+A
A-

الأهلي في العالي بكأس خليفة بن سلمان الغالي

أسدل الستار على الموسم الرياضي 2020/‏2019 مساء الثلاثاء بنهائي كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة، والذي ظفر بلقبه فريق الأهلي على حساب نظيره المنامة بجدارة واستحقاق.

موسم طويل ومليء بالمفاجآت، والذي لم يكن بـ “البال ولا على الخاطر”، بدءًا من توقف المنافسات لأكثر من 6 أشهر بسبب وباء كورونا؛ الأمر الذي غيبّ الجماهير “فاكهة المدرجات” عن حضور المباريات، ثم تحديد موعد العودة ليتم تأجيلها مرة أخرى، وبعدها يتم إعلان الاستئناف بمربع الدوري ومسابقة “أغلى الكؤوس” مع إلغاء المربع الفضي، إلى أن بلغ الأهلي نهائيي الدوري والكأس ويحصد اللقبين في موسم استثنائي بما للكلمة من معنى.

المباراة النهائية الأخيرة، قد تكون أوفت بوعدها بالإثارة والندية التي صاحبت مجرياتها على مدى الأشواط الأربعة، رغم كثرة الالتحامات والاحتجاجات التي شهدتها من قِبل الطرفين، إلا أنها انتهت كما يجب أن تنتهي بتقارب النتيجة على أقل تقدير، إذا ما ذكرنا أن الأداء كان متقلبا بينهما على مدى الأشواط الأربعة رغم وجود أفضلية نسبية لكتيبة الأصفر.

“البلاد سبورت” يسلط الضوء فيما يلي على أبرز ما جرى في النهائي، فضلا عن إبراز نجوم هذه المواجهة التي تألقت وكانت مؤثرة وذلك بحسب الإحصاءات.

 

الأصفر في سطور

الربع الأول شهد سيطرة للقميص الأصفر بفضل الدفاع القوي الذي حد من خطورة خصمه بدرجة كبيرة، وفي الهجوم كان فتاكًا بالثلاثيات ونقاط تحت الحلق ليحدث فارقًا من النقاط، إلا أن ذلك تغير تمامًا في الربع الثاني وغاب التركيز وكثرت الأخطاء ليجد الفريق نفسه متخلفًا بفارق نقطة بعدما كان متقدمًا بـ 16 نقطة. الربع الثالث شهد صحوة كبيرة كما كان في الربع الأول، من حيث الدفاع الجاد والمستميت والهجوم الفعال من كافة لاعبيه وتسجيل النقاط من مختلف المناطق ليعود للتقدم مجددًا ويحكم قبضته على مجريات اللقاء مع اقتراب المباراة من شوطها الأخير. في الربع الأخير تمكن الفريق من التسجيل والحفاظ على فارق النقاط بقدر الإمكان، وهو الأمر الذي جعله يسير إلى النهاية بشكل صحيح ويخرج منتصرًا رغم الأخطاء التي حدثت والناتجة عن الضغوط. هذا لم يكن ليتحقق لولا العزيمة والإصرار لدى اللاعبين من محليين وأجانب بأرضية الميدان، ومن خلفهم مدرب “ذكي”، أحسن التعامل بتوجيهاته وتغييراته مع مجريات المباراة وخصوصًا في الأوقات التي تتطلب التدخل منه.

 

الأزرق في سطور

المنامة، ورغم البداية الجيدة بالسرعة والجدية التي أظهرها لاعبوه بالأداء وتسجيل النقاط، إلا أنه فقد نفسه بعدها بصورة غريبة في الجانب الدفاعي والهجومي. وفي الربع الثاني حقق الفريق عودة قوية بفضل حسن التدبير من مدربه بتغييراته الفنية وجدية وتركيز لاعبيه الذين قدموا أداءً رائعًا.

أما الربع الثالث، فكان هو نقطة التحول والذي كلفه خسارة المباراة بدرجة كبيرة، وذلك لضعف ظهوره الفني بدفاعاته وهجومه، ليتلقى فارقا كبيرا من النقاط. دخل الربع الأخير يبحث عن إرجاع نفسه للمباراة وتمكن من ذلك بصورة كبيرة، ولكنه لم ينجح في تحقيق مساعيه، كونه ارتكب أخطاء كثيرة جماعية وشخصية واستقبلت شباكه الكرات دون أن يكون للدفاع أي دور في الحد من خطورة خصمه ليخرج خاسرًا.

في الوقت الذي ذكرنا حسن تدبير مدربه أحمد حمزة في الربع الثاني، إلا أن هناك علامات تعجب من عدم استغلال دكة البدلاء بالشكل والوقت الصحيح مثل حسين شاكر وأحمد سلمان ومحمد أمير، وإعطائهم الفرصة الكافية لتقديم ما في جعبتهم كما حدث لمصطفى حسين الذي كان نقطة إيجابية بدخوله!

 

حسن نوروز الأفضل محليًا بالنقاط

خطف لاعب المنامة حسن نوروز الأنظار من بين لاعبي فريقه خصوصًا بعد تسجيله (23 نقطة) من خلال 33 دقيقة لعبها. نوروز نجح في إحراز 4 ثلاثيات من أصل 8، و4 كرات داخل القوس من 6، و3 رميات حرة، مع 5 كرات التقاط و4 تمريرات حاسمة.

ويأتي خلفه لاعب الأهلي ميثم جميل بإحرازه (15 نقطة)، منها 3 ثلاثيات من أصل 10 محاولات، وله 10 كرات حاسمة و3 كرات التقاط. ثم مصطفى حسين لاعب المنامة (14 نقطة) منها ثلاثيتان من أصل 4، و3 محاولات ناجحة داخل القوس و6 تمريرات حاسمة مع 4 كرات التقاط. وبعدهم يأتي الأهلاوي هشام سرحان (12 نقطة)، المنامي محمد أمير (12 نقطة)،  والأهلاوي محمد قربان (9 نقاط) والمنامي محمد حسين “كمبس” (8 نقاط).

 

براندون ودومينك عريسا “أغلى الكؤوس”

لا يختلف اثنان على أن لاعبي الأهلي براندون ودومينك هما أفضل محترفين في الموسم السلاوي.

فمنذ أن وطأت قدمها صالة أم الحصم وهما يتربعان على عرش المحترفين بالأداء والنتيجة التي يحققانها على المستوى الجماعي والشخصي. فهما كانا “عريسي أغلى الكؤوس” بما قدماه من أداء عالٍ وراقٍ، وساهما بشكل رئيس بجانب زملائهما من تحقيق الفوز والظفر بالكأس.

براون لعب لمدة 39 دقيقة وسجل (34 نقطة)، منها ثلاثيتان من أصل 7، و8 محاولات داخل القوس و12 رمية حرة، بالإضافة لالتقاطه الكرة لـ 14 مرة و3 كرات حاسمة. أما دومينك لعب 34 دقيقة وأحرز (26 نقطة)، منها 5 ثلاثيات و5 كرات تحت الحلق، و7 محاولات ناجحة لالتقاط الكرة وكرتان حاسمتان.

وفي الطرف الآخر، ظهر محترف المنامة غرانت بصورة جيدة مقارنة بنظيره اللبناني علي حيدر رغم أنهما لعبا بنفس الدقائق، وهي 36 دقيقة لكل منهما. غرانت سجل (20 نقطة) منها 9 محاولات داخل القوس من أصل 14، وله 10 محاولات التقاط للكرة مع تمريرتين حاسمتين، أما اللبناني لم يسجل إلا (12 نقطة)، جاءت كلها من تحت الحلق بـ 6 محاولات من أصل 14 مع وجود 5 تمريرات حاسمة، ويُحسب له دفاعيًا التقاطه الكرة لـ 15 مرة.

 

عوامل النجاح.. حنكة إدارية وجرأة فنية.. ورجال

دون شك، أن النجاح الذي حققه فريق الأهلي بهذا الموسم الرياضي وحصد لقبين منذ سنوات طويلة، له عوامل كثيرة، لابد من ذكرها والإشادة بها، وهي درس للأندية الأخرى التي تفكر بصعود منصات التتويج.

فريق الأهلي لم تتغير هويته كثيرًا في السنوات السابقة عما هو عليه الآن مقارنة بالفرق الأخرى التي مازالت “تشتري” من يؤهلها لتحقيق الألقاب، بدليل أن أعمدته الرئيسة مازالت هي نفسها إذا ما ذكرنا أن ميثم جميل ومحمد قربان القادمين من المنامة، هما أهلاويان أساسًا، إلا أن إدارة الأهلي برئاسة خالد كانو فكرت بحنكة تدعيم صفوفها بإرجاع اللاعبين فقط وهما مكسب للفريق؛ كون قربان قائد فذا والآخر جميل بعطائه، مع انتداب محترفين “مجنونين” بالأداء والروح القتالية الكبيرة.

الإدارة نفسها تعاقدت مع مدرب مغمور وجريء والأهم لديه طموح وهدف يسعى لتحقيقه، أخرج ما في جعبته من شغف في كرة السلة واستغل قدرات وإمكانات لاعبيه الذين يعتبرون رجالًا عطفًا على ما بذلوه وقدموه، والعمل الفني كان كالمثل القائل “اللي تغلب به ألعب به”، دون إفراط وتفريط، وتمكنت هذه المنظومة المتكاملة في نهاية المطاف من تحقيق ما تم السعي إليه منذ بداية العمل.

ما يؤكد حقيقة الكلام هذا، هو النتيجة النهائية لفريق الأهلي في موسم كرة السلة 2019/‏2020، وقبل ذلك ثقة المدرب أحمد جان منذ مطلع الموسم حينما صرح مرارًا وتكرارًا بأن الدوري والكأس أهلاوي!