العدد 2953
الإثنين 14 نوفمبر 2016
banner
الوحدة الخليجية.. هل من سبيل إلى الطاولة؟
الإثنين 14 نوفمبر 2016

وصلتني رسالة إلكترونية عن حملة شعبية للتوقيع على وثيقة لترفع إلى قادة مجلس التعاون لإدراج موضوع “الوحدة الخليجية” على جدول أعمال القمة المقبلة في المنامة. ولاشك أن هذه الوحدة مطلب قديم متجدد، ومن الأهداف التي قام عليها مجلس التعاون منذ ثلاثة عقود ونصف، ولكن لماذا – على الرغم من كل الذي تعلمناه في دروس الجغرافيا والتاريخ ونحن صغار عن اللغة، والدين، والآمال، والآلام المشتركة، ووحدة المصير... الخ – لا تزال هناك الكثير من العوائق التي تجعل مثل هذه الأحلام غير قابلة للتحقق؟

تفاوت وجهات النظر بين الأفراد من الأمور الطبيعية، بل والصحية أيضاً، فعلى الرغم من “الراحة” التي تخلفها كلمة “نعم”، إلا أن تكرارها المفرط ينقلب إلى مصدر قلق، أن هناك خطأ ما.

وهذا ينطبق على مواقف الشعوب والسياسات في دول المجلس، إذ تختلف المواقف الرسمية بين الدول الأعضاء في مسألة الوحدة، بين مقبل عليها بكلّه، ومن هو متردد، ومن هو فاتر حيالها.

إذا ما عدنا بالذاكرة إلى أسباب الحماس الذي أبدته دول من المجلس إزاء الوحدة، سنتذكر أن الأمر كان على خلفية تهديدات خارجية متكررة، وهو الأمر الذي يضعنا جميعاً إزاء السؤال الأهم في هذا السياق: هل سنظل عرضة لردّ الفعل في جميع قراراتنا، أم سنأخذ المبادرة ذات يوم؟ 

إن هذا الإقليم يحتضن - إلى الآن - أهم تجربتين سياسيتين عربيتين فيما عجزت الدول العربية الأخرى، التي ظلت تقود الفكر القومي عن أن تنجح في أيّ منهما: الأولى هي تجربة الإمارات العربية المتحدة، التي ستحتفل عما قريب بعيد اتّحادها الخامس والأربعين، في حين أن وحدات عربية سابقة لم تستمر سوى شهور في بعض الأحيان، وأحيان أخرى لا يدري أحد متى أعلن قيام الوحدة ولم يسمعوا خبراً بانتهائها. أما التجربة الثانية هي تجربة مجلس التعاون، الذي كان أيضاً سباّقاً على المستوى العربي كمنظمة إقليمية.

التنادي إلى الوحدة ليس مهما بقدر القناعة بهذا المطلب، وهي قناعة مشتركة لا تقوم على المجاملات، ولا تطييب الخواطر، بل يدفعها الإيمان ويقودها النضج، وتؤسسها القناعة، بأهميتها ولزومها، فهل جميع الدول الخليجية على حد واحد من القناعة نفسها؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .