأسقطه على الأرض وأخذ يضربه بيده على رأسه ثم أخرج له عصا سوداء خاصة بالشرطة من وراء ظهره وأخذ يضربه بها على رأسه عدة مرات ضربات خفيفة مما سبب له انتفاخ بسيط في رأسه.

ولفت إلى أنه وأثناء ما كان يضربه المجني عليه شاهد والدة المتهم تسير في المجمع، فقام بتركه، مبينًا أنه لم يحتمل ما جرى، نظرًا إلى أنه كان لحظة الواقعة بحالة عصبية نظرًا لحصول مشكلة شخصية له مع عائلته، فتوجه مسرعًا إلى مسكنه وأخذ "سكروب" أطول من حجم اليد بقليل من "عِدَّة البيت" ورجع مسرعًا للمجمع.

وحال مشاهدته للمجني عليه ركض ناحيته وضربه بـ "السكروب" في عينه وهرب المجني عليه من الموقع، في حين خرج هو من المجمع و"السكروب" في يده، والذي رماه في حاوية القمامة بالقرب من مسكنه، ودخل ولم يخرج حتى حضرت الشرطة فجرًا لمسكنه وطلبت منه الحضور للمركز.

وأشار المستأنف إلى أنه أخفى "السكروب" في يد (الجاكيت) الذي يرتديه، ومقدمته تخرج من بين أصابعه، وعندما اقترب من المجني عليه أخرجه وضربه به في عينه اليمنى دون أن ينتبه له الأخير أو يشاهده وهو يحمله حال قدومه ركضًا ناحيته، مؤكدًا أنه قام بذلك الفعل لينتقم منه بسبب مناداته له باسم أمه.

ونوه إلى أن المجني عليه كان في السابق يناديه باسم والدته، وكان الأمر عاديًا لأنهما أصدقاء، لكنه وبسبب تلك المشكلة التي كان يعاني منها يومها فقد أعصابه وقام بذلك الفعل، مبينًا أنه مريض بداء السكري منذ 10 سنوات، كما أنه نادم على ما حصل.

من جهة أخرى قال المجني عليه أنه قد تم إجراء عملية عاجلة له في المستشفى العسكري وتم تنويمه حوالي 3 أسابيع، مشيرًا إلى أنه لا يرى حاليًا من عينه اليمنى إذ أصيب بالعمى فيها، فضلاً عن تأكيده أن ما حصل عكس الواقعة التي اعترف بها المتهم، إذ أن المستأنف هو من كان يناديه باسم والدته ويسبه وبصوت عالي.

وعندما أمسك به حاول الاتصال بالشرطة إلا أن الرقم كان مشغولاً، وعند حضور والدة المستأنف لهما، وأثناء حديثه معها، قام المستأنف بضربه بـ "سكروب" في عينه، موضحًا أنه عقب ذلك قالت والدة المستأنف لابنها (زين سويت فيه) وانصرفا معًا.

وثبت للمحكمة أن المستأنف في 27/5/2015، اعتدى على سلامة جسم المجني عليه وأحدث به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي الشرعي والتي أفضت إلى عاهة مستديمة وهي فقد الإبصار بعينه اليمنى بنسبة 35% دون أن يقصد إحداثها.

وبتفحص أوراق الدعوى يتضح أن كشف الاستعلام الجنائي -صحيفة الأسبقيات- الخاص بالمتهم يشير إلى أنه من ذوي الأسبقيات، إذ يحمل 22 أسبقية، أغلبها اعتداء على سلامة جسم الغير والسكر والإتلاف حال كونه متعاطي لـ (الغراء)، وفي إحدى المرات حاول الانتحار بواسطة تناول 12 قرص "بانادول"، مدعيًا أنه كان يشعر بالحساسية ولم يقصد الانتحار.

إضافةً إلى قيامه بتهديد الآخرين والتعرض لهم والدخول لمنازلهم دون إذن منهم عدة مرات حال كونه في حالة غير طبيعية، إلا أن الغالبية العظمى لتلك الأسبقيات تم حفظها لعدم الأهمية أو لعدم كفاية الاستدلالات، ماعدا واقعتين تم الحكم عليه فيهما بتسليمه إلى ولي أمره ويتعهد الأخير بحسن رعايته والأخرى تم وضعه تحت الاختبار القضائي، حال كونه حدث.