+A
A-

معماريو جامعة البحرين يبحثون تأثيرات العمارة في السلوك

الصخير - جامعة البحرين: أجاد طلبة العمارة في جامعة البحرين في محاولة تفسير أثر العمارة في السلوكيات، وقدموا 10 ورقات علمية بحثت موضوعات شائقة، وأجابت عن أسئلة عدة، مثل: لماذا نضيع في بعض المباني مثل مبنى مجمع السلمانية الطبي؟ ولماذا يشرع أصحاب البيوت الإسكانية في تغييرها بمجرد تسلمها؟ وما تأثير مدخل المنزل في نفسية رواده؟.
جاء ذلك، في منتدى العمارة وأثرها في السلوك السنوي الثاني الذي نظمه قسم العمارة والتصميم الداخلي في الجامعة مؤخرًا بمشاركة المصمم في شركة “معن السلوم للتصميم الدولي” عادل كمشكي. وقال عميد كلية الهندسة في الجامعة فؤاد الأنصاري: “إنَّ المعماري والمصمم الحضري يواجه في عملية التصميم تحديات تتصل بتحسين حياة الإنسان بما ينعكس إيجابيًّا على سلوكه”. وأضاف: “إن هذا المنتدى السنوي يحاول أن يبحث في البيوت والتصاميم المختلفة وطبائع المستخدمين والأعراف والتقاليد، فهو يحاول قياس علاقة المحسوس بغير المحسوس ضمن أحد المقررات في برنامج العمارة”.
وبدأ المنتدى بورقة الضيف كمشكي الذي تحدث بشأن التعبير عن الأفكار من خلال الرسومات الهندسية، وقال: “إنَّ الرسم المعماري لابد أن يحكي طبيعة المنشأة ورسالتها، فإذا كان البناء لمتحف فلابد أن يعرف ذلك من خلال البناء الخارجي قبل الدخول في المبنى نفسه”.
ولفت كمشكي، الذي تخرج في جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، إلى أن من أهم المبادئ في ترجمة الأفكار على الرسم الهندسي التعبير عن القديم والجديد بألوان مختلفة، ذلك أن اللون والرسم لغة ناطقة، مشددًا على أن الرسومات تلعب دورًا مهمًّا في نجاح الأفكار وفشلها.
وحاولَ طالب العمارة فيصل إبراهيم أن يجيب في ورقته البحثية عن تساؤل مفاده: لماذا يجنح الذين يحصلون على بيوت إسكانية لتوسعتها بمجرد تسلمها، وهل لذلك دواع نفسية؟
وقال: “للإجابة عن هذا التساؤل أجريت مقابلات، وقمت بدراسة بيوت إسكانية في مشروعات مختلفة، منها: وادي السيل، ومدينة زايد”. وأضاف: “وجدت أن نحو 30 % من المستفيدين الذين يغيرون في البيوت ويشيِّدون إضافات فيها، يقومون بذلك لدواع نفسية غير مرتبطة بحاجة حقيقية للتوسعة”.
وتابع: “في إحدى المقابلات التي أجريتها قالت لي إحدى المستفيدات إنها أجرت تغييرات على المنزل لكي لا يلتبس المنزل على ابنها ويتعرف إليه بسهولة في حال عودته من المدرسة”. أما طالبة العمارة مروة المدوب، فتساءلت في ورقتها عن سبب شعور المستخدمين بالضياع في بعض المباني، وقد درست لأجل ذلك عدة نماذج، من بينها: مجمع السلمانية الطبي، ومبنى رقم (14) في جامعة البحرين، ومجمع العالي.
وقالت المدوب: “إن المصمم المعماري أحيانًا يتعمّد أن يجعل المبنى متداخلاً لأغراض تجارية، أو استكشافية، نحو أن يكون المبنى متحفًا على سبيل المثال، ولكن هناك حالات تعتريها أخطاء في التصميم تجعل المستخدم يضيع في المبنى”.
وتابعت: “بحسب دراستي لمجمع السلمانية الطبي على سبيل المثال، وجدت أن هناك خللاً في ربط البناء الجديد بالبناء القديم، وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على السعة والانسياب والوضوح في المجمع خصوصًا أن نقاط الاتصال ليست واضحة”، مقترحة “إجراء تحسينات على المجمع، بحيث تسهم في إعادة تأهيله من الناحية المعمارية”.
ومن جهتها، ناقشت طالبة العمارة إيمان منصور أثر تصميم مدخل البيت على نفسية المستخدمين الذين يدخلون المنزل. وقالت: “إن ورقتي تحاول أن تضيء أهمية مدخل البيت في تهيئة المستخدم نفسيًّا للتخلص من الضغوط التي يتعرض لها خارج المنزل عندما يلج إلى البيت”.
وأضافت: “عندما يأتي المستخدم من الشارع أو من أي مكان آخر فإن سلوكه وشعوره سيكون مرتبطًا بالشارع، فإذا كان تصميم مدخل البيت مريحًا، فإن ذلك سيساعده على تغيير نفسيته، بحيث يكون المدخل أكثر انتماء إلى البيت والسكون”.
ولفتت منصور إلى أن “من بين مواصفات المدخل المهني، أن يحوي مساحات خضراء، وأن يكون الطريق واضحًا، وأن تختلف الأرضيات بطريقة تحدد معالم المدخل، وحبّذا أن توضع مظلة خاصة بالمدخل”. وعن رأيها في الأوراق العلمية التي طرحها طلبة العمارة، قالت عضو هيئة التدريس في قسم العمارة والتصميم الداخلي في كلية الهندسة منال خلف: “إن الموضوعات اختلفت من حيث الحقول التي تنتمي إليها، واختلف أيضًا أسلوب العرض، وعمقه، لكنها جميعًا تحرت المنهج العلمي، وهو الأمر الذي يبعث على السعادة”. وأشارت إلى أن الطلبة استخدموا أدوات علمية عدة، من بينها: الملاحظة، والاستبانة، والتحليل، وذلك أمر جيد خصوصًا أنهم لا يزالون على مقاعد الدراسة.ومن ناحيتها، أكدت عضو هيئة التدريس في قسم العمارة والتصميم الداخلي وفاء الغتم أن المنتدى يساعد الطلبة على طرح الأسئلة والإجابة عنها، والتساؤل في حد ذاته يعد مدخلاً لإثراء العمل المعماري.