+A
A-

أحمد جلال: أفكّر في الاحتراف خارج البحرين

الشاب أحمد جلال عبّاس ذو الواحد والعشرين ربيعا، لاعب منتخب البحرين ونادي الشباب لكرة اليد، اللاعب الّذي بالرغم من الصعوبات الّتي واجهها بإصراره وموهبته، دوّن المعادلة الصعبة في كأس العالم ليكون أصغر شابٍ فيها في المسابقة، والحاصل على 16 ميداليّة خلال مشواره الرياضيّ القصير.


كيف كانت بدايتك في كرة اليد؟
كنت ألعب في حيّنا في قرية النعيم مع مجموعة من العائلة والأصدقاء.
من اكتشف فيك هذه الموهبة؟
الأب الروحي لنادي الشباب عبّاس السلاطنة، وكان يقطن في الحي نفسه الذي نلعب فيه، فكان يرانا، واختارني من بين الكثير من الأشخاص.
ما الصعوبات الّتي واجهتك في بداياتك؟
كانت عائلتي الكبيرة تلعب في النادي، لكن عائلتي الصغيرة بعيدة قليلا عن الجانب الرياضي، خصوصا والدي لم يحب أن يكون لديه ابن يلعب في ناد، لكن والدتي كان تتواصل مع المدرّب عبّاس السلاطنة، وكان المدرّب يوصلني من البيت إلى النادي حتى لا يركب حافلة النادي.
كيف تستطيع الموازنة بين الدراسة الجامعية والتدرّب في النادي من جانب والمشاركة في المباريات من جانبٍ آخر؟
الموازنة صعبة خصوصًا الضغط الّذي يمرّ به طالب التربية الرياضيّة، وأغلب الأحيان أكون في الجامعة منذ الصباح إلى المغرب، ثمّ أذهب إلى التمرين في النادي مباشرة، وهذا يحدث في اليوم نفسه، فيكون الجهدان المبذولان غير قابلين للتحمّل، لكنّني كنت أحاول التنسيق بين الجامعة والنادي للتخفيف، وإذا ما كانت المباريات خارج أوقات التمرين أضطر أن أغادر الجامعة قبل ساعتين لألتحق بالمباراة.
هل هناك خطة أو تطلّع للذهاب إلى نادي آخر؟
الرغبة موجودة إن تواجدت الحوافز.
كيف تقيّم وجودك في نادي الشباب الّذي لعبت معه منذ أن كنت في التاسعة؟
النادي عائلتي الثانية، وأرى اللاعبين إخوة لي، حيث إننا معًا منذ الصغر.
صِفْ لنا مشوارك مع المنتخب الوطنيّ لكرة اليد والفرق بينه وبين فئة الناشئين.
المشوار في الفريق الأول مختلف بشكل كلّي عن الفئات السنيّة إن كانت في النادي أو في المنتخب، من ناحية المعاملة والمستوى الفنّي في المباريات، المستوى البدني، ففي الفريق الأول يجب أن يكون مجهودك أعلى، وتحاول أن تكون قوّتك البدنيّة عالية أكثر؛ لأن في الفئات السنيّة نلعب مع الفئة العمريّة نفسها، لكن في الفريق الأول يكون المستوى عالمي، فتحتاج أن تبذل أضعاف المجهود.
هل فكّرت بالتوجّه إلى عالم الاحتراف خارج البلد؟
الفكرة موجودة، وإذا كان هناك عرض من أندية خارجيّة بعد استكمالي الدراسة الجامعيّة.
من هو اللاعب “القدوة “ بالنسبة لك؟
في البحرين لاعب نادي باربار محمود عبدالقادر، وعلى المستوى العالمي هناك أكثر من لاعب اعتبرهم قدوة بعضهم دنماركيون وبعضهم ألمانيون.
هل ترى أن وسائل الإعلام تسلّط الضوء على كرة اليد بشكل عادل؟
أرى الجانب الإعلامي في كرة اليد ضعيف، مع أن كرة اليد في البحرين أكثر لعبة جماعيّة تحقق بطولات وإنجازات، وأتمنّى أن يكون هناك مصوّر خاص للفريق ينشر أخبار المنتخب الّتي تحدث في المونديال.
ما أبرز إنجازاتك الكرويّة؟
على صعيد النادي: على مستوى الفئات السنيّة هناك إنجازات عديدة، منها دوري الناشئين، دوري الشباب، كأس ودوري فئة الأشبال.
على مستوى المنتخب: المركز الأول في فئة الناشئين تحت سن 18 سنة، المركز الثاني على مستوى الفريق الأوّل، المركز الثالث في فئة الشباب تحت سن 20 سنة، وجميعهم كنّا نتأهل فيها إلى كأس العالم.
كيف تقيّم مشاركتك في بطولة كأس العالم؟
بالنسبة لي كانت جيّدة، وكنت أتمنّى أن أعطى فيها أكثر.
ما المعوقات الّتي حدثت لك في البطولة؟
