+A
A-

“الكيرم” تتحدى “السوشيال ميديا” في البيوت البحرينية

منذ القدم وانا اساعدها في منزلنا فلا يخلو منها بيت في البحرين من الأسر العريقة أو الفقيرة، انها لعبة الكيرم التي رجعت اليوم مع جلوسنا في البيت بسبب الفايروس الى الواجهة.

ولمن بما لا يعرفها فهي لعبة مسلية جدا بعيدا عن الهواتف الذكية والتلفزيون، وهي مصنوعة بالكامل من الخشب الطبيعي الهندي منشأ اللعبة كما يقال، وهي عبارة عن 20 قطعة دائرية مقسمة على أربعة ألوان منها 9 باللون الأبيض ومثلها باللون الأسود، وواحدة حمراء واحدة تختلف في اللون وبحجم أكبر قليلا وسماكة أقل تسمى المضرب، وهو أداة التحكم واللعب يرسل بالأصبع الوسطى لتحريك الحبوب على لوح خشبي مربع الشكل في أركانه فتحات دائرية بحجم يسمح بسقوط حبة واحدة في كل مرة تسمى الحفرة، مثبت جيدا على شبكة من الخشب الصلب تمنع التقوس وله برواز يكفي لبقاء الحبوب بالداخل، مرسوم على أرضيته مجموعة من الخطوط المستقيمة والمتوازية والدائرية يعتمد عليها في سن القوانين وغالبا يستخدم البودرة لتسهيل حركة وانزلاق الحبوب و (القيس).

ومن قوانينها يمكن للاعب تحريك المضرب في كل الاتجاهات بشرط أن ينطلق من بين الخطين المتوازيين بخلاف بعض المناطق وبخاصة الجنوبية فيكون اللعب باتجاه الأمام فقط.

للعبة قوانين مختلفة برص الحبوب داخل الدائرة، حيث يبدأ باللعب الأكبر سنا ويأخذ اللون الأبيض توضع «الحمراء» في وسط الكيرم وحولها ست حبات، اثنتان باتجاه حفرة اليمين واثنتان باتجاه حفرة اليسار واثنتان خلف الحبة الحمراء، ثم تقسم الحبات السوداء لثلاث مجموعات بحيث لا تخرج من الدائرة وتكون في اتجاه ضد مصلحة الخصم، أما الثلاث البيضاء المتبقية فتوضع بطريقة تعيق حبات اللاعب الآخر، وتكون البداية ضربة احترافية كل حسب خبرته في إسقاط الحبوب من أول ضربة، ويستمر في اللعب حتى يتعثر ثم تتعاقب الأدوار بين الشد والجذب، وبعد نهاية كل جولة ينتقل فتح اللعب باللون الأبيض للاعب آخر، وكل يرص حباته بالطريقة التي يرغبها بشرط أن لا تخرج من الدائرة، ومن بنود هذا القانون إذا سقط المضرب في الحفرة يغرم اللاعب بإرجاع حبة من التي كسبها مسبقا، وإن خرجت الحبة الأخيرة والحمراء لا تزال في اللعب، فإن اللاعب يغرم بإرجاع خمس حبات للعب عليها من جديد!

لعبة الكيرم او (carrom game) قديمة جدا يقدر عمرهاب أكثر من 200 سنة. ويعتقد أنها نشأت في الهند، وتذكر بعض المصادر أن الكيرم هو محاكاة للعبة السنوكر، طورها فقراء الهند في أيام الاستعمار البريطاني فهي “لعبة الفقراء” وكلمة كيرم مشتق من “Carrom” وهواسم مدينة في الهند.

بينما تروي بعض الكتب أن مبتكر الكيرم هو مهراجا هندي، وذهب البعض الآخر إلى أن البرتغاليين هم من نقلوا الكيرم إلى السواحل الهندية من مناطق في جنوب شرق آسيا، وهذه اللعبة تحظى بشعبية كبيرة في نيبال، الهند، باكستان، بنغلاديش، سريلانكا وفي أماكن عدة حول العالم ولها شهرة في البحرين وبعض البلدان العربية، واليوم لعبة الكيرم الحديثة شهدت تطورات كبيرة في المعدات المستخدمة والقوانين وطريقة اللعب. والآن الكيرم أصبح لعبة عالمية ولها مسابقات وبطولات ففي عام 1958 أنشيء أول اتحاد للعبة في الهند ثم في سريلانكا و خلال العقدين التاليين انتشرت اللعبة في آسيا وأوروبا حيث أنشئ الاتحاد الدولي للكيرم بعضوية دول في مقدمتها الهند وسريلانكا بالإضافة إلى ألمانيا وسويسرا وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، كما أقيمت أول بطولة بين القارتين في ثمانينيات القرن الماضي.

واليوم عادت اللعبة تاخذ مكانتها وسط العائلات البحرينية الذين تستهويهم لعبة الكيرم والتي تعبر عن الزمن الجميل بعيدا عن التكنلوجيا، والتي فيها يتذكرون الماضي بكل ما فيه من ذكريات، ومن خلالها يسترجعون الزمن الجميل، على الرغم من التطور التكنولوجي الهائل في الألعاب الالكترونية، والسوشال ميديا لأنهم يرون أنها تساهم في العزلة على عكس الألعاب الجماعية كلعبة الكيرم وغيرها من الالعاب الجميلة، فنرى معظم العائلات البحرينية اليوم تندمج مع هذه اللعبة، التي فيها يجلس اللاعب متربعا وتقاس مهاراته حسب تصويته للأهداف، ويتم التركيز على الحبوب التي باللون الأحمر والتي تحسب 50 نقطة، وبالتالي فهي تسهل على اللاعب حصد مجموع وافر من النقاط في هذه اللعبة وبأقل مجهود وسط تجمهر الاطفال او حتى مشاركتهم، خصوصا وانه تصنع احجام مختلفة.

 

هل ينقل العدوى الفيروسية؟

يقول الاطباء ان من المعروف أن لعبة “الكيرم” يلعبها إما شخصان أو أربعة أفراد بمعنى أنها لعبة جماعية، والعدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا الموسمية قد تنقل لأي طرف إذا كان أحد الأفراد مصابًا بالفيروس لأنه من خلال لمس حبوب الكيرم يسهم في نقل الفيروس على أسطح الحبوب وبالتالي انتقال الفيروس للآخرين بهذه الوسيلة، وغير ذلك فإن وجود الشخص المصاب بالإنفلونزا أو التهاب الحلق واللوزتين من السهل أن ينقل العدوى بشكل مباشر عبر التنفس لأن مساحة الجلوس في لعبة الكيرم هي قريبة جدًا.

وينصح أي مصاب بالإنفلونزا تجنب مشاركة الآخرين في لعب “الكيرم” أو الجلوس أو ترك أدواته ومنشفته في متناول أيادي الآخرين وخصوصًا الأطفال الذين لا يعرفون الأمراض وتبعاتها تفاديًا لإصابتهم بالعدوى.

مع ضرورة ارتداء الكمامة في المنزل في حال مخالطة أفراد الأسرة تفاديًا لانتقال العدوى للآخرين، والحرص على تغيير الكمامة بين حين وآخر، وتناول السوائل الدافئة، وعصير الليمون والزنجبيل والجزر والبرتقال وغسل اليدين طبعا!