+A
A-

طرح مساقات انجليزية متخصصة في الأدب وفنون اللغة

أدرجت وزارة التربية والتعليم اللغة الإنجليزية في جميع المراحل التعليمية كمادة إلزامية، وخضعت مناهجها لمراجعات عديدة على مدى السنوات الماضية، تمخضت دائما عن تطوير وتجديد مواكب للمستجدات المحلية والعالمية، ولعل المراجعة التي تمت مع بداية الألفية الثالثة كانت من أكبرها؛ إذ أصدرت إدارة المناهج وثيقتين لتعليم اللغة الإنجليزية، إحداهما للتعليم الثانوي، والأخرى للتعليم الأساسي، وكانت بينهما الكثير من المشتركات التي تؤكد وجود رؤية موحدة توجه المتعلم منذ بدايات التحاقه بالمدرسة وحتى تخرجه من المرحلة الثانوية.

وتبنت الوثيقتان الإطار الأوروبي المرجعي العام في تعلم اللغات، وحددت المستوى الذي يتخرج به الطالب من المرحلة الثانوية وهو (B2)، وكانت هذه خطوة رائدة قامت بها مملكة البحرين وحددت من خلالها مخرجاتها في اللغة الإنجليزية وفق معيار له دلالة عالمية.

ومن جانب آخر، بُنيت الوثيقتان على مهارات القرن الواحد والعشرين، التي من أبرزها بالنسبة للغات مهارة التواصل ومهارات التفكير العليا كالتفكير الناقد.

ومن جانب آخر، اعتمدت آخر التوجهات على النظريات التربوية ومنها البنائية الاجتماعية والذكاءات المتعددة، وحددت ملامح الخريج لكل مرحلة، وجعلت المواطنة وتقنية المعلومات أحد العناصر الرئيسة التي تؤكد عليها.

وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، التقت “البلاد” مدير إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم فاطمة البوعينين، للحديث حول آخر تطورات مناهج اللغة الإنجليزية، إذ أدلت بالتصريح الآتي:

لقد تزامن إصدار وثيقة تعليم اللغة الإنجليزية للتعليم الأساسي مع انطلاق مشروع تدريس اللغة الإنجليزية بدءا من الصف الأول الابتدائي في العام 2004، التي تبنت فلسفة مفادها التركيز على مهارتي التحدث والاستماع؛ لأنهما أول ما يتعلمه الطفل عند تعلمه اللغة الأم في الصفوف الأولى، وإدخال الجوانب القرائية بالتدريج من الصف الثاني الابتدائي.

جاء المشروع تلبية لرغبة المجتمع البحريني بتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة ثانية لتطوير مكتسباتهم المعرفية، وتعزيز كفاياتهم اللغوية التواصلية، من أجل تجويد التعليم والارتقاء به وتحسين مخرجاته، وإكساب المتعلم مهارات اللغة الإنجليزية وكفاياتها بصفتها إحدى اللغات الحية التي تمكنه من التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وأبرز وسائل الاتصال والتواصل في ظل الانفتاح العالمي الذي يتميز به هذا العصر.

وصاحب هذا المشروع تدريبًا مكثفًا لمعلمي المرحلة الابتدائية على مبادئ تدريس اللغة الإنجليزية لصغار المتعلمين وعزز قدراتهم على التعامل معهم بما يتفق مع خصائص نموهم وطبيعة استعداداتهم لتعلم اللغة الانجليزية.

وأضافت البوعينين “بيد أن عملية المتابعة والمراجعة لكل من المنهج والبرنامج التعليمي وأيضا قدرات التلاميذ والتوجهات العالمية في تعلم اللغات مع الاستئناس بآراء المعلمين والمختصين، تمخضت عن ملامح جديدة للمرحلة المقبلة لتعليم اللغة الإنجليزية بالتعليم الأساسي عموما والحلقتين الأولى والثانية خصوصا؛ لتكون أكثر اتساقا مع نهج التعليم للتنمية وطموحات مملكة البحرين ورؤيتها الاقتصادية 2030.

ولعل أبرز تحول هو تغير الفلسفة السابقة بالتركيز على مهارات التحدث والاستماع في الصفوف الأولى، وجعل القرائية أساسا للتعلم من الصف الأول الابتدائي والذي جاء تضمن توصيات لدراسة أجريت حول واقع تعلم اللغة الإنجليزية بالتعليم الأساس.

يضاف إلى ذلك الشروع في إعداد إطار للقرائية للغة الإنجليزية.

ولم تكن المرحلة الثانوية بعيدا عن هذا التطوير فقد تم طرح العديد من المساقات المتخصصة في الأدب وفنون اللغة والجوانب التجارية والصناعية التي تعزز مهارات القرن 21، التي تدخل ضمن التهيئة لمرحلة ما بعد التمدرس.

ويُعد العمل على تطوير تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية وتحسين المهارات اللغوية ومهارات التواصل لدى الطلبة مطلبًا مهمًا يؤدي إلى إتقان اللغة الإنجليزية وتوظيفها في مختلف الجوانب الحياتية والأكاديمية والوظيفية؛ كونها لغة تواصل أساسية في العالم في يومنا الحالي.

وسعيًا إلى تطوير منهج اللغة الإنجليزية وفق منهجية تراعي الحداثة في المحتوى والاستراتيجيات التي تنحو إليها إدارة المناهج كل فترة زمنية لا تتعدى الـ 10 سنوات؛ بهدف مواصلة التطوير بناءً على نتائج المرحلة الماضية.

وتمت مراجعة وثيقة منهج اللغة الإنجليزية للتعليم الأساس وتجديدها بحيث تصبح أكثر استجابة لمتطلبات المرحلة الحالية مثل، المهام الموكلة إلى وزارة التربية والتعليم في برنامج الحكومة، وسعي إدارة المناهج لتحسين المخرجات التربوية تبعا لنتائج الطلبة في الامتحانات النهائية (امتحان السنة السادسة من التعليم الابتدائي)، الامتحانات الوطنية وتقارير المتابعة التي تجمعها وزارة التربية التعليم بشكل دائم من خلال الزيارات الميدانية التي تنفذها كل من إدارتي المناهج والإشراف التربوي، توصيات بعض الدراسات الميدانية التي نفذتها وحدة مناهج اللغة الإنجليزية للتعليم الأساسي التي أكدت على ضرورة تطوير تدريس مهارتي القراءة والكتابة، خصوصًا في سنوات التعليم الابتدائي، حاجة المملكة إلى تجويد المخرجات التربوية في مجال اللغات الأجنبية والتوجه نحو التعددية اللغوية، الخصائص النمائية للطلبة وميولهم وقدراتهم، رغبات المعلمين والمعلمات في تطوير المهارات القرائية للطلبة في سنوات التعليم الابتدائي، المعايير العالمية في مجال تدريس اللغة الأجنبية، إذ إنه متسق مع معايير الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات (CEFR).