+A
A-

تبوأت مكانة على المستوى العربي والخليجي لقطاع الشباب

إلى أي مدى أسهمت مبادرة "إعداد القادة الشباب" في تحقيق تميز مملكة البحرين على المستوى العربي والخليجي في النهوض بالقطاع الشبابي؟ لعل الأهداف المتحققة في هذه المبادرة تتلاقى مع رؤية وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، فسموه أسس القاعدة الأولى في هذا الاتجاه، وهي خلق قيادات شابة قادرة على الابتكار والتميز في إدارة التنمية الوطنية، وكذلك خلق نموذج شبابي معاصر قادر على فهم المتغيرات وخلق بيئة ترتقي بحاضر ومستقبل الشباب وفق منظور يرتبط بشكل وثيق باتجاهات التنمية الحديثة.

 

رؤى‭ ‬وتطلعات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم

هذه المبادرة، أي إعداد القادة الشباب بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت، سلمت في نسختها الثانية هذا العام شهادات الدبلوم لـ 90 من الشباب المشاركين في المبادرة مع فوز 5 مشروعات بمنحة تدريبية من المعهد العربي، وقد وصفها سمو الشيخ عيسى بن علي بأنها تنسجم مع رؤى وتطلعات عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وجهود الحكومة بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والمنصبة نحو دعم الشباب البحريني ورعايته لضمان مساهمته الفاعلة في بناء هذا الوطن المعطاء بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، مستذكرًا سموه الإسهامات الكبيرة التي ما زلنا نتعلمها ونستذكرها في كل حين ونسير على خطاها من المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الوالد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)، وتوجيهات الوالد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة مستشار سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى أن جهود ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والنائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، جاءت لتمهد الطريق أمام الشباب البحريني اليوم لخلق الفرص الكبيرة لتحقيق الإنجازات وتمكين الشباب البحريني.

 

الكوهجي‭: ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬هي‭ ‬الأساس

نحو تحقيق الهدف، كانت التجارب الناجحة وما تزال هي الأساس، وفي هذا الصدد يحدثنا الوكيل المساعد لتنمية المجتمع القائم بأعمال وكيل التنمية الاجتماعية خالد الكوهجي مشيرا إلى أن مبادرة إعداد القادة الشباب ميزت البحرين نوعيًا على مستوى الدول العربية ومنطقة الخليج العربي، وكما نعلم فإن جمعية الكلمة الطيبة بنت قاعدة أسستها بإمكانات علمية متميزة بمبادراتها التي فتحت المجال للابتكار ودعم العمل التطوعي وتمكين الشباب، ما أسهم في تغيير الأفكار نحو الأفضل، فقدمت فرصة كبيرة لتشجيع الشباب ودخول العمل التطوعي وحصد النتائج والشهادات، والآن نرى مرحلة جديدة وهي مجال التدريب، فهذه كلها تجارب ناجحة.

ولكونه من الرواد في مجال إدارة المؤسسات المعنية بالطفولة والشباب والإشراف عليها، يوضح "أفتخر بأن مركز سلمان الثقافي ومركز العلوم للأطفال والشباب، ومنذ الثمانينات، تميز على المستوى العربي والخليجي، ويمكن القول إنهما كانا اللبنة لكل ما نراه اليوم سواء من الطاقات الشبابية أو حتى على مستوى المناصب، فاليوم هناك قيادات في مختلف المناصب بالدولة كانوا أعضاء في المركزين، وهم اليوم يواصلون تقديم الرسالة لخدمة الوطن".

 

بوهزاع‭: ‬عام‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني

ولكن، ما المقومات التي ساندت التوجه؟ يجيب على هذا السؤال رئيس جمعية الكلمة الطيبة حسن بوهزاع، فيؤكد أن إيمان قيادة البلاد، وعلى رأسها عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بأهمية دور الشباب في التنمية والعمل المجتمعي في مختلف مجالاته، أفضى إلى اعتبار العام 2022 عامًا للشباب البحريني. وكل القادة ومنهم الشباب، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، والنائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، ووكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، لهم بصمات واضحة في الارتقاء بواقع الشباب وتحقيق الطموح، ونرى كيف أن هناك جهات هم في الحقيقة شركاء أساسيون معنا كوزارة شؤون الشباب والرياضة وصندوق العمل (تمكين) ومبرة الكوهجي الخيرية، والعديد من الجهات في القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني لديها إيمان بتنمية القطاع الشبابي، وهو ما انعكس على كل المؤسسات في الواقع.

الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬المشاركات

ويلفت بوهزاع إلى أن المجتمع البحريني مجتمع حيوي شاب، وحين ننظر إلى المشروعات التي يتم تقديمها إلى مبادرة إعداد القادة الشباب سنجد أنها كبيرة وتنافسية والأعداد أكبر بكثير مما هي عليه بعد التصفيات، ما يؤكد أن شباب البحرين لديهم روح المشاركة الابتكارية، حتى جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي كذلك، والخلاصة أن فرقا شبابية تطوعية ولجانا وجمعيات هي اليوم تستحوذ على أكبر عدد من المشاركات.

 

بوحسن‭: ‬جهود‭ ‬ومكانة‭ ‬مرموقة

ويتفق نائب رئيس جمعية الكلمة الطيبة أنور بوحسن مع بوهزاع فيما طرحه ويضيف "العمل متواصل، فقد كان لهذه الجهود أن تضع البحرين في المكانة المرموقة، ونحن نسعى لتحقيق المزيد، وهذا ما نراه أساس المسؤولية تجاه قطاع الشباب، فكلما تجددت المبادرات والأفكار وكلما ارتفعت معدلات المشاركات، كلما ضمنا أفكارًا من شأنها أن تسهم في تحسين العديد من برامج التنمية".

ويذهب بوحسن إلى أن كل المبادرات التي شهدتها الجائزة هي مبادرات قيمة وذات طابع ابتكاري وإبداعي، وبإمكان مختلف الجهات في القطاعين الحكومي والخاص تبني هذه المبادرات، بل إن بعضها يمكن أن يكون نشطًا في سوق العمل، والحقيقة أننا واثقون من أن هذه المكانة التي حققتها مملكة البحرين في ميدان الشباب لم تأت من فراغ، بل من عمل دؤوب لم يتوقف وهو مستمر بعون الله، ونحن في جمعية الكلمة الطيبة فخورون بما تحقق.

 

الفردان‭: ‬الشباب‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الفرص

تدرك رنا الفردان، وهي عضو منظم في مبادرة إعداد القادة الشباب، بأن شغف الكثير من شباب البحرين من الجنسين في إثبات وجودهم يعني بحثهم المستمر عن الفرص التي يثبتون فيها جدارتهم، لذلك، سواء بالنسبة لنا كوننا أعضاء، أو بالنسبة للمشاركين، فالفرصة قائمة، وكل ما هو مطلوب هو الاستعداد لها بشكل جيد، وها نحن نرى أن مملكة البحرين أصبحت في الصدارة من ناحية مبادرة إعداد القادة الشباب ذات الصدى الكبير في المحيط العربي والخليجي.

 

أما كيف نحقق النجاح، والحديث لرنا، فهذا مرهون بالعمل والاجتهاد والتفكير الإبداعي، وأنا أشعر بالفخر كثيرًا؛ لأن لدينا طاقات شبابية تتحول أفكارها إلى أرض الواقع وترى النور عبر هذه المبادرة عبر أجواء من المنافسة، وهذا هو أساس الفكرة.

 

الخضر‭: ‬مختبرات‭ ‬للأفكار‭ ‬الرائدة

ولعل مبادرة لغة الصحة التي شاركت بها شريفة الخضر مع فريقها هي المنصة التي تتحدث من خلالها، لتلفت إلى أن احتضان ودعم وتشجيع مشروعات الشباب في مملكة البحرين أمر يدعو للفخر، فهناك مختبرات للأفكار الرائدة يطرحها المتنافسون ويناقشونها ويضعون لها خطة عمل مدروسة، ولا غرابة أن رأينا التنافس القوي، وهذا التنافس هو الذي يمكن وصفه بأنه منطلق إعداد القادة الشباب للمستقبل، وحتى نكون ركنًا رافدًا ومساهمًا في التنمية، فلابد أن نتسلح بالمهارات والمعارف والخبرات التي تؤهلنا لذلك.