+A
A-

“الخيام”... محرك للفنادق والمقاهي بالشهر الفضيل

ينشغل محمد ورفاقه أين سيقضون سهرتهم اليوم، بعد نهار صيام وفطور دسم، فالخيمة الرمضانية تلك تقدم برامج مسلية لكن “الشيشة” فيها “مش ولا بد”، في حين تقدم الأخرى مشروبات رمضانية لذيذة الطعم لكنها مزدحمة وتعم بالفوضى.. فيتدخل احد الرفاق ليشير الى خيمة تابعة لأحد الفنادق ذات النجوم الأربع قد تؤدي بالغرض وترضي الأذواق.
وكانت الفنادق والمقاهي والمطاعم على مختلف أنواعها وتصنيفاتها قد بدأت سباقا لاستقطاب الزبائن منذ مطلع الشهر الكريم، حيث تزدهر ظاهرة “الخيام الرمضانية” بشكل لافت مع حلول شهر رمضان، بحيث تصبح محركا للقطاع الفندقي وللمقاهي وموسما للسهر والاستمتاع.
وللخيام على مختلف أنواعها أساليب للترويج والتسويق تختلف عن مثيلاتها هدفها الأول والأخير جذب الزبائن وتقديم كل ما يرضي أذواقهم.
وتستقبل الخيام العائلات والأفراد من مختلف الطبقات والقطاعات على حد سواء، كما تقوم بتنظيم الإفطار الجماعي للشركات والمجموعات الكبيرة، فيما تتزين بديكورات تراثية لتأخذ طابعا رمضانيا وأجواء متناسبة مع فعالياته على طراز الأحياء والأسواق القديمة.
ويعتبر الدافع الرئيسي وراء نصب هذه الخيام هو تحقيق الأرباح وتعميق العلاقات مع الزبائن حيث ترتفع مداخيل هذه الفنادق والمطاعم بحسب عاملين فيها بنسبة لا تقل عن 30%.
ويقول عبد الله عيسى الذي وجدناه جالسا على إحدى الطاولات مع أصدقائه في حين يلعبون الورق “البته” إنه يذهب إلى الخيم الرمضانية يوميا.. ويتابع بعد استنشاق نفس للشيشة.. أنها أجواء جميلة ومسلية، تخرجنا من ضغوط العمل وهموم المجتمع.
ويؤيده أبو حمد الذي حضر إلى الخيمة بصحبة عائلته بأهمية هذه السهرات لتغيير الأجواء وإخراج العائلة للترفيه عن نفسها، مؤكدا انه لا يأتي يوميا في حين يحاول الذهاب أحيانا مع أصدقائه واحيانا أخرى مع العائلة، بحسب الأوضاع.
وتقدم معظم هذه الخيام الشيشة بمختلف أنواعها مع التركيز على المعسل البحريني الشهير ذا النكهات المختلفة التي يقبل عليها الرواد بنهم رغم تحذيرات الأطباء عن خطورتها، كما يكثر الطلب على العصائر الرمضانية إذا حق لنا تسميتها بذلك مثل، السوبيا (شبيه بالسحلب)، قمر الدين، وعرق السوس، والتمر الهندي وغيرها.
من جهته يقول مسؤول علاقات عامة في أحد الفنادق الواقعة بمنطقة السيف والذي فضل عدم ذكر اسمه إن “شهر رمضان يرفع نسبة المبيعات في الفندق بفضل الخيم الرمضانية التي يتم نصبها لهذه الغاية، فهي وسيلة جيدة لجذب الزبائن من مختلف الأعمار”.
وأوضح أن “هناك تنافس شديد بين الفنادق والمقاهي على هذه التجارة حيث تنظم الخيام فعاليات مختلفة مصاحبة، إضافة إلى الطعام والشراب”.
وبين أن “الخيم الرمضانية ترفع حجم مبيعات الفندق بما لا يقل عن 35%”، مشيرا إلى أن “المواطنين البحرينيين وعائلاتهم يشكلون النسبة الأكبر من مرتادي الخيمة”.
ويؤكد عدي حبانية وهو يدير خيمة رمضانية تتبع لأحد المطاعم أن “الإقبال جيد مع أول أسبوع من رمضان لاسيما بالنسبة للعائلات”، مشيرا إلى أن “البرامج المقدمة وشكل الخيمة وطبيعة الجلسة فضلا عن الخدمات المميزة هي ما يجذب الزبائن”. وتابع “بالفعل ترتفع مبيعاتنا خلال الشهر الفضيل بنسبة تتراوح بين 30% و35% على أقل تقدير”.
وللوافدين العرب والأجانب حصتهم ومكانهم في تلك المقاهي التي يكتسحونها خصوصا ليلة الخميس كون الجمعة عطلة أسبوعية، كما يلاحظ التفاوت العمري في رواد المقاهي.
ويضيف حبانية أن معظم رواد مقهاه من الشباب كون المحل يوفر شاشات تلفزيونية للقنوات الرياضية المشفرة التي تعرض مباريات الدوري الأوروبي.