+A
A-

سوسن صالح... التوفيق بين الأسرة والأعمال في أزهى مظاهره

والدها مثلها الأعلى في الحياة

درست في البحرين لعدم رغبتي بالتغرب

أعتز بتجربة عملي في “بنوكو”

أستثمر حاليا في “نادي كيدزفيل للأطفال” بالرفاع

كرمت كأفضل موظفة مرات عدة في “بنوكو”

كنت طالبة وأستاذة بجامعة البحرين قبل التخرج

أعشق القهوة واستثمرت فيها ولكن!

 

تؤمن بمقولة “اعمل ما تحب حتى تحب ما تعمل”، وهو ما سعت لتحقيقه طوال حياتها، حيث إنها تعلمت وتتلمذت على يد والدها (رحمه الله) حب العمل والمثابرة لتحقيق الأحلام والطموحات، والذي تعتبره مثلها الأعلى في الحياة. ضيفتنا هذه المرة في “لقاء الأحد”، سيدة الأعمال، سوسن صالح، الشخصية العصامية الطموحة والشغوفة التي تمكنت من بناء نفسها، والمساهمة في تأسيس مجموعة المشعل بالشراكة مع زوجها وسندها في الحياة العملية والحياتية. صالح مولعة بالقهوة، ولذا افتتحت مقهى خصيصًا لذلك في العام 2009. وحاليًا استثمرت في تأسيس نادي مخصص للأطفال مغاير لما هو موجود في السوق لاحتضان فلذات الأكباد منذ الصباح إلى المساء. “البلاد” التقت صالح، حيث دار الحوار التالي معها حول الجانب الآخر من شخصيتها:

نشأت في كنف عائلتي بين إخوتي وأخواتي ووالدي (رحمهما الله)، فوالدي المرحوم رجل الأعمال المعروف أحمد عمر صالح كان له أثر كبير في حياتي وقدوة لي في نجاحه ومثابرته ونشاطه وحبه لتحقيق أحلامه، وأعتبر والدي مثلي الأعلى. كان والدي حريصًا مع والدتي (رحمها الله) على تربيتنا ووصولنا إلى أحسن المراكز.

درست بالجامعة دبلوم سكرتارية في كلية الخليج الصناعية آنذاك (جامعة البحرين حاليًا)، لعدم رغبتي في التغرب والدراسة بالخارج. وبعد تخرجي وحصولي على الدبلوم عملت في شركة نفط البحرين الوطنية “بنوكو” لمدة 7 أعوام، خلال عملي بالشركة بدأت سكرتيرة، فمشرفة بالإدارة، ثم أصبحت مديرة لمكتب مجلس الإدارة، وفي هذه الأثناء تزوجت من رجل الأعمال المعروف الدكتور يوسف المشعل الذي كان آنذاك موظفًا، ثم أتته فكرة العمل الحر ودخلنا في مجال الكيماويات، وكنت داعمة له في تحقيق أحلامه، ووقفت معه حتى أسسنا المكتب، وهو مجموعة المشعل.

 

“بنوكو”... أعتز بها

عندما عملت في شركة نفط البحرين الوطنية “بنوكو” - التي أغلقت ودمجت مع شركة نفط البحرين “بابكو” وأصبح مقرها في عوالي - أعتبرها نقطة الانطلاقة والتعلم بالنسبة لي في العمل، وساهمت في توسع الآفاق أمامي، وكان لها دور ومساهمة في بناء شخصيتي، وفي الوقت نفسه دعمتني وألحقتني بدورات تدريب مهنية متخصصة، إضافة إلى ابتعاثي إلى بريطانيا لدراسة دورة مهنية متخصصة. أعتز دائمًا بشركة “بنوكو”؛ لأنها ساهمت في إنارة بصيرتي وتنويري مهنيًا، كما أنني كرمتُ أثناء عملي فيها كأحسن موظف لعدة مرات.

 

للأبناء أولوية على العمل

وفي هذه الأثناء تزوجت وأنجبت 3 أبناء، وبعد إنجاب أول أبنائي مكثت في المنزل لمدة 7 أعوام تقريبًا؛ لأن الأولوية لدي كانت البقاء مع أبنائي في المنزل حتى يدخل أصغرهم إلى الحضانة، إلا أنني شعرت بذات الوقت بفراغ ورغبة بعمل شيء ما خاصا بي، فاشتركت في الجمعية النسائية الأميركية وجمعية رعاية الأمومة والجمعية النسائية الدولية، وكانت الجمعيات تعقد اجتماعًا أسبوعيًا. هذه الاجتماعات أصبحت فرصة سانحة للالتقاء والتعرف على أناس جدد بدلا من أكون في المنزل لوحدي، وهو ما منحني دفعة للنظر إلى العالم من حولي بطريقة مغايرة للعمل. وقد ساهمت في الجمعيات، حيث إنني أصبحت أمين سر الجمعية النسائية الدولية وواصلت فيها حتى بلغ ابني الأصغر عامين.

 

طالبة ومدرِّسة بذات الوقت

عندما بلغ ابني الأصغر عامين، فكرت بالدراسة من جديد والحصول على شهادة البكالوريوس، فالتحقت بجامعة البحرين لدراسة بكالوريوس إدارة أعمال، وتخرجت في العام 1994، وبالمصادفة أثناء دراستي كانت أجهزة الحاسب الآلي “الكمبيوتر” أدخلت حديثًا إلى الجامعة. أما أنا، فكانت لدي خبرة ومعرفة باستخدامها نتيجة لطبيعة عملي في “بنوكو”، لذا طُلب مني تدريس الطلبة كيفية استخدام أجهزة الحاسب الآلي.

وقد كان أمرًا غريبًا بالنسبة لي الجلوس مع أساتذتي في غرفة الأساتذة، كمدرسة معهم وفي ذات الوقت طالبة لديهم لمدة 4 أعوام. بعد تخرجي طلبوا مني في القسم مواصلة التدريس بالجامعة، إلا أنني فضلت الالتحاق بالعمل بإدارة الأعمال على امتهان التعليم.

بعد التخرج تركت الجامعة وتفرغت للعمل مع زوجي الدكتور يوسف المشعل في “المجموعة”، حيث توليت إدارة قسم الموارد البشرية والمالية. أما زوجي، فتولى الأمور التقنية المتخصصة.

مرحلة جديدة ... “سيدات الأعمال”

أما الجمعيات النسائية، فابتعدت عنها لفترة بسبب ارتباطي بالجامعة والمنزل، ثم عندما تم الإعلان عن تأسيس جمعية سيدات الأعمال البحرينية في العام 2000 كنت من أوائل الملتحقات بها؛ لأنها جمعية مهنية ونعتز بها كسيدات أعمال، وكانت فرصة لي للتعرف على سيدات الأعمال في البحرين، ومنها كانت انطلاقة أخرى بالنسبة لي، إذ حضرت العديد من الدورات والندوات.

أتوجه بالشكر لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على دعمه للمرأة من جميع النواحي، وشكر خاص لرئيسة المجلس الأعلى للمرأة، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة على دعمها للمرأة في كل المجالات، وجمعية سيدات الأعمال بصفة خاصة، والمرأة عمومًا.

عضوة بمجلس الإدارة

في العام 2008 دخلت مجلس إدارة الجمعية كأمين مالي لمدة 4 سنوات من العمل والتواجد اليومي فيها، وأديت العمل على أكمل وجه، وكان الجميع أبدوا رضا كبيرا عن عملي.

اشتركت في لجان اقتصادية واجتماعية أثناء عضويتي بمجلس إدارة الجمعية، وكنت نشطة معهم. ومن خلال الجمعية اشتركت في لجنة سيدات الأعمال بغرفة تجارة وصناعة البحرين، كما كنت عضو في اللجان المشتركة بين الجمعية وجهات أخرى مثل المجلس الأعلى للمرأة ومجلس النواب. سافرت لحضور اجتماع سيدات الأعمال بسلطنة عمان ممثلة للغرفة، كما شاركنا في اجتماع سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية. ومن خلال الجمعية حضرنا، وشاركنا في العديد من المؤتمرات، وورش العمل التابعة لجهات مختلفة من بينها معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية (BIBF).

وكذلك شاركت في مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية (MEPI) التي عقدت بتونس ممثلة لجمعية سيدات الأعمال، وشاركت في مؤتمر سيدات الأعمال في أبوظبي، وغيرها الكثير، إذ لم أكن أتردد بالمشاركة في أي مؤتمر.

 

أفكر بالترشح لانتخابات “سيدات الأعمال”

كنت أمين سر اللجنة التحضيرية للاتحاد النسائي البحريني الذي أنشئ مؤخرًا، حيث كان الضغط جله منصبًا علي لتسجيل محاضر الاجتماعات والتواصل مع أعضاء الاتحاد اللاتي هن ممثلات للجمعيات النسائية المختلفة، واستمررت مع الاتحاد حتى تم تأسيسه. عدت حاليًا إلى جمعية رعاية الطفولة والأمومة، وأصبحت عضو باللجنة الثقافية، وأفكر حاليًا بالترشح لانتخابات مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال التي ستعقد في شهر مايو المقبل، ولم اتخذ قرارا بعد.

 

كوفي شوب

من حبي للقهوة كان افتتاح كوفي شوب حلم لدي، ولذا دشنت مقهى “ابسلوت” في مجمع العالي العام 2009 الذي شهد إقبالا كبيرًا من الجمهور، وقد دعمني فيه زوجي بشكل كامل، فعندما يكون لدي ارتباطات يتولى هو زمام العمل. في العام 2011 قررت عدم تجديد عقد الإيجار مع المجمع؛ نظرًا للأوضاع التي مرت بها المنطقة والبحرين، ولأنني لا أحب المخاطرة، كان لدي تخوف من المجهول، فقررت عدم المجازفة ودفع الإيجارات والخسارة بسبب ابتعاد الناس عن المجمعات في تلك الفترة، فأغلقت المقهى ومع وجود طموح للتغيير.

 

نادٍ للأطفال

دخلت حاليًا باستثمار جديد “نادي كيدزفيل للأطفال”، وقد جاءت الفكرة من فتاتين لتأسيس المشروع واستثمرت فيه معهما، وهو عبارة عن ناد متكامل للأطفال من سن عامين إلى 10 أعوام، ويقع في الرفاع بالقرب من مجمع “ذا ووك”، يفتح أبوابه من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساء، ويتضمن برامج ثقافية وفنية ورياضية للأطفال، وقاعة لاحتفالات أعياد الميلاد، ومقهى للأطفال لتقديم الوجبات الصحية لهم، في مبنى يتكون من طابقين، يستوعب حتى 40 طفلا، وحاليًا في مرحلة الافتتاح التجريبي على أن يتم الافتتاح الرسمي نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل.

ولية أمر الطفل تستطيع الجلوس مع طفلها بالنادي وإمضاء الوقت معه في اللعب أو القراءة، أو بإمكانها ترك طفلها في عهدة النادي والذهاب للتسوق أو إنجاز ما لديها من أعمال.

كما بدأت في النادي ببيع الأطعمة الجاهزة، وربما أعيد افتتاح المقهى مرة أخرى، حيث كنت مسرورة بالعمل به لولا تلك الأحداث 2011.

 

الداعم الأول

كما أسلفت زوجي الدكتور يوسف داعمي الأول وله الفضل فيما وصلت إليه من انجازات حتى عندما مكثت بالمنزل لرعاية الأطفال، دعمني للالتحاق بالجمعيات النسائية المختلفة، كما دعمني بدراسة البكالوريوس على الرغم من صعوبة الأمر مع تربية 3 أبناء، إذ ساعدني ودعمني كثيرًا حتى تخرجت. فنحن الاثنان ندعم بعضنا بعضًا، وعندما قرر الترشح لانتخابات الغرفة، قدمت له الدعم بالكامل، حتى في يوم الانتخابات كنت متواجدة معه طوال اليوم، (...) الطموح موجود وأخذنا تجربة بالانتخابات، الفشل ليس عيبًا، وهو لم يحالفه الحظ، حيث هناك 72 شخصًا رشحوا أنفسهم، حاول هذه المرة ولم يصل إلى مجلس الإدارة، وسيحاول في المرات القادمة، وأنا داعمة له، وأتمنى له الفوز، (...) مجرد الاشتراك والتفكير في المشاركة في أمر ما يعد نجاحًا، وليس مهمة النتيجة.

لم أتخوف عندما ترك زوجي العمل وبدأ مشروعه الخاص، وكنت وقتها أما لطفل وربة منزل، إذ أستطيع المخاطرة وقتها، ونحن الاثنان متعلمان، وباستطاعتنا العودة مرة أخرى إلى العمل في حال لم يوفق مشروعنا. فعندما يكون الفرد متعلمًا، فإن ذلك يساهم في عدم الخوف من الموت جوعًا. كما أن والدي (رحمه الله) كان رجلا عصاميًا بنى نفسه بنفسه، وكنت أرى كيف يعمل ويخاطر، واكتسبت الجرأة من والدي، ولذا فكنت أشجع المشعل لأنه جريء أيضًا وطموح ويريد العمل. عندما تركت العمل وجلست في المنزل بهدف تربية الأبناء كانت مخاطرة لي، حيث كان منصبي جيدًا ومدخولي مريحا، وتركت كل ذلك لتربية الأبناء؛ لأنهم الأولوية لدي، وقد شجعني زوجي، فالتشجيع متبادل بيننا، والذي يعتمد على الله ينال مراده ويتفوق.

 

العائلة

تربية الأبناء كانت بالشراكة بيني وزوجي، وقد قمنا بتربيتهم أحسن تربية، ولم نعتمد على معونة أحد في تنشئتهم، فأدخلناهم أفضل الجامعات، ونالوا شهادات، وهم مبدعون، وحاليًا أصبحت جدة ولدي أحفاد.

 

الهوايات

هوايتي العمل، كما أحب ممارسة رياضة المشي الصحيح صيفًا داخل المجمعات؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة. أما شتاءً، ففي الهواء الطلق؛ لأن الجو بديع في البحرين في هذا الفصل.

 

حكمة تؤمنين بها

اعمل ما تحب حتى تحب ما تعمل.