+A
A-

كتاب غذاؤنا والإشعاع لزكريا خنجي

صدر عن المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية التابع لجامعة الدول العربية كتاب (غذاؤنا والإشعاع) لزكريا خنجي

يقول خنجي في مقدمة الكتاب:

إن هذا الكتاب يجيب على السؤال الأكثر طرحًا في عالم الأغذية وهو: ماذا يحدث إذا تناول إنسان ما غذاء ملوث بالإشعاع؟ هل سيصاب بالسرطان؟ أم هل سيصاب بأمراض أقل حدة من ذلك؟ فإن كان فما هذه الأمراض؟

أسئلة مثل هذه وربما غيرها كثيرًا ما ترد على الأذهان وتبحث عن الإجابة الشافية، ولكن الإجابة دائمًا ما تكون مبهمة وغير واضحة المعالم، فتبقى التساؤلات تبحث عن حل وخاصة بتزايد حوادث الانفجارات النووية كحادثة انفجار المفاعل الروسي (تشرنوبل) في عام 1986، الذي ارتبط بصورة أو بأخرى بالأغذية الملوثة القادمة من تلك الأصقاع كالحليب المجفف والأعلاف، وحادثة (فوكوشيما) باليابان مارس 2011 وما شابه ذلك من حوادث، أصبحت مثل هذه الأغذية الملوثة بالإشعاع من القضايا المهمة في حياة المستهلك في شتى بقاع الكرة الأرضية، وذلك لكون ترسيب الأشعة في الجسم يتميز بأنه ذو صفة تراكمية، بمعنى آخر فان الإشعاع ذو قدرة على الانتقال عبر السلسلة الغذائية مع ازدياد تركيزها في كل مرحلة من مراحل الانتقال حتى تصل الإنسان فتكون في أعلى قيمة؛ لذلك فإنها يمكن أن تترسب في عظامه وفي أنسجته وخلاياه، فتسبب له في الكثير من الأحيان الأورام الخبيثة (السرطان) في أماكن مختلفة من جسمه. ومن جانب آخر وعلى الرغم من فإن دولاً كثيرة أقرت استخدام جرعات من الإشعاع في تعقيم الكثير من الأغذية ولإطالة صلاحيتها. ليس ذلك فحسب، وإنما أصبحت أفران الميكرو ويف التي غزت منازلنا من غير أن نتعرف على تكنولوجيتها وكيفية التعامل معها بطريقة صحيحة حتى نأمن شرها قضية في غاية الخطورة.

وبين هذه وتلك تتشتت الحقائق وتكمن بؤر الرعب الناتجة من عدم إدراك ماهية هذه النوعيات من الأشعة التي تطرقنا لها في الكتاب من حيث تأثيراتها المختلفة على الأطعمة التي نتناول نحن وأولادنا، ومن خلال كشف بعض الحقائق العلمية فإننا ألقينا بعض الضوء على تأثير هذه الأشعة على الكائنات الدقيقة التي تشاركنا عادة غذاءنا، فتحدث فيه بعض التغييرات غير المرغوبة فتكون سببًا في فساده، وإن لم تكن هذه البكتيريا من تلك الفئة التي تسبب فسادًا للأغذية فإنها حتما ستكون من الفئة الأخرى التي عادة ما تكون سببًا في إصابة بعض الأشخاص بالتسممات الغذائية

تناول هذا الكتاب أربعة محاور رئيسية، وهي:

المحور الأول:

المواد المشعة والإشعاع، نتناول فيه أنواع الأشعة ومصادرها المختلفة، وتأثيرات الإشعاع على جسم الإنسان وبقية الكائنات الحية، وذلك من خلال السرد التاريخي لاكتشاف المواد المشعة والنظائر المشعة، ومصادر الإشعاع الطبيعية والصناعية، وتأثيرات التفجيرات النووية واليورانيوم النضب وكذلك الأسلحة النووية وما إلى ذلك

المحور الثاني:

تلوث الغذاء بالإشعاع، نتناول فيه طرق تعرض الغذاء للمواد المشعة، والكيفية التي ينتقل من خلالها الإشعاع عبر السلسلة الغذائية، وكذلك يتطرق المحور الثاني إلى السؤال: ماذا يفعل الإنسان إن تعرض غذاءه للإشعاع؟

المحور الثالث:

حفظ الأغذية التشعيع، نتناول فيه الطرق التكنولوجية الحديثة التي يستخدمها صناع الأغذية في تعقيم وإطالة عمر الغذاء باستخدام تعريض الغذاء عن قصد وعمد لجرعات محددة من الإشعاع، وتأثير هذه الجرعات المحددة من الإشعاع على الكائنات الدقيقة التي تعيش على الأغذية، وكذلك تأثيرات هذه الجرعات على القيمة الغذائية للغذاء، وكذلك يجيب على السؤال: هل يمكن أن تتسبب هذه الجرعات من الأغذية في تكوين المواد السرطانية في الغذاء بحيث تأثر في الإنسان حتى على المدى البعيد ؟

المحور الرابع:

أفران الميكروويف والغذاء، ويتناول هذا المحور السؤال الأكثر انتشارًا في العالم، هل استخدام أفران الميكروويف آمن ؟ وكذلك نتناول من خلال هذا المحور الفرق بين استخدام الأفران العادية وأفرن الميكروويف من حيث تأثيراتها على الغذاء وتأثيراتها على ميكروبات الغذاء، وأخيرًا على صحة الإنسان

ويختم الدكتور زكريا خنجي حديثه بتقديم الشكر الجزيل للمركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية التابع لجامعة الدول العربية بدولة الكويت الشقيقة، ويأمل أن يجيب هذا الكتاب على العديد من الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع.