العدد 1265
الأحد 01 أبريل 2012
banner
حول قمة بغداد
الثلاثاء 30 أبريل 2024


بعض السابحين في بحر الاوهام - الذين يسمون ما حدث في البحرين “ثورة” كبقية الثورات العربية كانوا يحلمون أن تتم مناقشة  مطالبهم الطائفية في القمة العربية التي عقدت في بغداد نهاية الأسبوع الماضي،وكأن القمة العربية هي المكان المناسب لمناقشة الخطط الطائفية التي يرسمها وكلاء إيران في بلادنا!!
 الجامعة العربية دخلت على خط الأزمة السورية ومن قبلها على خط الأزمة الليبية لأن حربا تدور هناك بين شعب أعزل وبين الجيش الذي كانت مهمته التي أنشأ من أجلها هي حماية هذا الشعب،وكانت النتيجة بحار من الدم وخراب كذلك الذي ينتج عن أي حرب.
البحرين لم تشهد ثورة ولكنها شهدت محاولة طائفية يائسة تم دعمها ماديا ولوجستيا من قبل إيران،ولم يعد يستخدم كلمة ثورة في الحديث عن الشأن البحريني سوى إيران وحزب الله ووكلاء إيران الآخرين في المنطقة وأتباعهم من الأميين والبسطاء.
المؤتمر الذي يقبل مناقشة الحالة البحرينية ليس مؤتمر القمة العربية ولكن هناك مؤتمر آخر يعقد في إيران من وقت لآخر وهوالمؤتمر الذي سماه مخترعوه الايرانيون “بمؤتمر الصحوة الاسلامية “،فهذا المؤتمر برئاسة ملالي إيران يستطيع أن يطلق كلمة “الثورة” أو لا يطلقها على حسب الحالة والموقف والمصلحة.
مؤتمرالصحوة هذا هو اختراع تفتقت عنه أذهان ملالي إيران لكي يظهروا للعالم كله أن الثورة الايرانية كانت هي الثورة الأم لكل الثورات التي اندلعت في البلاد العربية والاسلامية رغم كل هذه السنين التي فصلت بين انطلاقها وبين ما حدث في تونس وفي مصر.
مؤتمر( الصحوة الاسلامية) حسب التسمية الايرانية هو مؤتمر سعت إيران من خلاله إلى استقطاب الاسلاميين من الدول العربية ،خاصة من جماعة الاخوان المسلمين التي حققت نجاحات انتخابية كبيرة في مصر وتونس لكي توحي للعالم الذي يحاصرها اقتصاديا أنها تقود المنطقة كلها وأن كل الاسلاميين سنة وشيعة ملتفون حولها وليس فقط الخلايا النائمة التي كونتها ورعتها في دول الخليج العربي لكي تقف إلى جوارها عند الضرورة.
هذه ليست تحليلات قالها محللون سياسيون ولكنها كلمات أطلقتها أعلى سلطة دينية في إيران،فهي ما ورد في خطبة السيد على خامنئي المرشد الأعلى للثورة الاسلامية أمام الحاضرين من الشخصيات العربية التي دعوها لحضور هذا المؤتمر،حيث دعا إلى اكتمال الوحدة الاسلامية تحت قيادة إيران صاحبة الثورة الأم.
خلال المؤتمر الأول للصحوة المزعومة الذي عقد بعد أشهر من سقوط النظام في مصر،نال المرشد الأعلى الايراني من البحرين ونال من العرب متهما إياهم أنهم تخلوا عن ما أسماه بالثورة البحرينية،ولم يكن يدري حينها أن الأوضاع في سوريا سوف تتفاقم إلى الحد الذي سيضع أقواله كلها على المحك.
وعندما عقد المؤتمر الثاني للصحوة،كانت الأوضاع في سوريا قد أصبحت مخجلة لكل من يحاول الدفاع عنها،ولكن رغم ذلك فقد خصص الايرانييون قسطا من المؤتمر للدفاع عن النظام السوري وانتقاد معارضيه واتهامهم بالمؤامرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .