+A
A-

مجلس الرئيس ... جوائز للتاريخ

بقلم: الدكتور عبدالله الحواج




فكرت طويلاً.. في مغزى الجوائز الدولية التي يحصدها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة، حاولت أن أفهم أو على الأقل أن أتلمّس خطى “الرئيس” التي زرعت كل هذا الاهتمام في ذهنية المجتمع الدولي، وحفّزتها لكي تمنح جوائز غير مسبوقة لسموه؟ لماذا جائزة شعلة السلام؟ ولماذا جائزة القيادة من أكبر المؤسسات العالمية المختصة؟ لماذا أيضًا الدكتوراه الفخرية والشهادات التقديرية والتقديرات الإقليمية والقارية؟
كل هذه الأسئلة حاصرتني عندما تشرّفت بالحضور إلى مجلس الرئيس أمس الأحد، وعندما جلست لأستمع إلى لقطات سموه التي أضاء بها الاجتماع، إلى تعليقاته التي نكتسب منها الخبرة والحنكة والحنو، وتوجيهاته عندما تضيعنا المفترقات وتعذبنا الكلمات، وتبخل علينا الحياة بطلة عطرة قد تمنحنا القوة بعد ضعف، والحسم بعد تردد، والعزة في البراري المبكيات.
لم يتحدث سموه عمومًا عن الجائزتين الأخيرتين لكنني استأذنته بأن أكتب عنهما، وعندما بدأت في الكتابة وجدت أن الكلمات التي تضيع في زحمة المشاعر الفياضة، وأن المعاني التي تهرب في خضم الأحداث الكبرى.. قد لا تفي هذا الرجل العظيم حقه، ربما لأن الجائزة ستظل دائمًا وأبدًا الرمز والدلالة، الهوامش والظلال لتبقى الحقيقة هي قاعدة الاستدلال الوحيدة التي من خلالها يصبح سمو الأمير الوالد بمثابة الفعل والفاعل، الحقيقة والخيال، البوصلة والطريق.
لذلك، قرّرت أن لا أتوقف طويلاً أمام جائزتين نالتا من التعاطي الكثير، وهو ما لا يمكن تكراره. أو إعادة اجترار أفضاله، فهي بالتأكيد أكثر وأعمق وأبلغ أثرًا في ضمير الوطن والأمة، ويكفي أن رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، قد حافظ على تماسك ووحدة شعبه، قد أرسى دعائم الاستقرار واللحمة والإباء، وذلك قبل أن ينطلق مع عائلته الخليفية الكريمة نحو آفاق البنيان الإطاري الحديث لدولة عصرية بكافة المعايير والمقاييس .. يكفينا فخرًا أن سموه قد تعامل مع المراحل وكأنها جزء لا يتجزأ من الوطن، ومع الإنجازات الخالدات باعتبار أنها إضافة يمكن البناء عليها وليس الخصم منها.
إنها دائمًا عادات الحكماء، وهي على أقل تقدير ديدنهم الجميل، وطن لا يستقر بالإزاحة لتاريخ، وشعب لا يتواصل بحذف التراكم من هذا التاريخ.