أظن أن شعور الارتباك الّذي حدث لي، حيث كانت المرّة الأولى الّتي ألعب فيها في مونديال عالمي ومواجهة محترفين عالميين في كرة اليد.
ماذا بعد “كأس العالم والمركز العشرين“؟
وضع الاتحاد خطّة جيّدة، حيث إنهم يتطلّعون لانضمام لاعبين من الفئات السنيّة إلى المنتخب الأوّل، ويشاركون في مباريات عديدة وإعدادهم للسنوات المقبلة، وتوقعاتي مستقبلا ستكون كرة اليد البحرينية بارزة على المستوى العالمي.
كلّنا نعلم بأن الكرة بشكل عام هي ربح وخسارة، كيف تتعامل معهما؟
في الفوز أفرح مع الفريق، ومع الخسارة نحاول نحن اللاعبين مواساة بعضنا؛ لأن الرياضة بشكل عام فوز وخسارة ولا يوجد شيء مستحيل، فكلّ شيء نستطيع تعويضه، فإذا خسرت اليوم ستفوز غدًا.
اذكر لنا مباراة تركت أثرًا في نفسك ولن تنساها.
المباراة النهائيّة لفئة الناشئين مع المنتخب.
عبارة (من أين لك هذا يا أحمد جلال) الّتي قالها المعلّق في مباراة اليابان، حدّثنا عن شعورك وصدى الجملة.
كان الشعور لا يوصف، والآن عندما أكرر سماعها ينتابني شعور غريب، وكان صداها طيبًا، حيث كانت العائلة تتحدّث عن هذه العبارة، وأصبح أصدقائي دائمًا يرددونها.
هل تشعر بأن العبارة جرّت الأضواء إليك وتعرّف الناس أكثر على أحمد جلال؟
من المؤكد هذا، خصوصًا أن المباراة كانت نهائيّة وتحدد مصير “البحرين” حينذاك كنّا متأهلين فيها لكأس العالم، وكانت الجماهير غفيرة، وهذا الهدف سلّط الضوء عليَّ أكثر.
كم عدد الميداليّات الّتي حصلت عليها؟
على صعيدي النادي والمنتخب تقريبًا 16 ميداليّة بين ذهبيّة وفضيّة وبرونزيّة.
ماذا أضافت لك دراسة التربية الرياضية في كرة اليد؟
أضافت لي في الكثير من الجوانب، ففي الجانب النفسي أتاحت لي كيفيّة التعامل مع المباريات الّتي يكون فيها ضغط كبير وأحيانًا في التدريب الّتي تتيح لي كيفيّة تصوّر بعض المهارات الصعبة الّتي يمكنني إتقانها من خلال التصوّر الذهني. أما الجانب البدني: كيفيّة الارتقاء من خلال المهارات الّتي أتدرّب عليها في الجامعة، وكيف أستطيع تطويرها من خلال العلم الحديث. وبالنسبة للجانب المعرفي: كيفيّة التعامل مع الإصابات الموجودة في الملاعب سواء إذا حدثت لي أو للاعبين.
ما الفريق الّذي تحلم أن تلعب في صفوفه؟
نادي فلنسبورغ هاندفيت الألماني، فأنا أتلهّف لأن أكون في طليعة محترفيه في المستقبل.
لاعب تحب أن تلعب دائمًا إلى جانبه في البحرين.
في نادي الشباب اللاعب عبدالله ياسين، في المنتخب أحمد حسين وعبدالله ياسين.
• هل ترى الطريق مفتوحًا أمام كرة اليد في البحرين؟
الطريق مفتوح للاحتراف، لكن على مستوى الخليج بعض المراكز لا تكون لها أفضلية الاحتراف خصوصًا للاعبي الخط الأمامي، لكن للاعبي الخط الخلفي يكون الطريق مفتوحا أكثر.
هل لديك نظام غذائي خاص تتبعه؟
أجل، حيث على كل لاعب اتباع نظام غذائي خاص، وأنا أتبع نظام غذائي أثرت معرفتي به الجامعة.
برأيك، كيف أثرى اهتمام سمو الشيخ ناصر الرياضة على وجه الخصوص؟
أثمّن اهتمام سمو الشيخ بالرياضة واعتبرها خطوة كبيرة ومهمة للرياضيين والمحترفين الموجودين في المملكة، فمساهمة سمو الشيخ في الجانب الرياضيّ يعطي حافزًا إلى المدرّبين لاكتشاف المواهب وإنتاج لاعبين يسهمون في تحقيق مراكز متقدمة، وهو حافز لنا كرياضيين لتطوير إمكاناتنا والاهتمام أكثر بأنفسنا؛ للوصول إلى مستوى يرقى للمنافسة، وتحقيق تطلّعات سموّه. وأتمنّى أن يكون هناك تسليط ضوء واهتمام أكبر على كرة اليد، حيث إننا نمتلك طاقات ولاعبين يضاهون لاعبين عالميين، فالاهتمام بالألعاب الجماعيّة وحتّى الفرديّة سيرتفع اسم البحرين وتصل إلى مراتب عالية.