+A
A-

“البكتيريا المعندة” .. تفتك بالأرواح في “السلمانية”

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

الأطباء استخدموا 18 مضادًا حيويًا لمواجهة الظاهرة

ازدياد وفيات المصابين في الربع الأخير من 2019

الفئات المستهدفة... كبار السن ومرضى المستشفيات ووحدات الإنعاش ومنخفضو المناعة

حوراء توجهت إلى “السلمانية” لتضع جنينها ففوجئت بعزلها

“البكتيريا” معدية واكتسبت مناعة جينية جعلتها مقاومة للمضادات الحيوية

الرأي الطبي: البكتيريا قاتلة ومجابهتها ليس سهلا

القميش: ضوابط البحرين في الحد من الظاهرة ليست بالمطلوبة دوليًا

صلاح: أصابتني البكتيريا بالدماغ ودخلت غرفة الإنعاش

ناهد لم يفتك بها السرطان وتوفيت بسبب إصابتها بـ3 من “البكتيريا معندة”

 

على غير العادة، لوحظ أن السيدة ناهد، حرم النائب السابق عدنان المالكي كانت تتداعى نفسيًا وجسديًا بصورة أثارت قلق العائلة؛ نتيجة لما أصابها وبصورة سريعة من ضعف وهزال وارتفاع شديد في درجات الحرارة دون ظهور علامات فارقة على أنها مصابة بأي مرض من الأمراض السارية وغيرها.

ناهد التي وضعت العائلة في موضع لا يحسد عليه نقلتها عائلتها على الفور إلى السعودية؛ لطلب كشف غموض هذا التحول الذي أصابها على المستوى الجسدي والمعنوي والمرضي، وتقديم ما يلزم من علاجات لها بعد أن حار أطباء البحرين في وضعها الصحي.

وعلى إثر نقلها كما يوضح زوجها المالكي أن الفحوصات الإشعاعية والإكلينية أجريت لها هناك، وبعد ظهور النتائج لكل هذا الجهد الطبي أعلنت الحقيقة الطبية التي زلزلت كيان الأسرة بأن المريضة ناهد مصابة بمرض سرطان الدم (اللوكيميا).

وعلى وقع هذه الحقيقة، نقلت المصابة إلى البحرين وتحديدًا إلى مجمع السلمانية الطبي؛ ولأن للمجمع عرفه الخاص اشترط إدخالها كما تدخل أي مريضة أخرى عبر قسم الطوارئ، دون الالتفات إلى حالتها رغم جلبها تقارير طبية موصوفة من السعودية.

أدخلت السلمانية بأحد أجنحة؛ لتلقي العلاج بالجرعة الكيماوية الأولى، وكانت لديها القدرة على الحركة والسير بشكل طبيعي جدا وتزاول مهماتها بشكل طبيعي.

وبعد تلقيها الجرعة الأولى تحسنت الحالة الصحية أكثر، ومع الملاحظة الطبية لوحظ انخفاض مناعتها الجسمية، فإذا بالأطباء المعالجين يكتشفون عقب التمحيص الطبي إصابتها بثلاثة أنواع من “بكتيريا المستشفى”.

وفي ملابسات غير معروفة – والحديث للمالكي - قرر الأطباء المعالجون إعطاءها الجرعة الثانية من الكيماوي وليلتها أدخلت للعناية القصوى، لقد فارقت الحياة بعد 3 أيام؛ بسبب إصابتها بعدوى ما يتعارف عليه الجرثومة التي هي بيت القصيد في هذا التحقيق الاستقصائي.

تلك كانت ظروف وملابسات وفاة السيدة ناهد التي ذهبت ضحية “بكتيريا المستشفيات المعندة”، فهل هناك حالات مماثلة؟

الطفلة نور

نعم هناك حالات مماثلة مختلف الفئات العمرية التي سجلت تطورات أمراضها بسبب “البكتيريا المعندة” المنتشرة في مجمع السلمانية الطبي، ومنها الطفلة نور الجمري.

لم تبلغ العام الثاني من العمر حينما عرضت على أطباء الطوارئ نتيجة إصابتها بارتفاع بدرجة الحرارة، وكالعادة عولجت بصفة طارئة علاجا موضعيا؛ لتخفيف الآلام وصرفت العقارات المناسبة كما يعتقد أطباء المهنة، ولم تحتوِ  مضادات حيوية، بحسب حديث والدها محمد جعفر للصحيفة.

