الجاه يجذب لصاحبه تقرُّب الناس اليه في دفع المضار وجلب المنافع، والجاه موزع في الناس ومترتِّبٌ فيهم طبقة بعد طبقة، ينتهي العُلُوّ الى الذين ليس فوقهم يد عالية، وفي السفْلِ الى من لايملك ضرا ولا نفعا بين أبناء جنسه. وبين ذلك طبقات متعدده، حكمة الله في خلقه ينتظم بها عيش البشر، وتتيسر فيها المنافع والبقاء. وهذا هو ناموس النوع الإنساني، واستمرار مصالحه مرهون بالتشارك والتعاون.
الجاه هو القدرة الحاملة للبشر على التصرف لحمل من هو تحت أيديهم من أبناء جنسهم على دفع المضار وجلب المنافع وأقامة العدل، ولكن ينطوى احيانا على ما فيه خير وشر، بل ووقوع ظلم في الخليقة.
الجاه داخل على الناس في جميع أبواب المعاش ويتسع ويضيق بحسب الطبقة التي هو فيها صاحبها، وفاقد الجاه وإن كان له مال فلا يَكُونُ يسارُهُ الا بمقدار عمله او ماله، وعلى نسبة سعيه ذاهبا وآيبا.
بذل الجاه في الخير من اعظم النعم وأجلّها خصوصا لمن تحت يديه. وهنالك بعض البشر من يحترف التملق والخضوع لتحصيل الجاه والسعادة والكسب فيقع في المذلة وان تم له تحصيل الجاه.
وأخرون يتخلّقون بالترفع والشّمم فلا يحصل لهم غرض الجاه الا ما كسبوه من أعمالهم، والكامل من ادرك كلَّ هذا واطمئن لما رُزق وأُقتطع له من حظّ، ومن خُلق لشئ يُسّرَ له.
هنالك من اصحاب الجاه من يذرع ردهات عوالي القصور، وهؤلاء قد يتكاثرون كالفطر، ويطفون على السطح. مثل اولئك بعضهم عنده ملكة تدليس النباهة لخدمة اغراضه فيما يقول ويفعل، واحيانا يحبس الحقيقة في الأعماق دونما اظهارها لمنفعة ذاتية، ولا غرو ان تسمع صوت خلخالهم يغري ويهمس بصوت يُحاوط أنه هو الذي يعطي ويمنع، ولا احد غيره يشفع. أولئك جاههم ضار وهم يتدحرجون وتطويهم صحائف النسيان.
واخيرا؛
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |