+A
A-
الخميس 22 يناير 2015
في محاضرة استضافتها “آثار البحرين” عن “تاريخ قبيلة الدواسر”...
عيسى بن خليفة: دور كبير للدواسر في بناء البحرين الحديثة من الأجداد إلى الأبناء
البلاد - أسامة الماجد:
استضافت جمعية تاريخ وآثار البحرين مؤخرا الإعلامي الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة في محاضرة تحدث فيها عن “تاريخ قبيلة الدواسر في البحرين” بالاشتراك مع الشيخ عيسى بن علي بن عيسى الدوسري نائب شيخ قبيلة الدواسر في الدمام والبحرين، حضرها كبار أفراد قبيلة الدواسر في البحرين والسعودية وجمهور كبير من المهتمين. في مستهل المحاضرة رفع الشيخ عيسى بن خليفة “عقاله” للحضور تعبيرا عن تقديره وحبه لقبيلة الدواسر والقبائل العربية في البحرين، فتفاعل الجمهور كثيرا مع هذه اللفتة الكريمة والمفاجئة.
بعد ذلك تحدث نائب شيخ قبيلة الدواسر عن تاريخ الدواسر في البحرين، تبعه الشيخ عيسى بن خليفة مستعرضا في بداية حديثه سيرة صاحب العظمة المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين ودوره في الإصلاحات مثل تأسيس أول مدرسة نظامية في البحرين “الهداية”، وتأسيس أول مدرسة نظامية للبنات “خديجة الكبرى” وافتتاح بلدية المنامة، وافتتاح محطة لتوليد الكهرباء في رأس رمان، وبعد ذلك دخل في تفاصيل المحاضرة وعرض الفيلم الوثائقي.
وأوضح الشيخ عيسى أنه منذ قيام آل خليفة الكرام بفتح البحرين عام 1783م لعب الدواسر دوراً كبيراً في بنائها معهم، وأسهموا في تشييدها وتعميرها وتحالفوا معا بل وتزاوجوا فيما بينهم وتربطهم علاقات أخوية وطيدة ضاربة في جذور التاريخ كانت مثالا للتلاحم والتعاضد العربي الأصيل، وما يثبت ذلك الكثير من الوقائع والأحداث التي قد تغيب عن الباحثين في التاريخ البحريني.
ففي الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تسيطر على المنطقة بحكم الاستعمار، فإنها سعت بشكل أو بآخر إلى تحييد القبائل الأخرى التي كانت مع العتوب في بناء البحرين الحديثة وسعت بطرق عديدة إلى إثارة القلاقل والفتن في المجتمع. ولم تكتف بذلك بل سعت إلى محو وجودها من البحرين، وهو ما فعلته بالضبط مع قبيلة الدواسر.
لذلك فإنه من الأهمية بمكان تسليط الضوء على تاريخ وجود قبيلة الدواسر في البحرين، من خلال الاستناد إلى المصادر الموضوعية، والمعلومات الدقيقة.
وأضاف: “قبيلة الدواسر من القبائل العربية النجدية في شبه الجزيرة العربية، وهم في النسب فرعان رئيسيان، الأول آل دوسر بن تغلب، والفرع الآخر آل زايد، واشتهرت القبيلة بالتجول في نجد إلى حدود العراق. وكان يقدر عدد بيوتها بـ 500، وتمتد منازلها من وادي الدواسر إلى الحوطة جنوبي الرياض، وتنقسم إلى قسمين: الحضر، وهم الذين يسكنون في قرى الوداعين، والبدو، وينقسمون إلى قسمين: فيئات وشريفات، وهؤلاء البدو يسكنون عادة بين نجد، ووادي الدواسر”.
وعلى امتداد السنين شهدت شبة الجزيرة العربية موجات متتالية من الجفاف نظراً لطبيعتها الصحراوية، وبما أن معظم سكانها من البدو الرُّحل فقد دفع هذا المناخ القاسي عدداً من القبائل العربية إلى الهجرة إلى المنطقة الساحلية الشرقية لشبة الجزيرة ومنهم العتوب الذين ينتمي إليهم آل خليفة وآل صباح والجلاهمة بحثاً عن الرزق والعيش الأفضل.
وعندما اشتد القحط وضاقت السبل، وكثر الجفاف دفعت هذه الظروف الدواسر أيضا إلى الهجرة تدريجياً من نجد إلى المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية، حيث استوطنوا جزيرة الزخنونية، وهي جزيرة بمحاذاة العقير في الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وتبعد 20 ميلاً جنوب الجنوب الغربي للطرف الجنوبي لجزيرة البحرين الأم، وأقاموا فيها هناك عدة سنين.
واللافت هنا أن هجرة الدواسر إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية لم تكن منتظمة بل كانت على فترات متقطعة. وللأسف فإن المراجع نادرة إن لم تكن معدودة لتؤكد أو تؤرخ بالتحديد للفترة التي حدثت فيها هذه الهجرات، ولكن الأسلوب الذي تمت فيه هذه الهجرات يرجح القول إن تواجد القبيلة في المنطقة كان قبل فترات ممتدة من فتح البحرين.
كما رحلت أعداد منهم إلى شبه جزيرة قطر والزبارة حيث يقيم آل خليفة لتبدأ مرحلة جديدة في العلاقات بين الدواسر وآل خليفة ساهمت لاحقاً في التحالف والتعاضد لفتح البحرين.
مع تطلع آل خليفة وحلفائهم من القبائل العربية في الزبارة إلى فتح جزر البحرين، فإن آل خليفة حرصوا على أن يكون تحالفهم قوياً ويضم مجموعة من القبائل التي تربطها علاقات قوية، وكان من ضمنها بطبيعة الحال قبيلة الدواسر، حيث استعان آل خليفة بأبناء القبيلة، وشاركوا جميعاً من داخل شبه جزيرة قطر في فتح البحرين، واستسلمت خلال المعركة الحامية الفارسية في حصن المنامة في 29 يوليو 1783م.
كما أضاف: “عندما جاء الدواسر إلى البحرين قبل الفتح الخليفي أسسوا البديع، وهم من أسماها بهذا الاسم نسبة لمسقط رأسهم في نجد، حيث توجد قرية (البديع) التي تقع في أقصى الجنوب في منطقة الأفلاج داخل نجد، وتشتهر القرية بمزارع النخيل، والأرض الزراعية، وكان عدد سكان البديع النجدية حوالي 3000 نسمة كلهم من الدواسر”.
واختتم الشيخ عيسى بن خليفة محاضرته بالقول: “لا شك أن العهد الإصلاحي الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ توليه سدة الحكم في البلاد، أحدث تغيرات كبيرة ومناخا انفتاحيا وتصالحيا على كل المستويات، وكانت هناك محاولات لرجوع الدواسر الى بلدهم الأصلي البحرين، وبالفعل فقد عاد منهم الكثير وهم موضع ترحيب من جلالة الملك الذي أشاد في أكثر من مناسبة بمواقفهم الوطنية ودورهم التاريخي الراسخ والمتميز في بناء مملكة البحرين مع إخوانهم وأشقائهم من المواطنين والعوائل البحرينية، وليس غريبا وجديدا أن يحملوا اسم البحرين، فهم بحرينيون من الأصل ولهم مساكن في البحرين وفي الدمام على نفس القدر، ولهم تجارة ومصالح أيضا هنا وهناك واستثماراتهم الكبيرة وإنجازاتهم الضخمة انعكست ازدهاراً على الاقتصاد المحلي ولهم الدور الريادي في تحريك قاطرة التنمية المحلية وشتى مجالات البناء والإصلاح.
كيف لا وأبناؤهم معروفون بحب العلم والمعرفة وساهموا بشكل واضح ومؤثر في بناء البحرين الحديثة ورفعتها ونموها ورقيها بدءا من أجدادهم الكبار ولغاية أبناء ورجال الجيل الحالي، رجال ظلوا أوفياء مخلصين لوطنهم وشعبهم.
