+A
A-

رحلة صعود مؤسس “أمازون”.. من التبني إلى الثراء

جيف بيزوس خبير حاسوب ورجل أعمال، اشتهر كونه مؤسسا ورئيسا ومديرا تنفيذيا لشركة “أمازون. دوت كوم” التي أحدثت ثورة في عالم التسوق والمتاجر الإلكترونية، وتعد أكبر سوق إلكتروني في العالم تتجاوز قيمة سلعه 100 مليار دولار سنويا، ونال لقب أغنى رجل في العالم بثروة قيمتها 143.7 مليار دولار.

المولد والنشأة

هو مهندس كمبيوتر ورجل أعمال ولد في 12 يناير 1964 في مدينة ألباكيركي في ولاية نيو مكسيكو بالولايات المتحدة، وكانت والدته جاكلين غيس مراهقة عندما تزوجت من والده تيد يورغنسن، وبعد انفصالها عنه تزوجت ميغيل بيزوس وهو مهاجر كوبي، وقام ميغيل بتبني جيف ليحمل اسم عائلته.  ويقول براد ستون مؤلف كتاب عن حياة جيف بيزوس، إن طفولته ساهمت في هوسه بالنجاح، مشيرا إلى أن هناك اثنين آخرين من عمالقة التكنولوجيا مروا بتجربة التبني أيضا هما ستيف جوبز ولاري إليسون، وأنه من المعتقد أن تكون هذه التجارب أعطتهما دافعا قويا للنجاح.

دراسته حصل بيزوس على الشهادة الثانوية وساهم تفوقه في قبوله في سن مبكرة بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، وحصل على شهادة في علوم الحاسب والهندسة الكهربائية، ولكن بعد أعوام، وبينما هو يعمل محللا ماليا في إحدى الشركات في نيويورك، فكر في تأسيس شركة أمازون.

وكان يعمل خلال العطلات الصيفية، حيث عمل العام 1984 كمبرمج في النرويج وفي السنة التالية قام بتطوير برنامج لصالح شركة IBM، كما انتخب رئيسًا لطلاب جامعة برينستون لاكتشاف الفضاء، وتخرج من الجامعة في 1986 بمرتبة الشرف.

التجربة المهنية

بعد التخرج اشتغل جيف في مؤسسات عدة في وول ستريت مثل Fitel Bankers Trust، ثم انتقل للعمل في مؤسسة الاستثمار المالي D.E. Shaw، حيث أصبح أصغر نائب رئيس في تاريخ الشركة في 1990، وبدا أن مسيرة جيف الاقتصادية واعدة ومربحة بشكل مذهل، لكنه فجأة قرر التوقف عن العمل لمدة أربعة سنوات! وقال بيزوس في إحدى المرات، إن الفكرة جاءت عبر واقع بأن استخدام الإنترنت كان ينمو بنسبة 2300 % سنويا، وإنه لم يرَ أو يسمع أبدا عن أي شيء ينمو بهذه السرعة.

وفي هذا الوقت كان عمر بيزوس قد بلغ 30 عاما، وكان متزوجا منذ سنة واحدة فقط، وقال ”أخبرت زوجتي برغبتي في ترك وظيفتي، وأن أقوم بشيء مجنون، والذي من المحتمل ألا يعمل منذ بدايته، ولم أكن متأكدا بأن هذا قد يحدث بعد”.

وأسس بيزوس شركة أمازون العام 1994 بعد أن كان يواجه صعوبات في إقناع مستثمرين في استثمار مليون دولار في إطلاق شركة لم يكن لها مثيل من قبل، بينما لم يكن يملك في حوزته سوى 100 ألف دولار حصل عليها من والديه، وفقا لموقع ويكيبديا.

وبدأ مع عدد قليل من الموظفين في المكتب الذي أنشأه للشركة في تطوير البرمجيات، ووضع النظام تحت الاختبار بعد دعوة 300 صديق لاختبار الموقع، ليفتتح أمازون دوت كوم في 16 يوليو 1995، وفقا لموقع بيوجرافي.

وباعت الشركة الكتب عبر الولايات المتحدة و45 دولة أجنبية في غضون 30 يوما، وخلال شهرين وصلت المبيعات إلى 20 ألف دولار أسبوعيا، وتزايدت أسرع مما كان بيزوس وفريقه يتصور.

في سنة 2010 وقع موقع أمازون اتفاقية مع وكالة «Wylie» لإعطائه الحقوق الرقمية لأعمال الكثير من المؤلفين، وهو ما زاد بشكل كبير في أرباح الموقع والمبيعات، وبالتالي أرباح المؤلفين، رغم اعتراض بعض دور النشر الورقية.

في الخامس من أغسطس سنة 2013 اشترى جيف بيزوس صحيفة «Washington Post» العريقة وكل مؤسساتها لصالح موقع أمازون بمبلغ 250 مليون دولار منهيًا سيطرة عائلة غراهام على المؤسسة لأكثر من أربعة عقود. وتوسعت الشركة مع التطور التكنولوجي خلال العقدين الأخيرين لإدخال مجالات وأدوات تسويقية أخرى، حتى أصبحت إحدى الشركات الرائدة في عالم التجارة الإلكترونية.