ولكن – ولكن هي الفيصل كما يقول والدها- بعد يومين من تقديم العلاج لها ساءت حالتها الصحية، وظهرت عليها مظاهر مرضية جلدية على شكل بقع سوداء طافحة على الجلد، وارتفعت حرارتها من جديد، الأمر الذي دفع عائلتها إلى نقلها ثانية لطوارئ مجمع السلمانية الطبي؛ لمعرفة أسباب ما ظهر على الطفلة من مظاهر مرضية جديدة.

وقال: وبعد الفحص الإكلينيكي والفحوصات المختبرية اتخذ قرار طبي عاجل بإدخالها في أحد الأجنحة الخاصة بالأطفال ومعالجتها، إلا أن ما يثير الريبة أنه وبمجرد إدخالها الجناح تم عزلها عن بقية المرضى، وبعد ظهور النتائج أعلن الأطباء المعالجون للعائلة المفاجئة الصادمة أن الطفلة مصابة ببكتيريا من المستشفى وهو ما يطلق عليه العامة “جرثومة السلمانية”، أدت إلى تدهور حالته الصحية بسرعة مثيرة للاهتمام، وحدث لها بعد الإصابة البكتيرية انخفاض شديد بمنسوب الدم في الجسم، وتأثر في الأوعية الدموية والأوردة، مما جعلها تخضع لعلاج مكثف امتد إلى سنة، وأعلن الأطباء المعالجون لها شفاءها التام مما أصيبت به من بكتيريا قبل أيام من كتابة التحقيق.

لكن السؤال الأبرز هل الطفلة نور هي فقط الوحيدة التي سقطت ضحية البكتيريا المتكاثرة في المستشفى أم أن هناك شهادات أخرى.

الشابة حوراء

ذهبت حوراء فيصل برفقة زوجها باقر صادق ذات يوم متجهة إلى قسم الحوامل بمجمع السلمانية الطبي؛ لشعورها بمضاعفات الحمل وهي الشهر السادس، وبعد ملاحظتها طبيًا قرر الأطباء وضعها تحت العناية الطبية عبر إدخالها أحد أجنحة العناية بالنساء الحوامل، لتقديم الرعاية الصحية والطبية لها حسبما روى لنا زوجها باقر.

وبعد أيام من وضعها – والمتحدث الزوج- تحت العناية الطبية المكثفة قرر الأطباء بصورة عاجلة إجراء عملية ولادة قيصرية للإنقاذ الأم والطفل، وهذا ما جرى فعلًا، إنما وبعد ما تم على مستوى الولادة وقع الفأس في الرأس، وتم إعلان الحقيقة الطبية بعزلها عن مولودها بغرفة خاصة، بعد أن اكتشف أنها مصابة ببكتيريا المستشفيات المعندة أو ما هو متعارف عليه اصطلاحًا عند العامة “بالجرثومة”.

استمرت حوراء تحت مظلة العلاج الطبي عن هذه البكتيريا 50 يومًا، بعد أن صرف لها الأطباء مختلف المضادات الحيوية وأجروا لها عملية جراحية، وهي عبارة عن إعادة فتح جرح الولادة ومن ثم إعادة تطهيره طبيًا.

الأهل في تعليقهم قالوا إن عناية الله هي من أنقذت حوراء، وذلك تعليقا على ما قاله الأطباء قبل أن تتماثل للشفاء بأنهم استخدموا كل مضادات مجمع السلمانية الطبي ولم يحققوا النتيجة المطلوبة من العلاج!

الشاب صلاح

الشاب صلاح ابن الخامسة والعشرين ربيعا، كان يرقد ويرافق والده إلى مدخل أحد أجنحة علاج مرضى السرطان؛ لتقديم المساعدة والرعاية الشخصية لوالده، وبعد فترة علاج مبرمجة لمكافحة تمدد المرض، تم السماح لوالده المريض بمغادرة المستشفى.صلاح في رواياته عن البدايات الأولى لمرضه أفصح بأنه بعد ترخيص والده من مستشفى السلمانية بعدة أيام، أصيب بنوبة تعب وصداع وارتفاع قليل بدرجة الحرارة اعتقده في بادئ الأمر أنه نتيجة إجهاده في ساعات العمل الطويلة.

وفي ظهر اليوم التالي قرر مراجعة الأطباء في مركز البيان بقرية سترة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية أظهرت النتائج على أنه متعرض لإجهاد وصداع، ولكن هل انتهت الحالة المرضية التي يعانيها؟!

هو يقول: بناء على ما رواه أهله له بعد أن أصيب بغيبوبة نقل على إثرها إلى مركز البيان الصحي في قرية سترة لعلاجه من حالة الغيبوبة، وبعد إجراء الفحوصات الأولية عليه تم اتخاذ قرار طبي بصفة استثنائية بنقله إلى السلمانية عن طريق سيارة الإسعاف.

وعلى  الفور قرر 7 من الأطباء في مجمع السلمانية الطبي الذين اشتركوا كفريق لعلاجه بضرورة إدخاله إلى وحدة العناية المركزة (القصوى)، وهناك تلقى العلاج والمضادات الحيوية لمدة 3 أيام، ومن ثم تحسنت حالته وتم نقله إلى أحد الأجنحة وهناك أعلنوا له الحقيقة الطبية وهي إصابته ببكتيريا، وأنه أُدخل الجناح من أجل توفير العلاج له.

وبعد مدة من العلاج توصل الأطباء إلى قرار طبي يقضي بإخراجه من المستشفى ووضعه تحت المتابعة الطبية عن بُعد من خلال الزيارات المقررة له لتلقي العلاج من مضاعفات البكتيريا.

البكتيريا التي قد اكتسبها وابتلي بها كانت بسبب فترة مرافقته لوالده (المرحوم) حينما كان يرقد بمستشفى السلمانية، وفقًا لما أدلى به إليه الأطباء.

الطب

في استقصاء عن حقيقة هذه “البكتيريا المعندة في السلمانية” طرقت “البلاد” بابا من أبواب الخبرة الطبية؛ لكي تقف على رأيه عما استنتج من حقائق عن البكتيريا المنتشرة في المستشفيات، فكان له هذا الرأي.

في تعليقه على ما نستقصيه وضع استشاري أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية وأمراض الكبد جهاد القميش ما نريده من نقاط على حروف استقصائنا على بكتيريا المستشفيات، وفي تعريفه التوصيفي، قال: هي جراثيم/‏ بكتيريا معدية عادية، ولكن تكتسب مناعة جينية بالتدريج يجعلها مقاومة للمضادات الحيوية العادية وتكتسب قوتها من عدم التأثر بهذه المضادات بالتدريج إلى أن تصل لدرجة مقاومة كليَّة، وبالتالي تكون أكثر المضادات الموجودة غير فعالة في القضاء عليها.

وفي تعريفه للفئات الأكثر عرضه لهذه البكتيريا والجراثيم، بين أن “الفئات الأكثر عرضه لهذه البكتيريا هم كبار السن ومرضى المستشفيات ووحدات الإنعاش والمرضى ذوو المناعة المنخفضة خصوصا المرضى الذين يحتاجون مضادات لفترات طويله”.

وعن رده عن سؤال للصحيفة جزمَ بأن هذه البكتيريا قد تكون قاتلة للأسباب المذكورة أعلاه، حيث إنها لا تستجيب للمضادات الحيوية وتصيب أضعف فئات المرضى، ومجابهتها ليس بالسهلة، الوقاية منها مهمة، وذلك باتباع أسلوب النظافة ومنع العدوى بالمستشفيات وتقنين استخدام المضادات الحيوية عمومًا واستخدام المناسب حسب الحاجة، أما إذا أصيب المريض فعادة يتم عزله مؤقتا واستخدام مضادات قوية بإشراف مختص لمحاولة القضاء عليها.

وفي موقف لافت، أوضح القميش أن هناك ضوابط في البحرين، لكنها ليست بالمطلوبة دوليًا، وتحتاج البحرين لتفعيلها بشكل أفضل، وتثقيف المجتمع عمومًا والأطباء خصوصًا عن هذا الموضوع وعن خطورة كثرة استخدام المضادات خصوصًا لأسباب بسيطة.

 

وثائق ”البلاد"

“البلاد” وهي تسعى لإثبات فرضيتها التي وضعتها كعماد للتقصي في هذه الجنبة، حصلت على وثائق إحصائية طبية موصوفة تؤكد الفرضية التي تقول “بكتيريا وجراثيم مجمع السلمانية الطبي تتكاثر وتلوث الأجهزة والأقسام والأماكن وتؤدي إلى وفاة المصابين بها”، حيث أثبتت الوثائق حقيقة مؤكدة وغير مفترضة ينوء بها الواقع في المجمع، وهي ازدياد حالات الوفاة بصورة حادة في الأشهر الثلاثة من العام 2019 (سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر) عن العام 2018؛ بسبب إصابات المرضى بجرثومة وبكتيريا المستشفى.

وتظهر الإحصاءات الكشافة وجود 39 جرثومة وبكتيريا مختلفة ومتنوعة منتشرة بمجمع السلمانية الطبي بمختلف الأقسام، وتم استخدام 18 مضادا حيويا لمواجهة هذه الجراثيم: AMIKACIN,MEROPENUM,FLUCONAZOLE,GENTAMYCIN,CEPHAZOLIN,VANCOMYCIN,AMPICILIN,SEPTRIN,FUSITHALMIC OINTMEMT,CLAFARON, GENTAMYCIN OINTMENT, ZANACIF, FORTUM, BACTROBAN, GANCYCLOVIC, FLAGYL, BENCILIN, BENZYL).

وبينت الوثاق إصابة 336 طفلا خديجا بالفايروسات منذ بداية العام حتى مطلع ديسمبر 2019، تم كشف الحالات عبر الدم واللعاب، والبول، والعين، والحبل السري، الأنف، والجروح.

 

تقرير “الرقابة”

وعلى الناصية الثانية أنحى تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية للعام 2018- 2019 باللائمة على قسم منع العدوى في مجمع السلمانية الطبي، كاشفًا في الوقت نفسه عن أن هذا القسم لم يضع حلولا مناسبة لمعالجة أسباب ارتفاع معدلات بعض أنواع العدوى المصاحبة للمستشفيات في بعض أقسام ووحدات المجمع الطبي.

وأماط التقرير اللثام عما هو مسكوت عنه حينما ذكر أن قسم العناية القصوى للأطفال لم يشمله برنامج مكافحة العدوى خصوصًا عدوى الجهاز التنفسي والجهاز البولي.

 

التواصل مع “الصحة”

“البلاد” وهي تمارس مهنيتها وضعت ما أثبتته من فرضية على أرض الواقع على بساط البحث والمناقشة مع المعنيين بوزارة الصحة.

ووزارة الصحة وهي تمارس مسؤولياتها زمانا ومكانا تحفظت على المناقشة مع ما تم طرحه عليها من نتائج وحقائق حول ظروف وملابسات هذه الظاهرة المرضية في مستشفى السلمانية الطبي، حينما أبلغت وزير الصحة فائقة الصالح “البلاد” بأنها تعتذر عن إبداء أي رأي أو مشاركة في الموضوع المطروق؛ احترامًا لخصوصية اللجنة العليا التي أمر بتشكيلها ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مبينة في الوقت نفسه أن الوزارة سترفع مرئياتها عن الموضوع إلى اللجنة التي يشرف عليها ديوان الرقابة المالية.

 

كشف بأسماء الجراثيم التي اكتُشفت في “السلمانية” بحسب وثائق “الصحة”

KLEBSILLA, SERRATIA, ENTOBACTOR, ENTOCOCESU, CITOBACTER, KLEBSILLA PNEMONIA, STAPHYLOCOCC US EPIDERMIS, KLEBSILLA ESBL, ECOLI ESBL, KLEBSILLA PNEMONIA ESBL, MALTOPHELIA, PSEDOMONAS, CANDIDA, ACINOBACTER, E COLI, STREPTOCOCCU, ENTROBACTOR ESBL, MRSA, LISTERIA MONOCYTOGE NS, PSEDOMON AS, STAPHY AUREUS, RSV, CMV, STAPHYLO COCUS MRCONS. MEROPENU, AMIKACIN, FLUCONAZOLA, GENTAMYCIN, CEPHAZOLIN VANCOMYCIN, AMPICILLIN, CLAFRON, GENTAMYCIN OINTMENT, ZANACIF, FORTUM, GANCYCLOVIC, FLAGYL