استضافت جمعية تاريخ وآثار البحرين مؤخرا الإعلامي الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة في محاضرة تحدث فيها عن “تاريخ قبيلة الدواسر في البحرين” بالاشتراك مع الشيخ عيسى بن علي بن عيسى الدوسري نائب شيخ قبيلة الدواسر في الدمام والبحرين، حضرها كبار أفراد قبيلة الدواسر في البحرين والسعودية وجمهور كبير من المهتمين. في مستهل المحاضرة رفع الشيخ عيسى بن خليفة “عقاله” للحضور تعبيرا عن تقديره وحبه لقبيلة الدواسر والقبائل العربية في البحرين، فتفاعل الجمهور كثيرا مع هذه اللفتة الكريمة والمفاجئة.
بعد ذلك تحدث نائب شيخ قبيلة الدواسر عن تاريخ الدواسر في البحرين، تبعه الشيخ عيسى بن خليفة مستعرضا في بداية حديثه سيرة صاحب العظمة المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين ودوره في الإصلاحات مثل تأسيس أول مدرسة نظامية في البحرين “الهداية”، وتأسيس أول مدرسة نظامية للبنات “خديجة الكبرى” وافتتاح بلدية المنامة، وافتتاح محطة لتوليد الكهرباء في رأس رمان، وبعد ذلك دخل في تفاصيل المحاضرة وعرض الفيلم الوثائقي.
وأوضح الشيخ عيسى أنه منذ قيام آل خليفة الكرام بفتح البحرين عام 1783م لعب الدواسر دوراً كبيراً في بنائها معهم، وأسهموا في تشييدها وتعميرها وتحالفوا معا بل وتزاوجوا فيما بينهم وتربطهم علاقات أخوية وطيدة ضاربة في جذور التاريخ كانت مثالا للتلاحم والتعاضد العربي الأصيل، وما يثبت ذلك الكثير من الوقائع والأحداث التي قد تغيب عن الباحثين في التاريخ البحريني.
ففي الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تسيطر على المنطقة بحكم الاستعمار، فإنها سعت بشكل أو بآخر إلى تحييد القبائل الأخرى التي كانت مع العتوب في بناء البحرين الحديثة وسعت بطرق عديدة إلى إثارة القلاقل والفتن في المجتمع. ولم تكتف بذلك بل سعت إلى محو وجودها من البحرين، وهو ما فعلته بالضبط مع قبيلة الدواسر.
لذلك فإنه من الأهمية بمكان تسليط الضوء على تاريخ وجود قبيلة الدواسر في البحرين، من خلال الاستناد إلى المصادر الموضوعية، والمعلومات الدقيقة.
وأضاف: “قبيلة الدواسر من القبائل العربية النجدية في شبه الجزيرة العربية، وهم في النسب فرعان رئيسيان، الأول آل دوسر بن تغلب، والفرع الآخر آل زايد، واشتهرت القبيلة بالتجول في نجد إلى حدود العراق. وكان يقدر عدد بيوتها بـ 500، وتمتد منازلها من وادي الدواسر إلى الحوطة جنوبي الرياض، وتنقسم إلى قسمين: الحضر، وهم الذين يسكنون في قرى الوداعين، والبدو، وينقسمون إلى قسمين: فيئات وشريفات، وهؤلاء البدو يسكنون عادة بين نجد، ووادي الدواسر”.
وعلى امتداد السنين شهدت شبة الجزيرة العربية موجات متتالية من الجفاف نظراً لطبيعتها الصحراوية، وبما أن معظم سكانها من البدو الرُّحل فقد دفع هذا المناخ القاسي عدداً من القبائل العربية إلى الهجرة إلى المنطقة الساحلية الشرقية لشبة الجزيرة ومنهم العتوب الذين ينتمي إليهم آل خليفة وآل صباح والجلاهمة بحثاً عن الرزق والعيش الأفضل.
وعندما اشتد القحط وضاقت السبل، وكثر الجفاف دفعت هذه الظروف الدواسر أيضا إلى الهجرة تدريجياً من نجد إلى المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية، حيث استوطنوا جزيرة الزخنونية، وهي جزيرة بمحاذاة العقير في الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وتبعد 20 ميلاً جنوب الجنوب الغربي للطرف الجنوبي لجزيرة البحرين الأم، وأقاموا فيها هناك عدة سنين.
واللافت هنا أن هجرة الدواسر إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية لم تكن منتظمة بل كانت على فترات متقطعة. وللأسف فإن المراجع نادرة إن لم تكن معدودة لتؤكد أو تؤرخ بالتحديد للفترة التي حدثت فيها هذه الهجرات، ولكن الأسلوب الذي تمت فيه هذه الهجرات يرجح القول إن تواجد القبيلة في المنطقة كان قبل فترات ممتدة من فتح البحرين.
كما رحلت أعداد منهم إلى شبه جزيرة قطر والزبارة حيث يقيم آل خليفة لتبدأ مرحلة جديدة في العلاقات بين الدواسر وآل خليفة ساهمت لاحقاً في التحالف والتعاضد لفتح البحرين.
مع تطلع آل خليفة وحلفائهم من القبائل العربية في الزبارة إلى فتح جزر البحرين، فإن آل خليفة حرصوا على أن يكون تحالفهم قوياً ويضم مجموعة من القبائل التي تربطها علاقات قوية، وكان من ضمنها بطبيعة الحال قبيلة الدواسر، حيث استعان آل خليفة بأبناء القبيلة، وشاركوا جميعاً من داخل شبه جزيرة قطر في فتح البحرين، واستسلمت خلال المعركة الحامية الفارسية في حصن المنامة في 29 يوليو 1783م.
كما أضاف: “عندما جاء الدواسر إلى البحرين قبل الفتح الخليفي أسسوا البديع، وهم من أسماها بهذا الاسم نسبة لمسقط رأسهم في نجد، حيث توجد قرية (البديع) التي تقع في أقصى الجنوب في منطقة الأفلاج داخل نجد، وتشتهر القرية بمزارع النخيل، والأرض الزراعية، وكان عدد سكان البديع النجدية حوالي 3000 نسمة كلهم من الدواسر”.
واختتم الشيخ عيسى بن خليفة محاضرته بالقول: “لا شك أن العهد الإصلاحي الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ توليه سدة الحكم في البلاد، أحدث تغيرات كبيرة ومناخا انفتاحيا وتصالحيا على كل المستويات، وكانت هناك محاولات لرجوع الدواسر الى بلدهم الأصلي البحرين، وبالفعل فقد عاد منهم الكثير وهم موضع ترحيب من جلالة الملك الذي أشاد في أكثر من مناسبة بمواقفهم الوطنية ودورهم التاريخي الراسخ والمتميز في بناء مملكة البحرين مع إخوانهم وأشقائهم من المواطنين والعوائل البحرينية، وليس غريبا وجديدا أن يحملوا اسم البحرين، فهم بحرينيون من الأصل ولهم مساكن في البحرين وفي الدمام على نفس القدر، ولهم تجارة ومصالح أيضا هنا وهناك واستثماراتهم الكبيرة وإنجازاتهم الضخمة انعكست ازدهاراً على الاقتصاد المحلي ولهم الدور الريادي في تحريك قاطرة التنمية المحلية وشتى مجالات البناء والإصلاح.
كيف لا وأبناؤهم معروفون بحب العلم والمعرفة وساهموا بشكل واضح ومؤثر في بناء البحرين الحديثة ورفعتها ونموها ورقيها بدءا من أجدادهم الكبار ولغاية أبناء ورجال الجيل الحالي، رجال ظلوا أوفياء مخلصين لوطنهم وشعبهم.