العدد 2866
الجمعة 19 أغسطس 2016
banner
سؤال مشروع... ولكن
الجمعة 19 أغسطس 2016

لن نذهب بعيدا ونغوص في السنوات البعيدة لنرى نوعية العلاقة العربية الأميركية، ونحاول فهم ماذا فعلت هذه الدولة بحق الأمة العربية، بل لنا الحق في البحث الحالي وخلال العقدين الأخيرين على الأقل لنرى أن هذه الدولة عملت على تدميرنا لأقصى قدر ممكن ووقفت ضدنا في كل محفل دولي وغير دولي، وعملت سرا وعلنا لنهب ثروتنا القومية، وفي هذا لن نتحدث عن فلسطين فهي أوضح من أن تخفى حتى على أعمى البصر والبصيرة، ولكن نتحدث عن العراق وما فعلته وكيف حولته إلى أرض خربة جدباء غير صالحة للعيش، ونتحدث عن سوريا التي حولتها إلى حلبة مصارعة مفتوحة كل يقاتل فيها الآخر دون هوية أو هدف، وليبيا التي ساهمت مع غيرها في جعلها مدينة عصابات متقاتلة، وهذه الأمور حدثت علنا وفي مواقع مفتوحة ليست بحاجة لتحليل أو بحث، ناهيك عن الأمور السرية التي تخرج للعلن بين الحين والآخر، وكلها تتحدث عن مؤامرات تحيكها هذه الدولة بحق الأمة العربية بالذات ومن بين جميع الأمم الأخرى.
هذا يدفع المواطن العربي العادي للتساؤل، إن كان هذا يحدث من قبل الولايات المتحدة الأميركية بحق العرب والوطن العربي، فلماذا هذا التسابق من قبل النظام العربي تجاهها؟ ولماذا يهرع الزعماء العرب إليها ويرتمون في أحضانها كلما حدث حادث ويمنحونها الحق في التحكم بمصيرنا، خصوصا مع وجود دول أخرى أقرب لنا ولقضايانا ووقفت معنا كثيرا وفي مواقف حرجة ولكننا نبتعد عنها بصورة إرادية ونتمنع عن تعميق علاقتنا بها بل نعاديها احيانا في نوع من نكران الجميل؟
لماذا نكون كمن يبحث عن الهلاك عند أعدائه الذين يظهرون له العداء علنا وليس خفية؟ لماذا نضع مصيرنا عند من يريد تدمير مستقبلنا؟ أليس في هذا نوعا من التناقض غير المبرر وغير المفهوم عند الكثيرين؟ وكيف نتوجه لشراء السلاح من عند من يستخدم هذا السلاح لقتلنا وقتل أبنائنا، بل لماذا نقيم الاتفاقيات والمعاهدات مع من لا يحترم تلك الاتفاقيات والمعاهدات عندما نريد تطبيقها لنحصل على حقوقنا؟
سمات الصداقة واضحة ولها علامات لا تحتاج إلى دليل، وسمات العداء هي الأخرى جلية ليست بحاجة لتبرير أو تفنيد، والثانية تنطبق على تلك الدولة ومعها الغرب، أما الأولى فلا موقع لها بيننا وبينهم، ومع ذلك لا نستغني عنهم.
وضع غريب يجد الإنسان العربي نفسه فيه ويعجز أحيانا عن فهمه ويبحث عن جواب له، لذلك ولمعرفة الأسباب نقول، لنبحث عن أسباب الحروب والدافع لها لنفهم العلاقة بيننا وبين هذا الغرب... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية