العدد 2868
الأحد 21 أغسطس 2016
banner
جماهير “سيلتيك” وعلم فلسطين
الأحد 21 أغسطس 2016

كثيرون شاهدوا فيلم “بريف هارت” أو “قلب شجاع” للمثل والمخرج الأميركي (الذي تربى في أستراليا!)، والذي تحدث فيه المخرج أو الممثل، المعادي للصهيونية، عن الاحتلال الإنجليزي لـ “أسكتلندا” وكيف مارس ذلك الاحتلال الكثير من ألوان التمييز والتعذيب والعنصرية بحق شعب اسكتلندا، وربما يكون البعض ممن شاهد كيف رفع الشعب الأسكتلندي العلم الفلسطيني أمام لاعبي إحدى الفرق الصهيونية التي أتت لملاقاة فريق سيلتك الأسكتلندي ضمن التصفيات الأوروبية (كون العدو الصهيوني مدرجا ضمن الفرق الآسيوية أو غير مطرود من الاتحاد الآسيوي)، وهو ما يدعو للتساؤل عن سبب رفع شعب أوروبي العلم الفلسطيني مع أنه جزء من امبراطورية خلقت الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين.  في الوقت الذي يجد فيه العلم الصهيوني مكانا له على الأرض العربية فإن العلم الفلسطيني يهاجر إلى أوروبا رغم موقف أنظمتها وانحيازها للعدو الصهيوني، فهل الأمر نوع من ردة الفعل يمارسها بعض مواطني القارة الأوروبية، أم هي واحدة من نتائج انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وبدء معرفة الشعوب الأوروبية الحقيقة التي تريد أنظمتها تغييبها وتحويرها أمام العالم أجمع؟ ربما يكون ما سبق من عوامل التغيير البطيء الذي نراه، ولكننا هنا بصدد شعب اسكتلندا الذي ملأ مدرجات الملعب بعلم فلسطين مما يوحي بتخطيط مسبق لذلك ونية مبيتة لرفع العلم في نوع من التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني ولكنه في نفس الوقت رسالة موجهة للعدو الصهيوني والنظام البريطاني الذي ارتكب جريمة تاريخية بحق شعب فلسطين لم يعترف بها حتى الآن ولم يحاول التكفير عنها رغم مرور عشرات السنين عليها ومازالت نتائجها تتفاقم حتى يومنا هذا. الصورة المنشورة أو الفيلم أي ملء الملعب بالعلم الفلسطيني، تعني أمرا واحدا ربما لا ثاني له، وهو أنه مع قدرة شعب أسكتلندا على معرفة الحقيقة المغيبة في الفترة الأخيرة، فإنه يعبر عن مكنون بداخله يرفض أي نوع من الاحتلال، فهذا الشعب ربما يقارن بين ما عاناه لقرون سابقة من قبل الاحتلال الانجليزي ورغبته في نيل استقلاله عن التاج البريطاني وما هو واقع حقيقة اليوم بحق الشعب الفلسطيني، فشعب أسكتلندا يحمل مخزونا من الظلم الذي عاناه من الإنجليز والمجازر التي ارتكبت بحقه من قبلهم والتمييز الذي عاشه طويلا، ويرى كل ذلك واقعا يعيشه شعب فلسطين اليوم، مجازر وتمييز وفصل عنصري وسرقة للأراضي وتشريد للإنسان وسلب للحرية، كل ذلك يراه ويتذكر ما كان فيه، لذلك هو يربط بين الواقعين ويريد القول إنه يريد هو الآخر حريته واستقلاله المفقود منذ قرون، والأمر رسالة يوجهها لمن لا يريد أن يفهم... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية