+A
A-

مدى تطبيق المجتمع لمقولة “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير”

في ظل تطور مواقع التواصل الاجتماعي وبروز الكثير من المشاهير سواءَ كانت الشهرة لتحقيق أهداف معينة ذات محتوى، أو الشهرة من أجل الشهرة فقط حتى لو كانت عن طريق السذاجة او السطحية. اليوم وبعد انتشار عَدوى الشهرة أصبح العديد من أفراد المجتمع يسعون الى تحقيقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر المحتوى المتنوع والمتخصص في العديد من المجالات.

بينما في اليد الأخرى ننظر إلى الشهرة السلبية التي جاءت للبعض كضربة حظ عن طريق الصدفة لدرجة اكتساحهم للرأي العام بشكل ملفت وكثيف من أجل كسب المال وحصد أعلى نسب متابعين.

أجرينا استطلاع رأي حول هذه الظاهرة التي باتت تشغل الجميع من مختلف الأعمار وكيفية تقبل المجتمع للمشاهير بمختلف أنواعهم.

السبب في تدمير اللغة العربية الصحيحة

سكينة الطواش:

صحفية بحرينية تتابع الحسابات الفنية والإخبارية والأدبية المتنوعة وعن رأيها قالت: “ على المتابع ألا يكون أحمقًا لكي لا يجعل من الحمقى مشاهير ولكن معنى الحماقة فضفاض بمعنى انه يمكن للبعض ان يرى أمرًا ما أحمقًا في حين البعض الآخر يراه أمرًا مهمًا ومضحكًا أو غريب، وبعد مرور الوقت يستطيع المرء التمييز مابين المفيد والتافه والقرار يعود له في حال استمر بالمتابعة أم لا”.

وعن اتجاه الناس لمتابعة المحتوى السطحي ذكرت:”يهرب الناس أحيانًا من واقعهم الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث الضحك والكوميديا، فهي تفترض الفرح والسرور وكل المعاني الجميلة التي يراها هؤلاء الأشخاص جزء مهم في هذا العالم، وفي المقابل لا نستطيع الجزم بعزوف الجمهور عن متابعة المحتوى القيّم فهناك العديد من الحسابات المفيدة التي يتابعها الملايين ولكن مصادر العلم والمعرفة والثقافة متعددة الناس تريد شيئا يطرح بشكل جديد ومختلف ويبقى اختيار المحتوى بيدهم ولهم اسبابهم.

قلة الموعظة والثقافة الاستهلاكية

خالد الرويعي:

عضو في مسرح الصواري تصب اهتماماته في التاريخ والأدب قال: “أغلب من وضع شعارات الحمقى هم أساسًا متابعين لهم، فالحمق له أشكال مختلفة لا تقتصر على من يأتي بحركات غير اعتيادية أو مخلة مثل آخر الصيحات فالسوشال ميديا هي فرجة لا أكثر”.

ويتابع: “ يتجه الناس لمتابعة هؤلاء الحمقى لأننا لسنا في زمن الموعظة والكلام المفيد، فالسوشال ميديا مضيعة، لأنها لا تنتج ثقافة معينة بل تنتج ثقافة استهلاكية الغرض منها التسلية، فمن يريد الثقافة والمادة العلمية فعليه بالكتب والأفلام ومختلف القنوات الرئيسية التي تنتج ثقافة فعلية.

المثالية المزيفة والتعطش للشهرة

دلال عبدالله:

صحفية وكاتبة متابعة للحسابات الموسيقية، التاريخية، الثقافية، الأدبية والإخبارية، ذكرت: “أتفق جدا مع المقولة ولكن ما يثير استغرابي ان البعض من الناس يتناقلونها وهم بطريقة غير مباشرة لا يطبقونها، الحمقى هم الاشخاص المثاليين المزيفين والمتعطشين للشهرة والمال وفارغين من المحتوى والهدف، شوهوا الكثير من جماليات التواصل الاجتماعي خاصة عندما تكون رسالتهم عقيمة لا تنجب أي فائدة لنفسهم والمجتمع “.

مسلسل ممل يفتقد المحتوى الثقافي

كما أضافت: “اعتقد اصبحنا في زمن لا نحتاج أن نشاهد المسلسلات على الشاشات التلفزيونية لأن البعض منهم يستعرض تفاصيل حياته اليومية بشكل مبالغ فيه جداً لدرجة بت اشعر بأنني اشاهد مسلسلا مُمل لا نهاية له”.

وأضافت: “ رغم أن مجتمعنا يتسّم بالثقافة العالية ويقرأ ويهتم بالعلم إلا أن الاكتساح الأقوى أصبح لهؤلاء الذين أصبحوا مشاهير وكذلك لأن المحتويات الثقافية والعلمية والمعرفية لها زخم كبير لكنها لا تتلقى الدعم الكافي من الناس او حتى الجهات المختصة، عندما يكون التركيز على الهدف “الشهرة” فقط يصبح هذا هو الحال ولن ترى سوى إطار بلا صورة، أو جسد بلا روح”.

التأثير الإيجابي والأفكار الهادفة

وعن رأيها في كيف يصبح الانسان مشهورًا أجابت: “ان لا ينافس سوى شخصه ويحرص بأن يكون متميز وجاذب في طرحه ويتمسك بهدفه السامي ويبتعد عن افتعال المشاكل ليكسب حب الناس بطريقة تلقائيه واحترامهم له لذلك يجب أن يعمل بحُب ولا يتعالى على الآخرين مهما بلغ من علم أو ثقافة، وينصح بواقعيه بعيد عن شر المثالية، والنقطة الأهم هي أن يجعل اهدافه نصب عينيه وهوس الشهرة خلف ظهره”.

المتابعة الشرسة إلى كل شيء

محمد العرادي:

دكتور طب وتجميل الاسنان يهتم بمتابعة الحسابات التعليمية والكوميدية والاشخاص ذوي المحتوى العلمي والطبي البحت، والايجابي بتطوير الذات التي تهدف لجعل المتابعين في حياة أفضل، ذكر:”مقولة المشاهير الحمقى صحيحة ولكن لا نستطيع ان نشمل المصطلح على جميع المشاهير إذ أصبحنا لا نميز بين الشخص الأحمق والشخص الذي يقدم مادة قيمه ويعود ذلك الى متابعة الناس لكل شيء، بحثًا عن كسر الروتين بهذه الطريقة الشرسة على السوشال ميديا، فبطبيعة البشر الفضول وهناك بعض المشاهير من يعرضون خصوصياتهم ويومياتهم بشكل فعّال ومكثف فنجد لهم جمهور واسع ومؤثر بشكل أو بآخر على المجتمع”.

الصدق والشفافية في المحتوى

وأضاف: “ لو قدم بعض المشاهير المحتوى الايجابي دون الدعايات المبطنة سواء كان بطريقة كوميدية او درامية لكان هناك غرسًا ثقافيًا راقِ ومهذب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فاليوم لو أراد شخصًا ان يصبح مشهورًا عليه الاتسام يتسم بالصدق والشفافية لتصل رسالته للناس بشكل جميل”.

 

تحقيق الطالبة نور حميد

كلية الإعلام الجامعة الأهلية