+A
A-

الطيران العارض.. سائح مستفيد ومكاتب متضررة

فتح تراجع أسعار الرحلات السياحية، جراء العروض والمنافسة القوية بين الشركات، واعتماد بعض رحلات الطيران العارض أو ما يعرف بـ “الشارتر” الباب واسعًا أمام محبي السفر من ذوي الدخول المتوسطة الذين كانوا في الماضي يعتبرون التنزه في أوروبا أو خارج المنطقة الخليجية حلمًا لا يمكن تحقيقه.

فمع انخفاض الأسعار باتت الفرص مواتية لهؤلاء إمكانية الذهاب لدول مثل تركيا وبعض بلدان أوروبا بكلفة زهيدة وبمتناول اليد، إلا أن ذلك كان وقعه غير مرض لبعض شركات السفر والسياحة حيث اعتبر أن هناك “حرق أسعار” أدى إلى وقوعها بالخسائر.

وعن ذلك يقول الرئيس التنفيذي لمكتب وارث للسفر والسياحة، حسين مطر، إن مكاتب السفر والسياحة بدأت بتكبد خسائر مالية بسبب انخفاض أسعار الرحلات، (...) طالما رحلات “الشارتر” موجودة في بعض المكاتب بالبحرين فإن الأسعار ستبقى بهذا المستوى.

وأضاف “رغم أن عدد المسافرين زاد إلا أن أرباح المكاتب انخفضت حتى أن بعضها بدأ يتكبد الخسائر وبذلك فإن الوجهات تتأثر كون بعض الشركات تنظم رحلات بأسعار أقل من التكلفة لا سيما تلك الموجهة إلى تركيا وباكو في أذربيجان.

وأوضح أن الحل لتلك المشكلة هو تقنين رحلات “الشارتر” التي تؤثر سلبًا ليس فقط على مكاتب السفر بل حتى على رحلات شركات الطيران نفسها، كما يجب على الجهات المسؤولة كالطيران المدني مثلاً اتخاذ إجراء للحد من انخفاض أسعار التذاكر.

من جانبه، أيّد الرئيس التنفيذي لمكتب سفريات الوسط، محمد عبدالعال، ما جاء به مطر، مؤكدًا أن هبوط أسعار الرحلات في الفترة الماضية رفع أعداد المسافرين، بفضل الطيران العارض “الشارتر” والذي سبّب “ربكة” في السوق.

وأوضح أن مكاتب السفر عادة تعد برامجها للعطلات والإجازات قبل عدة أشهر، لكنها تتفاجأ بطرح رحلات الشارتر وبالتالي ضرب الموسم أو الخطط.

وشرح عبدالعال ذلك بقوله: عندما يشتري مكتب السفر رحلة الشارتر، فإن مثلا يحصل على 1000 مقعد إلى إسطنبول بأسعار ثابتة ويجب عليه أن يملأ مقاعد الطائرة فهو قام بشراء الرحلة ولا فرق أن ذهبت مليئة أو بعدد بسيط، والأسعار الرخيصة النقطة الإيجابية للزبون فقط ولكن ما إن يزيد العرض يقل الطلب وهي المعادلة المعروفة في أغلب القطاعات، مشيرًا إلى أن مكاتب السفر تتفق مع شركات الطيران بتحمل كلفة الرحلة بالكامل وهو إما يطرح سعر التذكرة بأقل الأرباح له أو أعلاها فالأمر عائد له.

ولفت إلى أن مكاتب السفر التي تقوم بعمل الرحلات العارضة مرخصة من الطيران المدني والسلطات في المطار، وفي آخر الوقت يحاول أن يتخلص من المقاعد المتبقية في أسرع فرصة ما يجبر الرحلات المجدولة للتوازن معه وتقوم هي أيضًا بتقليل السعر، مبينًا أنه في الأعوام الماضية رحلة إلى إسطنبول في فترة الموسم لمدة أسبوع بـ360 دينارًا تقريبًا والآن 200 دينار فقط، وفي الأيام العادية بـ220 دينارًا أما الآن فهي بـ130 دينارًا بسبب العرض من الرحلات المستأجرة.

