+A
A-

الذكاء الاصطناعي يعجّل تطوير اللقاحات

يمكن قراءة عشرات المليارات من نقاط البيانات والوثائق السريرية

الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بعدد الحالات الجديدة لـ”كورونا”

 

أكد الخبير والباحث في الذكاء الاصطناعي جاسم حاجي أن الذكاء الاصطناعي سيسرع من تطوير اللقاحات، إلا أن هذه التكنولوجيات تعتمد على كميات كبيرة من بيانات التدريب الدقيقة.

وأوضح أنه يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الأنماط في البيانات والقيام بالتوقعات، والأمل معقود في أن تتمكن هذه الأدوات من تحديد احتمالات الأدوية لاختبارها على البشر في غضون أشهر. ومع تحول وتغير فيروسات كورونا مثل (COVID 19)، يجب أن يكون الدواء المرشح فعالًا ضد مجموعة واسعة من الأشكال المحتملة، إذ يجري العمل حاليًا في جميع أنحاء العالم؛ لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السعي من أجل الحصول على لقاح.

ولفت حاجي إلى أنه “يمكن لأفكار مثل إنشاء دراسات (دليل من العالم الحقيقي) واسعة النطاق لفيروس كورونا، التي تسحب البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر في العالم الحقيقي بما في ذلك المرضى الذين يتم علاجهم الآن في المستشفى، أن تساعد في تسريع تطوير العلاجات في طريقة تتمحور حول المريض وتكون ملائمة له”، مضيفا أن الهدف الأكثر شيوعًا هو ربط نتائج الفحوصات بالحالة السريرية في الوقت الفعلي تقريبًا.

وتطرق إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتنبأ بعدد الحالات الجديدة المحتملة حسب المنطقة وأي نوع من أنواع السكان هم المعرضين للخطر بشكل أكبر. كما يمكن استخدام هذا النوع من التكنولوجيا لتحذير المسافرين حتى يتمكن السكان المعرضين للخطر من ارتداء الأقنعة الطبية المناسبة أثناء السفر.

وأوضح حاجي أن “الذكاء الاصطناعي يساعد في تعزيز استراتيجيات التحسين. على سبيل المثال يوجد هنالك بحث حول استخدام التعلم الآلي لتقييم وتحسين الاستراتيجيات للتباعد الاجتماعي بين المجتمعات والمدن والبلدان للتحكم في انتشار الأوبئة”.

ورأى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تحديد وإيجاد القواسم المشتركة داخل حالات التفشي الموضعية للفيروس، أو مع الأحداث الصحية الضارة على نطاق صغير، والتي تكون خارجة عن المألوف. أيضا يمكن أن تساعد المعلومات التي تم الحصول عليها من هذه الأحداث في الإجابة على الكثير من الأمور المجهولة حول طبيعة الفيروس.

وأشار إلى أنه مع نهج تعلم الآلة، يمكن قراءة عشرات المليارات من نقاط البيانات والوثائق السريرية في السجلات الطبية وإقامة اتصالات للمرضى الذين يحملون الفيروس أو لا يحملونه. فتظهر “ميزات” المرضى الذين يصابون بالمرض خارج عملية النمذجة، والتي يمكن أن تساعدنا بعد ذلك في استهداف المرضى الذين يكونون في خطر أكبر.

واستعرض حاجي بعض الأمثلة ومنها استخدام التقنيات الأخرى المستخدمة للتعرف على ملامح الوجه من خلال استخدام كاميرات حرارية، والتي يمكنها الكشف عن حرارة الجسد، إذ إن الحرارة المرتفعة هي من أبرز عوارض فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أن هذه التقنية يطورها عملاق تقني صيني بإمكان الكاميرا الحرارية فحص 20 شخصًا في الدقيقة، وبإمكان تقنية الذكاء الاصطناعي التعرف على هوية أي فرد تظهر عليه حرارة مرتفعة، حتى ولوكان يرتدي قناعا واقيا، عن طريق حساب المسافة بين الحاجبين ومساحة الجبين.

وعن التوقعات بشأن انتشار جائحة كورونا، ذكر حاجي أن الشركات ستركز في استراتيجياتها بعد انتهاء الجائحة على استخدام التكنولوجيا والإسراع في استبدال الموظفين بالآلات.

وأشار حاجي إلى أن المؤتمر الافتراضي الخليجي بعنوان “دور التكنولوجيا في الحد من انتشار كوفيد 19” شهد مداخلات عن مستقبل التكنولوجيا في المنطقة بعد جائحة كورونا (كوفيد 19)، ومدى جهوزية البنية التحتية في المنطقة لمواكبة المتغيرات المستقبلية، مشيرًا إلى وجود نظرة تشاؤمية لدى مشاركين بعدم وجود مشروعات ذكاء اصطناعي على المستوى العالمي أو الدولي في المنطقة أو الدول العربية، أما فيما يتعلق بالنظرة في البحرين فإن هنالك الكثير من مشروعات التخرج من الجامعات ترقى للمستوى الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.