العدد 5682
الأحد 05 مايو 2024
banner
احمد عبدالله الحسين
احمد عبدالله الحسين
الأزياء والقبعات.. في التراث الصيني
الأحد 26 فبراير 2023

ذكر الأديب الصيني "قو موروا" 1892-1978م ان؛ الأزياء تُعبر عن المظهر الخارجي للثقافة، والأزياء هي صورة الأفكار. اللباس والهندام لكل قومية في العالم في جميع المراحل التاريخية هما مقياس الحضارة المادية والروحية في مجتمع هذه القومية. 

التقاليد والقوانين في ممالك الصين القديم تحدد الأزياء للأباطرة والملوك وكبار الموظفين. وكذلك ما يخص الطبقات الدنيا من عامة الشعب ولا مرونة او حرية في تقاليد وقوانين هذه الألبسة. 

في الصين البدائي قبل آلاف السنين، اتقن الناس ابسط انواع الخياطة، وصنعوا إبرة الخياطة من عظام الحيوانات، وخاطوا من جلود الحيوانات اللباس، بعدها عرف الصينيون الكتان في حياكة الملابس.

القبعات في الصين القديم لها تنوع واختلاف حسب المراتب والمراسيم فمثلا؛ القبعة الرجالية القديمة يلبسها الإمبراطور عند عقد الديوان الملكي واستقبال الأمراء والحكام وتعتبر أميز قبعة للسلطات العليا، وقبعة التجول البعيد يلبسها ملوك الولايات، وقبعة الفضيلة للمثقفين، والقبعة العسكرية للعسكريين. 

قبعة طرد الأشرار هي لحراس القصر الإمبراطوري، وقبعة طرد الأعداء لحماة الديار. اما قبعات النساء كثيرة ومتنوعة فمثلا؛ المرأة الاستقراطية المنغولية تحب ان تلبس قبعة العمة، وهي مصنوعة من القماش المخملي المقصب، ويبلغ ارتفاعها حوالي ستة وستين سنتمترا، وهيكلها مصنوع من الخشب البامبو، ويغلف بالقماش، وقمتها مزينة باليشم الأخضر او ريش الطير.

والمرأة ترتدي جِلْبابا وتنورة، وتطرح على منكبيها الحرير وعارية الصدر وهي بذلك تحاكي المرأة الهندية. 

والمرأة الاستقراطية تُعلم جبهتها بنقطة صفراء، وترصع ما بين حاجبيها بالصدف الملون وتزين خديها بغمازتين. 

غطاء الرأس للمرأة يسمى فوتو عبارة عن منديل الرأس يستخدم أصلا في ربط كعكة الشعر، ويكون من الشاش الأسود المرن والحرير الشفاف. 

هكذا الصين في مورثيها واعرافها، ولا زال بعضه له بقاء وتعبير عن هويتها وفي مناسباتها الوطنية رغم الحداثه وتداخلات التخفف من القديم.

هنالك ملمح للاستذكار، حينما تزور البلدان وتجد اصحاب المكان ومن هم اهله واصله يعتنوا بطرازهم، ويلتزموا انماط ازيائهم ولباسهم تنجذب اليهم، وتستطيع ان تفرق بينهم وغيرهم، حتى لتعجب من ساكنهم واقام معهم يقلدهم ويتقمص طباعهم. وهنالك غيرهم في زماننا، وهم كُثر من الشعوب، نزعت موروثها وارتضت ممن سَرَّب هيمنة عولمة وقوى ناعمة، فذابت عادات اللباس وتميزها، حتى احيانا لا تستطيع ان تعرف هوية من ترى. ولا اخال في بعضها ما يعيبه الحكماء ويزدريه السفهاء.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .