+A
A-

حالة عامة من الانفلات قد تؤدي لحدوث التحرش والاختطاف والضياع

أثار إعلان توعوي عبر منصات (السوشيال ميديا) تجاوب كثيرين، متناولا الأضرار الفادحة التي تتسبب بها ألعاب الفيديو على النشأة، تحت هاش تاق (العب دورك).

وعلى الرغم من أن المقطع قصير، إذ تصل مدته إلى دقيقة واثنين وخمسين ثانية فقط، إلا أنه عميق وهادف جدا، ويتناول ثلاث قصص تعبيرية سريعة، انتشرت كالهشيم بشبكة النت منذ قرابة الشهر، حيث لا يزال حتى اللحظة متداولا، ومؤثرا، بتفاعل كبير من النشطاء، والمغردين، والكُتَّاب.

ويظهر بالمشهد الأول الطفل حسن، وهو يرتدي لبسا أقرب للبلطجية وقطاع الطرق، وعلى رأسه قبعة قماشية، وحول رقبته السلاسل العريضة، وهو يتجول بشارع ضيق به مجموعة عصابية، قبل أن يتجه إلى سيارة مركونة بالقرب منهم، ثم يضرب زجاجها الجانبي بمسدس صغير بيده وبعنف، مرهبا سائقها، والذي خرج منها بذعر، قبل أن يجره حسن ويرميه أرضا، ثم يركب بالسيارة ويقودها منطلقا.

وهنا فقط، ينقطع المشهد بشكل درامي جميل، حيث تباغت الأم الطفل حسن أمام الشارع، ليوقف السيارة بشكل فجائي، ثم يستيقظ من الحلم فجأة، وهو ينظر لوالدته بغرفته وبيده (كونترول) البلاي ستشين، في حين تواصل هي حديثها له: حسن ما الذي تلعبه؟

ويتطرق المشهدان الثاني والثالث إلى أفكار شبيهة، حيث يجلس حسن في المقطع الثاني مع مجموعة من الحشاشين في غرفة مليئة بالدخان، قبل أن يقاطعه والده في الحقيقة، وهو يسأله: مع من تلعب؟ حينها ومن خلال سماعة أذن حسن يتسلل صوت رجل بالغ إلى الغرفة وهو يقول له: حسن وين رحت؟

وفي المشهد الثالث تظهر الطفلة سارة وهي تسير بين مجموعة من الرهبان بمكان أقرب للكهف، وهي تجر سيفا عريضا، قبل أن تصل لراهب كهل ومخيف يجلس على عرش كبير.

ثم تسلم له السيف بشكل أقرب للطقوس الدينية، لحظات قبل أن تقاطعها أمها في الواقع، وهي تلعب بغرفتها و(الكونترول بيدها) متسائلة: سارة شنو قاعده تسوين؟

وفي الختام يدعو صانع الفيلم المشاهدين عبر شريط كتابي، بأن يراقبوا المواد الفلمية والألعاب المؤثرة على دين الطفل وعقيدته، مطالبا إياهم بأن يلعبوا دورهم.

وقال المغرد البحريني لؤي الشريف معلقا على الإعلان الوثائقي “انتشرت الألعاب الإلكترونية بشكل كبير، وانتشارها يحتاج نعرف محتواها، منصة (قيم) تعطيك الفرصة للتعرف على الألعاب المناسبة ودورك تقيمها، أنا مع مراقبة الألعاب، والتأكد من اختيار المناسب منها”.

بدوره، قال الإعلامي السعودي رياض منصور البقمي “للأسف الشديد الأطفال العاكفون على الألعاب الإلكترونية غير مدركين لقيم ومبادئ مجتمعهم، يرتبطون بثقافة هذه الألعاب، غير الأضرار الصحية الناجمة عنها”.

إلى ذلك، أكدت أم علي (معلمة مرحلة ابتدائية) أن العاب الفيديو أصحبت جزءا مهما من حياة أطفالنا، وهو جزء من الصعب انتزاعه، لكنه يتطلب - في المقابل - دورا رقابيا من الأهل في توجيه أطفالهم.

وعلى الصعيد ذاته، فإن العاب الفيديو تعد صناعة رابحة جدا (عالميا) وتشكل جزءا أساسيا من مداخيل اقتصادات العديد من الدول، حيث حققت سوق الألعاب خلال العام 2017 إيرادات وصلت إلى 121.7 مليار دولار، وفقا لتقرير سوق الألعاب العالمية (نيو زو).

وتستحوذ الألعاب الرقمية على 91 % من الإيرادات، بقيمة 125.3 مليار دولار تقريبا.

وأصبح الهوس بألعاب الهاتف ظاهرة مستفحلة، تستدعي التأمل والاهتمام والمتابعة، حيث يؤكد كثير من أولياء الأمور، بأن هذه ألعاب لا تسرق أولادهم منهم فقط، وأنما شركاؤهم في الحياة أيضا، حيث أصبحت هذه العاب كـ (الحشيش) الذي يخدر الجسم، وينقل أصحابه إلى عوالم بعيدة عن الواقع.