العدد 2927
الأربعاء 19 أكتوبر 2016
banner
هل سنفقد الأمل في النواب مرة أخرى؟!
الأربعاء 19 أكتوبر 2016

بعد استجمام طويل عاد يوم أمس السادة النواب إلى مقاعدهم وامتلأت الصحف بتصريحاتهم عن الكلمة السامية لسيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني التي تقدم المستقبل الأفضل والحياة الأسعد والأجمل للمواطن. كل نائب حرص على أن يكون تصريحه جنب صورته في مساحة أكبر من زميله ولكن الجملة المشتركة بينهم التي قرأناها هي.. سأقوم بعمل متواصل من أجل خدمة المواطن وسأسير على خارطة الطريق التي رسمها لنا جلالة الملك.
خطاب سيدي جلالة الملك كان بمثابة رسالة فحواها... اعملوا من أجل المواطن، ولكن مع الأسف كان المجلس النيابي في دور الانعقاد السابق ضعيفا في الأداء وخصوصا فيما يتعلق بقضايا المواطن وهمومه ومعيشته، وتمت مناقشة قضايا هامشية لا تعود بالخير على المواطن، ولاحظنا كذلك انعدام العزيمة الصادقة والإرادة القوية عند بعض النواب حتى غدت الجلسات عروض تجارب وحلبة لتصفية الحسابات وضاع الكثير من الوقت والملفات الساخنة معلقة، ولم يتم التعامل معها بفاعلية وبالتالي تعذر حلها. لذلك نطلب من السادة النواب في دور الانعقاد الثالث تحقيق الانسجام بينهم واستعادة ثقة المواطن والعمل ضمن رؤية واعية وخطوات ثابتة وأفكار مستنيرة وإخلاص وتفان وعطاء، وضع رؤية مشتركة تمتد إلى أبعد آفاق المستقبل.
لغاية اليوم أقولها علانية عمل بعض النواب غير منظم، ويخلو من الإنجازات أصلا وظاهرة التغيب عن الجلسات في ازدياد ملحوظ وهناك إهدار للوقت.
هناك ضرورة ملحة يا سادة يا نواب لإعادة النظر في طريقة التعامل مع السلطة التنفيذية والإسهام والمشاركة في صنع القرارات المهمة التي تخدم المصلحة العليا للوطن والمواطنين، فالحكومة أعطتكم صلاحيات موسعة في المجالين التشريعي والرقابي ولكن نظرا لاختلال التوازن في عملكم وجدنا أنفسنا كمواطنين نعول عليكم كثيرا محكومين بالإحباط والسخط الحاد، بحيث يمكن القول إننا فقدنا الأمل فيكم والعلة غير قابلة للشفاء. عليكم إجراء تقييم شامل لمسيرتكم السابقة والاستماع إلى كلمة جلالة الملك السامية وتحملكم مسؤولية الانطلاق بالعمل الوطني بصورة أكثر قوة. أعيدوا ملامح وخطوط أولوياتكم في العمل الوطني وتحروا طريق النجاح والفوز، وأظهروا إخلاصكم للمواطن الذي انتخبكم على مختلف الأصعدة وليتفق الجميع على الأولويات وكونوا نموذجا للحوار المتبادل، لاسيما أن المرحلة المقبلة تتطلب تبدلا جذريا في الكثير من المقاييس. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية