بعد أن شهدنا تطورا ملحوظا في عملية إزالة المخلفات والقمامة من مختلف مناطق المملكة بعد الأزمة المعروفة وتسلم شركة جديدة مهام العمل بدل الشركة القديمة، مازالت بعض الأحياء بدون حاويات قمامة، أو أن الشركة تضع حاوية واحدة لأكثر من “فريج” وتكون المسافة بعيدة دائما، وهذا يؤكد أن هناك نقصا في عدد الحاويات مما يدفع المواطن إلى رمي المخلفات في الشارع وعلى الأرصفة في صورة غير حضارية ولكن ما هو الحل؟
طريق 210 بمجمع 802 بمدينة عيسى يشتمل على عشرة بيوت، وهذه البيوت لها حاوية واحدة فقط مركونة بمنتصف الطريق العام على شارع بغداد. يوم يسحبها الأهالي إلى اليمين ويوم آخر إلى اليسار، الجميع يريد أن تكون قريبة من بيته.
لا أعرف إلى متى ستستمر مشكلتنا في مدينة عيسى مع المشاريع الخدمية والبنى الأساسية والمرافق، ننتهي من مشكلة وندخل في ثانية والغريب أن المجلس البلدي يرفع شعارات التطوير والمتابعة لتلبية احتياجات المواطن ويتحدث عن دراسات وتوصيات ولكن النتيجة التي تظهر أمامنا “صفر”. بهذا الشكل يمكن القول إن معظم أحياء مدينة عيسى لا توجد أصلا على خارطة المجلس البلدي الذي يفترض أن يخضع للمحاسبة، لأن معدل الإهمال زاد والنواقص قفزت الى أعداد فوق الحدود، ومن يعلم ربما تهاجمنا الأمراض والأوبئة! كل ما يهتم له البلديون هو تنظيف الشوارع العامة والتشجير والرصف وصباغة المباني وأوضاع جامدة وثابتة، أو بعبارة أدق.. أعمال “الشو”، ومن النادر أن تجد أحدهم يقوم بتشخيص المشكلة ويتابعها عن قرب ويضع الحلول الناجعة لها، هناك مجمعات بمدينة عيسى وحتى الرفاع لم يطرأ عليها أي تغيير، حيث يمكننا أن نتحدث عن عضو بلدي نشط وضع نصب عينه مشاكل الدائرة وتابعها على درجة عالية من الأهمية. كل يوم تظهر مشاكل على السطح خصوصا في مدينتي عيسى والرفاع تنذر بأزمات خطيرة، والبلديون “خبر خير”، ودائما نسمع منهم عبارة سلطاتنا محدودة والعقبات أمامنا كثيرة.
مشكلة نقص حاويات القمامة في عدد من مجمعات مدينة عيسى وربما غيرها من المناطق تعتبر نموذجا واحدا من المشاكل، وأنا ككاتب من قاطني مدينة عيسى منذ السبعينات لا أتحدث وأكتب برؤية متشائمة وإنما اكتب من واقع معاش ورصيد طويل من المعاناة طوال أيام السنة وكل الفصول وكل يوم تزداد الصورة بشاعة والسادة البلديون مازالوا يتحدثون عن اقتراحات!.