بدوره، وصف الرئيس التنفيذي لشركة دلتا للعطلات، محمد سامر، المنافسة الشريفة بالأمر الصحي، لكنه اشترط أن تكون بحد معين وتخلق فرصًا للأشخاص الذين لا يستطيعون السفر للذهاب إلى أماكن جديدة، ولكن يجب أن تكون هناك جهة تضع الضوابط لمنع هبوط الأسعار بشكل كارثي.

وأضاف أن صاحب رحلات العارضة سيبيع جميع مقاعده في الرحلة بأسعار قليلة جدًّا حتى لو الأرباح 10 % ولكن بدون أي جودة في الخدمة، طارحًا العديد من الأمثلة التي حصلت حيث لم يجد المسافرون حجوزات في الفنادق وغيرها من الأمور.

وتابع “المنظم اليوم في السوق هو الطيران المدني ويجب أن يحد بطريقة رسمية من هبوط أسعار التذاكر ويضع حدًّا أدنى للسعر، مبينًا أن المشكلة تواجه رحلات تركيا وجورجيا وأذربيجان أكثر شيء، مؤكدًا أن الأسعار انخفضت بنسبة وصلت إلى 55 % مقارنة بالعام الماضي، (....) يجب أن تقوم الجهة المسؤولة بعقد ميثاق شرف عمل بين مكاتب السفر لوقف هذه المشكلة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للخنيزي للعطلات، عمار الخنيزي، إن الأسعار تراجعت أكثر شيء على وجهات جورجيا وأذربيجان والبوسنة، وتركيا التي كانت الأقل، مبينًا أنه لو كان العرض في فترة الصيف سيستوعبها ولكن الفترات الحالية غير موسمية ولا يستفيد غير المسافر.

وأضاف أن بعض المكاتب تأخذ فكرة الرحلات المستأجرة “الشارتر” دون دراسة الموضوع مجرد نسخ للفكرة، مؤكدًا أن أصحاب العروض الرخيصة لا يحققون الأرباح، إذ إن هناك أمورًا أخرى يجب أن تضاف قيمتها للرحلة.

وأوضح أن استمرار وجود هذه الرحلات ستتسبب بإغلاق العديد من مكاتب السفر، مشيرًا إلى أن بعض الجهات المسؤولة تبرر عدم تدخلها بأن السوق مفتوحة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الراية للسفر والسياحة، عمار الكنكوني، إن أكبر تنافس وانخفاض في الأسعار في رحلات تركيا بجميع مناطقها حيث أن العرض أكثر من الطلب وخلال الأسبوع الواحد يتم تسيير 25 رحلة مباشرة من البحرين وغير مباشرة، وأما رحلات طرابزون فهناك أكثر من 4 رحلات.

وأشار إلى أن رحلات طرابزون هي الأكثر تأثرًا من هذه المشكلة وإن رحلة لمدة 7 أيام بـ140 دينارًا وفي نفس الفترة فإن رحلة إسطنبول بـ250 دينارًا ويقوم المسافر باختيار الرحلة الأقل سعرًا، لافتًا إلى أنه سابقًا رحلات شرق آسيا والهند وكيرلا وسريلانكا هي الأقل وفي الوقت الحالي فهي رحلات تركيا.

وأضاف أن السوق متشبع وهناك تحد كبير أمام مكاتب السفر لبيع المقاعد الموجودة لديه مقابل أسعار مقاعد “الشارتر” الأمر الذي سيؤثر على الجودة.

ودعا الكنكوني أن يكون هناك مراقبة للحد من عدد الرحلات التي يتم تسييرها أسبوعيا والوضع الحالي يضر السوق على المدى البعيد.