+A
A-

إبراهيم رستم يناشد أهل الخير استكمال العلاج

قبل 5 أعوام كان الشاب إبراهيم رستم على موعد مع “الموت”، بحادث مروري مروع حصل في سلطنة عمان، انتزع خلاله حياة شقيقه وقريب آخر، في حين دخل هو بغيبوبة كبيرة، وبالشلل؛ بسبب التهتك البالغ الذي أصاب النخاع الشوكي.

التقيت رستم في ذلك المساء الهادئ، بمسكنه في المنطقة الغربية، بعد دعوه كريمة منه، بحضور والدته، وأطفاله الخمسة، وبمعية النائب محمود البحراني، والذي يولى ملف استكمال علاج رستم أولوية قصوى.

وأوضح إبراهيم في حديثه معي أن الحادثة كانت بوابة عبور لمستقبل جديد له، فكم من الابتلاءات التي تصيب الإنسان، تكون بمثابة الخير الوافر له، لأن يكون إنسانا أفضل، وأبا أفضل، وتكون أيضًا محطة لمراجعة الحسابات، ولإعادة ترتيب الأولويات، كل الأولويات.

وأضاف “لأن علاج النخاع الشوكي لا يزال من العلوم المتأخرة والصعبة؛ لحساسية هذا الجزء من الجسم البشري ولصعوبته البالغة، لم أحصل من الدولة حينها على منحة العلاج الخارجي؛ لأنهم وكما قالوا لي إن النتائج غير مضمونة، وغير أكيدة، وتدخل في خانة التخمينات، ناهيك عن الكلفة الباهظة للعلاج”.

ومضى قائلا “على إثر ذلك، دخلت مع أفراد عائلتي البسيطة برحلة طويلة من المعاناة على مستويين، الأول في توفير كلفة العلاج، والثاني في المتابعة العلاجية بالخارج، وفي السفر، وفي تفريغ الوقت، وبأهمية أن يكون هنالك معي مرافق، يتابع شؤوني واحتياجاتي، وتغيراتي المرضية”.

ويكمل رستم “أراد الله عز وجل أن يسهل الأمور حينها، وبفضل المتابعة العلاجية المستمرة بأحد المستشفيات بتايلند، تحسنت حالتي الصحية تدريجيًا، حتى وصلت لمرحلة بأنني أستطيع أن ألوِّح بيدي، وأحرك عنقي يمينًا وشمالًا، وأحضن أبنائي، وأتحرك بالكرسي المتحرك بشكل محدود، من هذا المكان إلى ذلك، بتطورات كانت بحكم الاستحالة قبل أن أبدأ العلاج بتايلند”.

وأردف “استمددت القوة من الله عز وجل، ثم من مقولة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله، حين قال ذات مره إن الإنسان قادر على كسر حاجز المستحيل، وفي التغلب على الصعاب أيا كانت، متى ما وجدت الإرادة والعزيمة والإيمان لذلك”.

وتابع رستم “اليوم، وبعد هذه الرحلة الطويلة والمنهكة لي، ولجميع أفراد عائلتي، أقف عاجزًا عن استكمال العلاج، إذ إن هنالك شريحة إلكترونية مزروعة بظهري، هي التي تنظم لي الحركة والتحسن الصحي، هذه الشريحة تحتاج لستة برمجات بالفترة القريبة القادمة، بكلفة تصل إلى 120 ألف دولار، وهو مبلغ لا أملكه”.

ويقول “أنا في أمس الحاجة لبرمجة الشريحة؛ لأن حرماني من ذلك بهذه المرحلة العلاجية الحرجة، سيؤدي لتدهور حالتي مجددًا، وهو أمر لا أتمناه، فأنا شاب مقبل على الحياة، ولدي 5 أطفال هم بحاجة ماسة لوجودي معهم، ولذا فأنا آمل من أهل الخير، وأصحاب اليد الطولى للمسارعة بمساعدتي، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا”.

في السياق، أكد النائب محمود البحراني وجود تحرك أهلي مع عدد من الصناديق والجمعيات الخيرية، لمساعدة الشاب إبراهيم رستم، وتوفير المبلغ اللازم لاستكمال علاجه بالسرعة الممكنة، مؤكدًا أن أهل البحرين هم أهل خير، وأنهم الشاب رستم وعائلته لوحدهم في هذه المحنة العصيبة.

وأبدى البحراني تأمله بأن يكون هنالك موقف إيجابي من قبل التجار ورجال الأعمال، والمستثمرين، بل والشركات الكبرى نفسها، قبالة هذا الحدث الإنساني المهم والنبيل.