+A
A-

الكلمة السامية لجلالة الملك أصالة النهج وعمق التاريخ

التنوع والتعددية أضافا مزيدا من التماسك والتعاضد للبحرين

نجاح إحياء الشعائر يعكس الموقف المسؤول المتسق مع الضوابط الشرعية والوطنية

 

جاءت الكلمة الملكية السامية لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة ختام مراسم إحياء ذكرى عاشوراء لتجسد النهج الحكيم لجلالة الملك في التواصل والألفة التي تجمع أبناء الوطن الواحد في ظل مثل عليا من الاحترام للتعددية والقيم الإنسانية التي يوليها جلالته ويقف منها جلالته على مسافة واحدة مع الجميع.

إن أصالة نهج جلالة الملك يعكس ما لمملكة البحرين من عمق تاريخي متحضر وأرض خصبة تنمو فيها القيم الإنسانية واحترام حرية المعتقد الذي يمثل أسمى قيم الحريات التي يتمتع بها كل من يعيش على أرض البحرين، فقد أضاف التنوع والتعددية الدينية والمذهبية والثقافية مزيدا من التماسك والتعاضد لمملكة البحرين في ظل الرؤية السديدة لقيادة جلالة الملك؛ كون المجتمع البحريني قد بني على الانفتاح، وترجمت الكلمة السامية هذه المعاني والقيم النبيلة حين أكدت على خصوصية المجتمع البحريني بنسيجه الاجتماعي المتماسك والمتعايش بسلام وانسجام، والتي ستبقى كما يريدها جلالته النموذج المتحضر، وبعزيمة وإرادة وطنية مرجعا إنسانيا في ممارسة الحريات الدينية واحترام التعددية المذهبية، ومركزا حاضنا لقيم الدين الإسلامي الحنيف بمبادئه العظيمة ونهجه القويم.

بهذه الرؤية والقيادة الفذة والإرادة الوطنية استطاعت مملكة البحرين أن تعزز من مكانتها كواحة للحريات الدينية في ظل المبادرات الرائدة لجلالة الملك منذ انطلاق المسيرة التنموية الشاملة بقيادة جلالته، والتي جرى حمايتها وتأكيدها من خلال التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية.

ويأتي نجاح مملكة البحرين في إحياء الشعائر الدينية بإجراءات وقائية منضبطة في هذه الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا (كوفيد 19) ليؤكد موقفها المسؤول في اتساقه مع الضوابط الشرعية والوطنية، ولقد مثل الالتزام الذي أبداه الجميع فيما يتصل بالفتح التدريجي للعبادات الجماعية وتطبيق الاحترازات الوقائية الصادرة من الجهات المعنية في إحياء موسم عاشوراء 1442 جانبا كبيرا من تفهم الشارع البحريني ووعيه بأهمية ما يتم اتخاذه من إجراءات تصب في مصلحة الفرد والجماعة، وجاءت متماشية مع مقاصد الدين، وهذا الالتزام قد استحق التقدير من جلالة الملك وتضمينه في الكلمة السامية حين قال جلالته: “ونود في سياق ما نشهده من تفهّمٍ ووعي وطني بتعامله الحصيف مع تحديات هذا الظرف الطارئ”، وخص جلالته أصحاب الفضيلة العلماء ودورهم في هذا الشأن حين وجه لهم شكرا خاصا “نتوجه بشكرٍ خاص إلى مشايخنا وعلمائنا الأفاضل على بذلهم المخلص خلال هذه الفترة الصعبة، بتقديم التفسيرات المستنيرة المرتبطة بتحقيق أهم مقاصد شريعتنا السمحة والمتمثلة في حفظ النفس وتجنيبها للمخاطر والضرر، وهو ما وفقنا - بفضل من الله - على تعظيم شعائره والعمل بطاعته في جو محاط باليسر والسلامة والاطمئنان”.

إن مملكة البحرين بفضل القيادة الحكيمة والمستنيرة لصاحب الجلالة الملك ماضية في نهجها الحضاري المسؤول في تكريس التعايش وإعلاء قيم وحقوق الإنسان، وتعزيز إسهاماتها الرائدة على الصعيد العالمي في نشر التسامح ‏والتقريب بين المذاهب الإسلامية والحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، وتوطيد مكانتها المرموقة محليًا وإقليميًا ودوليًا تشكل نموذجا متحضرا في التعايش السلمي؛ بوصفها كما أكد جلالة الملك “مرجعًا إنسانيًا في ممارسة الحريات الدينية واحترام التعددية المذهبية، ومركزًا حاضنًا لقيم ديننا الحنيف بمبادئه العظيمة ونهجه القويم”.