+A
A-

“رحى الأيام”... جذور خليجية تاريخية في قصة تاجر

تشكل الأعمال التراثية السواد الأعظم في دراما رمضان سواء أكانت المحلية أم الخليجية، فإلى جانب مسلسل “أم هارون” للفنانة حياة الفهد ومسلسل “محمد علي رود” للفنان سعد الفرج، يدخل على خط المنافسة المسلسل الدرامي التراثي “رحى الأيام” للفنانين جاسم النبهان ومريم الغاندي من إنتاج تلفزيون المجلس بالتعاون مع وزارة الإعلام، العمل من تأليف الكاتب مشاري العميري، وهو اسم تعرفه الدراما الكويتية جيدا، وإن كان قد ابتعد عن المشهد الدرامي إلا أن عودته كمؤلف ومنتج سيشعل المنافسة بين الأعمال التراثية، خصوصا أن قصة “رحى الأيام” تتناول حقبة زمنية مهمة تعود إلى الجذور التاريخية في منطقة الخليج من خلال تاجر يجسد شخصيته الفنان ماجد مطرب، تنقل بين السعودية والعراق والكويت، ويكون الند له في الأحداث صديقه الكويتي، الذي يجسد دوره الفنان محمد الصيرفي، فكلاهما يتصدر مشهد البطولة الجماعية إلى جانب نخبة من نجوم الساحة الخليجية أمثال السعوديين مريم الغامدي، عبدالرحمن السيكرين، ماجد مطرب، من الإمارات فاطمة الحوسني، ومن البحرين شيلاء سبت، إلى جانب الفنانين جاسم النبهان، نور، عبدالامام عبدالله، محمد الصيرفي، مشاري البلام، محمد الحملي، عبدالله الخضر، أحمد عبدالله وغيرهم.

الجميل في مسلسل “رحى الأيام” أنه يعود بالمشاهد الخليجي من خلال أحداثه إلى تاريخ الآباء والأجداد، الذين حولوا هذا التاريخ إلى صور مشرقة، ونماذج تستحق التقدير، جعلوا من علاقاتهم وتعاملاتهم مدارس يتتلمذ فيها الأجيال بعد الأجيال، كذلك يشهد المسلسل الذي سيعرض في رمضان المقبل عودة المخرج حمد النوري إلى الدراما التراثية وتصديه لمهمة إخراج المسلسل بمشاركة هذه النخبة من أبطال الدراما الخليجية، حيث تمكن بالتعاون مع المؤلف من بسط رؤية إخراجية تتناسب مع حجم ومكانة كل ممثل وتوظيفه التوظيف السليم بما يتناسب وإمكانات الشخصية المرسومة في النص، حيث اعتمد المؤلف في توزيع الأدوار على حالة التناغم والانسجام بين الممثل و”الكراكتر” المسند اليه وهنا يكمن التحدي بحسب تصريحات المخرج للسياسة الكويتية مؤخرا.

التحضير لدراما “رحى الأيام ” تم قبل بضعة أشهر من قبل الجهة المنفذة للمسلسل، خصوصا فيما يتعلق باختيار موقع لقرى وأزقة وحواري تلك الحقبة الزمنية في السعودية والكويت لا سيما بيوت الطين وأسقف الجندل والتجارة، التي كانت رائجة آنذاك، التي يقودها بطل الأحداث الممثل السعودي الشاب ماجد مطرب فواز بتجسيده للشخصية الرئيسية “تاجر” يواجه الكثير من الظروف والأحداث ويصنع لنفسه اسما في عالم التجارة فتشكل المواقف التي يواجهها مساحات كبيرة من القصة الرئيسية، خصوصا في مواجهاته مع الكثيرين، منهم على وجه الخصوص الفنان محمد الصيرفي الذي يجسد شخصيتين في مرحلتين عمريتين.

الفنانة السعودية المخضرمة مريم الغامدي، التي تحط رحالها في الدراما الكويتية تشغل مساحة مهمة في العمل، تقول الغامدي: “أعجبني النص كثيرا، حدوتة بأحداث مشوقة، بصراحة تلفت انتباهي هذه النوعية من النصوص، التي تعود بنا إلى حقب زمنية افتقدناها، هو الحنين للماضي بكل تفاصيله، وتضيف: “أجسد في المسلسل دور امرأة لديها توأمين، تواجه أحداثا مختلفة يكون للتوأمين دور كبير من الأحداث وقد عرفت بأن القصة واقعية وليست من وحي خيال المؤلف”. وختمت الغامدي تصريحها: “لفت انتباهي حرص الجهة المنتجة للمسلسل على اختيار موقع تصوير يجسد الحقبة الزمنية للأحداث، وهذا إن دل إنما يدل على وجود أمانة في نقل الأحداث بالصوت من خلال تدقيق اللهجات والصورة المرئية من خلال الفرجة البصرية، لا سيما مشاهد الدزة والعرس الخليجي القديم في مشهد زواج الصيرفي من شيلاء سبت ومشهد الفنانة نور وهي منكبة على ماكينة الخياطة”.