+A
A-

غازي: إطلاق اسم الراحل على القاعة الثقافية

في لمسة وفاء وعرفان، أقام نادي مدينة عيسى يوم الخميس الماضي حفلاً تأبينيًّا للفنان الراحل القدير سالم سلطان برعاية الوكيل المساعد لشئون الرياضة والمنشآت خالد الحاج، حضره عدد كبير من أصدقاء الفنان ومحبيه، وتضمن الحفل العديد من الفقرات، فبعد الكلمة الترحيبية التي ألقتها عريف الحفل مريم أنور، قرأ القارئ أحمد دسمان ما تيسّر له من آيات الذكر الحكيم، ثم ألقى نائب رئيس نادي المدينة فريد غازي كلمة نادي مدينة عيسى، قال فيها:

وفياً مخلصاً لنادي مدينة عيسى حتى مماته

المرحوم سالم سلطان الفنان المربي الفاضل ابن مملكة البحرين البار يصعب علينا الحديث عن مآثره الكثيرة لوطنه والمجتمع الذي عاش فيه، إلا أننا في هذا اليوم نستذكر بعض من مآثره في مجال العمل الإنساني والفني، حيث يعد المرحوم سالم الإنسان من أهم الشخصيات التي عملت في نادي مدينة عيسى واهتمت بالجانب الثقافي والتربوي والمسرحي لأبناء منطقة مدينة عيسى والقرى المجاورة، حيث مثل تواصله في عمله الأبوي من خلال وزارة التربية والتعليم وتعلق الطلاب به كمرب فاضل أسهم إلى حد كبير في رفد خشبة المسرح في النادي من محبي فئة المسرح وببساطته في التعامل مع أبنائه الطلبة، ومع من يشترك معه في الأعمال المسرحية والفنية المختلفة، فهو المربي الفاضل الذي يتعامل بالطيبة والبساطة مع أبنائه وزملائه في مختلف الأعمال الفنية ومن مختلف الأعمار وهو ما شكل علامة مميزة في عطائه، حيث تقلد مناصب متعددة في أنشطة النادي، وبالأخص في مجالات المسرح، حيث عمل في الإخراج والتأليف والتمثيل من خلال مسيرته في النادي من عام 1970 حتى 2018.

ويتابع غازي، إلا أنه من عام 1974 حتى عام 1975، ومن خلال ترأسه للنادي ظل عطاؤه ممتدًا لعقود حتى يومنا هذا. والمرحوم سالم سلطان الإنسان وفيًّا مخلصًا لنادي مدينة عيسى حتى مماته، وكان دائمًا السؤال عن النادي ويوصي بالاهتمام بالشباب في الأنشطة الثقافية المتنوعة، وكان رحمه الله مهتمًّا بتوثيق مسيرة المسرح في النادي والذي عملت معه في كتابه “هذه المسيرة منتصف تسعينات القرن الماضي” ولكن شاء الله أن يختاره قبل خروج هذا الكتاب للنور، ونحن عازمون على توثيق هذه المسيرة المسرحية والثقافية للنادي.

واختتم غازي كلمته بالقول... ليس هناك من يعوضنا عن فقدان هذا الإنسان البسيط سوى إحياء ذكراه وسيرته العطرة، وهو ما يدفعنا إلى الرغبة في تسمية القاعة الثقافية في النادي باسم الفنان الراحل سالم سلطان بعد الحصول على الموافقة من الجهات الرسمية المختصة.

كما ألقى الفنان أنور أحمد رئيس مسرح أوال كلمة نيابة عن الفنان عبدالله يوسف وفيما يلي أبرز ما جاء في كلمته:

مسرح أوال يدين للمرحوم سالم سلطان بالكثير

بو أيمن .. الذي تتجلى روعته في تواضعه وبساطته ونقاء سريرته، وفي ثقافته وعمق مداركه وسمو إنسانيته، والذي أنكر فردية ذاته وآمن وعمل طول حياته بمفاهيم وقيم ومعاني الجماعية في العمل في مجمل النشاطات الاجتماعية والثقافية والفنية والسياسية. فقد كان مبادرًا وسباقًا دومًا إلى تزكية العمل الجماعي، وأبرز مثالين على ذلك من جملة أمثلة عديدة مساهمته الفعالة – ضمن مساهمات جماعية تاريخية - أفضت إلى تأسيس هذا الكيان العامر .. نادي مدينة عيسى الثقافي والرياضي الذي تأسس عام 1968 والذي يحتضن الآن لفتة وواجب الوفاء والمحبة والتقدير له رحمه الله.

ويتابع يوسف... أما المثال الرائع الثاني فيتمثل فيما تبناه وتكفل به وعمل بدأب على تحقيقه قبل خمسة وأربعين عامًا تقريبًا حين بادر نظريًّا وعمليًّا بالتأسيس لعلاقة تعاون ما زالت قائمة مزدهرة راسخة حتى اللحظة الراهنة بين مسرح أوال الذي تأسس بمدينة المحرق شهر سبتمبر عام 1970 وبين نادي مدينة عيسى وتمثلت مبادرة المرحوم في توليه مهمة رفد ودعم الأنشطة والأعمال المسرحية التي يقمها المسرح كونه عضوًا فيه بمجموعة رائعة تولى اختيارها من أعضاء النادي الشباب الطامحين للعمل في مجال الفنون المسرحية، وتم ذلك فعلاً بحيث أصبح العديد منهم أعضاء فاعلين في مجمل نشاطات مسرح أوال الذي يفتخر بهم ويدين لهم وللمرحوم سالم سلطان بالكثير مما قدموه من المساهمات التطوعية المخلصة سواء في مجال المشاركة بالتمثيل أو بالنواحي الفنية المرتبطة بتجهيز وتنفيذ الديكورات والعروض والأنشطة الإدارية والتنظيمية وإدارة الإنتاج التي تمثل المرتكز الرئيسي للإنتاج المسرحي، وهي شهادة حق واجبة على مسرح أوال تجاههم جميعًا دون استثناء نسجلها هنا للتاريخ ولسالم سلطان رحمه الله الذي غاب عنا، لكن أصالته وذكراه باقيتان في قلوبنا. فهو إنسان ملتزم ومهموم بهمومنا وهو مسرحي وممثل موهوب بالفطرة، ومن طراز الذين يدخلون القلوب من الوهلة الأولى ويقيمون فيها لا يبرحونها.  واختتم يوسف كلمته ... التقينا على المحبة وعملنا معًا طويلاً في الحياة وفي الفن، كان صادقًا مخلصًا صبورًا متفانيًا، ولن تبرح ذكريات العمل الصادق الممتع الناجح معه ذاكرتي وتجربتي الفنية ما حييت.

وبدوره، ألقى ابن الفنان الراحل عبدالناصر سالم سلطان كلمة العائلة شكر فيها نادي مدينة عيسى على هذه المبادرة مستعرضًا المواقف الأبوية والإنسانية التي يتصف بها والده الراحل.

أما آخر فقرات الحفل فقد تم عرض فيلم “وداعًا سالم” من إعداد وإخراج الفنان أحمد الصايغ والتعليق لجمعان الرويعي والذي استعرض في مدة 12 دقيقة مراحل حياة الفنان سالم وأهم المحطات الفنية وأعماله، وكذلك لقاءات مع المقربين من الأصدقاء.