يعقد قادة أقطار مجلس التعاون قمتهم في المنامة بمملكة البحرين اليوم الثلاثاء، ويأتي انعقاد هذه القمة في مناخ خليجي وعربي بالغ التعقيد، يحتم بذل المزيد من الجهود والتوافق من أجل الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا وعسكريًا، ومن أجل الوصول إلى قرارات حاسمة وحازمة للدخول في مرحلة جديدة من التنسيق الخليجي أي الاتحاد الخليجي، ليخدم مصالح وأمن الخليج العربي، ويُحقق أهدافه الاستراتيجية ومصالحه الوطنية القومية.

ويأتي انعقاد القمة 37، استمرارًا لمسيرة مجلس التعاون المتنامية بالإخاء والمزدهرة بالعطاء والمتطلعة إلى الكثير من التقدم السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي والأمني وغيرها من المجالات التي تهدف إلى تعميق هذه المسيرة التي مازالت تسير بخطى ثابتة منذُ تأسيس المجلس في عام 1981م لتعزيز تعاون أقطاره، وترسيخ علاقاته الاستراتيجية مع الأقطار العربية ودول العالم وتكتلاته الإقليمية والدولية. وبعد مضي هذه السنوات استطاع قادة أقطار المجلس إنجاز العديد من الاتفاقيات والتعاون والتنسيق وتحقيق برامج عمل مشتركة حققت الكثير من الإنجازات.

يتعرض الخليج العربي منذُ أعوام إلى التدخل المستمر من قبل النظام الإيراني بجانب تدخله العسكري والميداني في العراق وسوريا واليمن ولبنان محاولاً فرض سياساته التي لا تتوافق مع مصالحنا العربية القومية. بجانب التدخلات الغربية والأميركية والروسية وصراعها من أجل مصالحها على أراضينا التي تتوافق مع المصالح الإيرانية. إن الموقف الحازم هو المطلوب في هذه المرحلة، وقادتنا أهل لهذا الحزم والعزم من أجل وجودنا ولغدٍ أفضل لنا ولأقطارنا.

تتعرض أقطارنا العربية في سوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا إلى مصائب سياسية وميدانية ليست بعيدة عنا، فالحرارة تلسع جغرافية مجلسنا وتهدد وجود شعبه العربي، ووضع الزيت الغربي والروسي والأميركي والإيراني والصهيوني على هذه النار يتطلب من قادتنا إعادة الرؤية السياسية والمشاركة الاقتصادية والتعاون العسكري والتنسيق الأمني.