العدد 2852
الجمعة 05 أغسطس 2016
banner
البتر قد يكون الحل الأخير
الجمعة 05 أغسطس 2016

نعي أن إسماعيل ولد الشيخ، ليس لشخصه ولكن لتمثيله، لم يعط الأزمة اليمنية ما تستحق من اهتمام ولم يبذل ما كان يراد منه من قبل الحكومة اليمنية والشعب اليمني، ومع ذلك نراه يغضب للتطور الأخير الذي أقدم عليه الحوثي وصالح، وغضبه ربما كان بسبب افتضاح الموقف الدولي بعد تلك الحركة الانقلابية الجديدة لا أكثر، فالمنظمة الدولية كانت تماطل كثيرا وتلف وتدور حول القضية ووصل بها الحال إلى التخلي نوعا ما عن القرار الرسمي لمجلس الأمن (2216) لذلك كانت تعامل الطرف الحوثي الصالحي كطرف رسمي بدلا من التعامل معه كطرف معتد على الشعب اليمني.
ما حدث أخيرا كشف النقاب عن نية جماعة فارس في اليمن وحليفها المخلوع، مع أن هذا الأمر كان مكشوفا للجميع طويلا، وقال هذا التحالف بصراحة إنه سيعمل على تنفيذ ما يريد منفردا سواء قبل الجميع ومنهم المجتمع الدولي أم رفضوا، لا يهم... المهم هو خلق واقع جديد يجعل من الأطراف الأخرى تبدأ من نقطة مغايرة عن تلك التي بدأت منها ونعود مرة أخرى للدوران في الساقية دون نتيجة أو هدف واضح.
لمن يتابع فقد تحدثنا هنا من قبل ولمرات عديدة عن أن المباحثات في الكويت لن تفضي إلى شيء ولن تخرج بنتيجة، فكل إناء ينضح بما فيه، وإناء الجماعة الانقلابية واضح المحتوى الذي لا يتعدى حرق الوقت ومحاولة قطع نفس الآخرين بالمماطلة المستمرة واجترار المواقف لتكريس واقع معين على الأرض اليمنية يمنع الآخرين مستقبلا من إيجاد حل يريده الشعب اليمني ولا تريده الجماعة الانقلابية ومن يقف وراءها، لذلك حتى مع موافقة الحكومة اليمنية على المقترح الأخير للسيد إسماعيل ولد الشيخ وتوقيع السيد عبدالملك المخلافي عليه، فإن صالح والحوثي لن يوقعوا أو يوافقوا على المقترح، ليس خلال أسبوع كما شدد الرئيس اليمني ولكن حتى بعد شهر أو شهور، لذلك يأتي التساؤل مرة أخرى، ماذا سيصنع السيد ولد الشيخ والأمم المتحدة حينها، وهل ستعود الأمم المتحدة للدعوة لمباحثات جديدة تقوم على نسف اختيار الشعب اليمني رئيسا للجمهورية وتبدأ من التشكيل الأخير للمجلس الرئاسي أم ماذا؟
لن تكون المباحثات ولا الحوارات مجدية في هذه القضية حتى لو استمرت أعواما قادمة وليس أسابيع، وكلما حدث تقدم سيعود بنا الانقلابيون لنقطة البدء، فهم خبراء في ذلك ويسمتدون خبرتهم من داعمهم الرئيسي ونعني  الدولة الفارسية، والوضع الإقليمي والعربي لا يحتمل المزيد من هدر الوقت الذي به يمكن أن تنهار الدولة اليمنية وتدخل دوامة جديدة، لذلك نعتقد أن الوقت أصبح مهما وعلى الأطراف الوصول لحل سريع وليس البقاء رهينة المماطلة الحوثية الصالحية، والحل هو اقتلاع هذه الجماعة من الأساس بالقوة المادية إن لم يكن بقوة الحوار الدبلوماسي، فما سبق يقول إنهم لا يؤمنون بالحوار، وهم على استعداد لنسف مخرجاته عندما يمتلكون القوة كما حدث في حوار التوافق اليمني منذ أكثر من ثلاث سنوات، لذلك يكون الحل تجريدهم من عناصر القوة التي يعتمدون عليها في سلب الشعب اليمني حريته وقراره.
نعي جميعا أن اللجوء للقوة سيكون مكلفا، ولكننا نرى في نفس الوقت أن الكلفة حتما ستكون أقل بكثير من كلفة البقاء على الوضع الحالي وسرقة اليمن بكامله وإيصاله إلى حافة الانهيار، عندها ستدفع دول المنطقة أثمانا أكبر بكثير من الثمن الذي سيدفع عند استخدام القوة لاقتلاع ذلك التحالف من جذوره.
واستخدام القوة لذلك يجب أن يكون مصحوبا بالعمل على نتف ريش صالح الذي يمثل مصدر قوة للجماعة الحوثية حاليا وذلك بتجريده من عناصر القوة التي تلتف حوله من مناصريه والمتنفعين من ذلك الالتفاف، وذلك لا يكون بعمل عسكري بل بعمل مخابراتي يكون العنصر اليمني جزءا رئيسا فيه، والحر تكفيه الإشارة... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية