+A
A-

آمر “الملكية للشرطة” لـ “البلاد”: نرصد التحديات الأمنية المتغيرة لتطوير المناهج الأكاديمية

أكد آمر الكلية الملكية للشرطة بوزارة الداخلية العميد إبراهيم حسن الشيب أنه يتم أخذ التطورات والمتغيرات الأمنية المستمرة بعين الاعتبار؛ لتطوير وتحديث البرامج الأكاديمية بالكلية، خصوصًا المتعلقة بالإرهاب، والجرائم الاقتصادية والإلكترونية، مضيفًا “يهتم مركز البحوث الأمني بالأكاديمية بمتابعة ذلك بشكل عميق”.

وأوضح الشيب بحوار أجرته معه “البلاد” تميز الأكاديمية عن بقية نظرائها بالمنطقة بأنها حديثة، وبكثرة البرامج العملية التي يدرسها التلاميذ، خصوصًا المندرجة تحت النظام الدراسي (الأربع سنوات)، والذي تتخلله برامج عدة تؤهل الطالب لأن يكون ضابطًا متمكنًا في أي إدارة أمنية، سيزاول عمله بها.

ونفى الشيب معرفته بوجود “كوتا” نسائية للملتحقات بالكلية، واصفًا التجربة بالفريدة والمتميزة.

هل لك أن تقدم لنا نبذة عن الأكاديمية الملكية للشرطة والهيكل التنظيمي الخاص بها؟

- الأكاديمية الملكية الشرطة هي إحدى الإدارات التابعة لوزارة الداخلية، وتنقسم إلى 6 إدارات أمنية، كل إدارة يرأسها مدير يتابع شؤونها، وتختص الكلية بالتلاميذ العسكريين، بنظام دراسي مدته 4 سنوات لطلبة الثانوية العامة، وبرنامج آخر للجامعيين، بنظام دراسي مدته 18 شهرا.

وتختص كلية تدريب الضباط بالدراسات العليا (الماجستير)، والذي قطعت ولله الحمد شوطًا كبيرًا من التقدم والنجاح، وسندشن قريبًا البرنامج الرابع للماجستير خلال العام الحالي، وسيكون في إدارة الأزمات، إضافة للبرامج الثلاثة المعمول بها حاليًا.

وهنالك أيضًا معهد تدريب الشرطة، معني بتدريب الشرطة المستجدين حسب البرنامج المعد لهم، والذي يكون خلال 6 شهور، وسنخرج قريبًا الفوج السادس عشر منهم.

وتختص إدارة القبول والتسجيل برصد كل الدرجات الخاصة بالتلاميذ والمستجدين، وبشكل إلكتروني، كما أن هنالك مركزا للبحوث الأمنية معني بجائزة وزارة الداخلية، وبالبحوث، وكل ما يقدم من قبل الدراسين ببرنامج الماجستير، ولدينا مكتبة إلكترونية حديثة، مجهزة بكل الوسائل والسبل، والتي تساعد الدارس على أن يستعين ويتلقى المعلومات التي يحتاج إليها.

وتختص إدارة الشؤون الإدارية بالأمور الإدارية في الأكاديمية عموما.

متى بدأت الأكاديمية ممارسة عملها؟

- تم إنشاء المبنى الحديث الراهن العام 2004، وجاء امتدادًا لمعهد سابق، تطور ونما؛ ليكون أكاديمية حديثة وشاملة، هي التي تراها الآن.

ما الذي يميز الأكاديمية الملكية للشرطة البحرينية عن بقية نظيراتها بدول المنطقة؟

- أكاديميات الشرطة تتشابه في النهج والعمل، والمسار بكثير من الأمور، لكن ما يميز أكاديميتنا أنها حديثة، وكثرة البرامج وتنوعها العملية التي يدرسها التلاميذ، خصوصًا المندرجة تحت النظام الدراسي (الأربع سنوات)، والذي تتخلله برامج عدة تؤهل الطالب لأن يكون ضابطًا متمكنًا في أي إدارة أمنية، سيزاول عمله بها.

أضف أن كل الإخوة الذين تعاقبوا على إدارة الكلية، استمدوا وبنجاح، أجود ما هو موجود في الكليات الأخرى بدول الخليج، وبما ينعكس إيجابًا على الطلبة لدينا، وعلى مخرجات التعليم لهم.

كيف تفسر قصة النجاح هذه؟

- نجاح عمل الأكاديمية، يأتي بالدرجة الأولى بدعم وتوجيه وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والذي يرأس مجلس الأمناء بالكلية، وللمساندة المستمرة من قبل رئيس الأمن العام رئيس المجلس العلمي اللواء طارق الحسن، الأمر الذي قدم لنا مساحة أكبر لتنوع البرامج التي نقدمها للطلبة، وللمشتركين بالدورات المختلفة الأخرى.

ولا أغفل الإشارة هنا لكفاءة أعضاء الهيئات الأكاديمية، وتميز أبناء البلد من الضباط، وصف الضباط، في تطوير أنفسهم، والتفوق، والتنافس، وخدمة البلد، وفي استمرار البرامج التدريبية المختلفة الممتدة طوال السنة.

هل يتم ربط الدراسات التي تقدمها الأكاديمية لمنتسبيها بالظروف الأمنية التي تعصف بالبلد بين حين وآخر؟

- بلا شك، ومن أهم البرامج المعنية بذلك برنامج إدارة الأزمات، والذي أشرت إليه سلفًا، وكان يدرس - سابقا - كجزء بسيط في بقية البرامج المقدمة، ولكن تم فصله كبرنامج دراسي خاص وموسع لطلبة الماجستير، وأُعد له كادر متخصص ومؤهل، لديه القدرة على مواكبة التطورات والتحديات الأمنية المستمرة، سواء المتعلقة بمواجهة الإرهاب، أو الجرائم الاقتصادية والإلكترونية أو غيرها، والتي ترصد بشكل دقيق وعميق من قبل مركز البحوث الأمني، ومن ثم يتم تحليلها بشكل عميق.

ذكرت أن لديكم هيئة أكاديمية متخصصة بالكلية، فهل هي من الكفاءات البحرينية؟

- بحرينية، ومن جنسيات عربية شقيقة أخرى.

كيف تقرأ تجربة الكلية الملكية للشرطة في تدريس المرأة البحرينية؟ وهل تصفها بالناجحة؟

- تجربة ناجحة وفريدة، والعنصر النسائي الموجود بالكلية هو وفق نظام الجامعيين للطالبات من حملة البكالوريوس اللاتي ينخرطن بسلك التلميذ العسكري، ويبدأ بالتدريب الميداني واللياقة البدنية، إضافة إلى البرامج العلمية، وبفترة زمنية تمتد إلى 8 أشهر. وتم بشهر مارس الماضي تخريج دفعة منهن، تحت رعاية وزير الداخلية.

هل هنالك إقبال نسائي للدراسة بالكلية؟

- لا علم لي ما إذا كان هنالك نظام (كوتا) معين لهن، فالتوظيف وإجراءاته أمر تختص به الجهات الأخرى بالوزارة، بمقدمتها إدارة الموارد البشرية بوزارة الداخلية، والتي تقر من قبل الوزير.

أضف أن الأكاديمية وفقًا لإمكاناتها الحالية، قادرة على استيعاب المئات، من كلا الجنسين.

ما أهم العناصر التي تطمحون بها في الضباط المتخرجين؟

- أن يكونوا أصحاب فكر، ومعرفة علمية، وأن يكون لديهم من الإعداد الجيد ما يجعلهم قادرين على إنتاج البحوث والدراسات الأمنية العميقة، ذات الحس الأمني العالي، والتي من شأنها أن تفيد وزارة الداخلية، بشتى أقسامها وإداراتها المتنوعة.

هل هنالك إجراءات محددة تقومون بها لقياس انطباع المشاركين بالكلية، عن البرامج وبقية الأمور الأخرى؟

- أحرص شخصيًا على النزول ميدانيا ولقاء المشاركين والحديث معهم، وأخذ انطباعاتهم أولًا بأول بجدية تامة، كما يختص مركز البحوث بالكلية برصد قياس الرأي للمشاركين، عبر استمارات خاصة، توزع عليهم بشكل دوري، وتنصب كلها في شبكة معلوماتية دقيقة.

ونحرص على أخذ آراء أولياء الأمور أنفسهم، من خلال المعسكر الصيفي، الذي أمر به وزير الداخلية، للمواطنين من عمر 12 - 17 سنة، ويعقد في الأكاديمية بفترة الصيف، وتعد له برامج عديدة. وأخذ انطباعات أولياء الأمور يساعدنا أيضًا على اتخاذ القرارات الأصوب؛ لتنشئة النشء بشكل أفضل، وأن يكون لديهم الولاء والحب والإخلاص والتفاني للوطن.

وعليه، فإن برامجنا تتسم بالتنوع الدائم، والمتجدد، كما أن الدعم المستمر من المملكة منحنا مساحة كافية لإجراء التعديلات المناسبة والضرورية للبرامج الأكاديمية، وبما يتواكب مع الوضع الأمني في البحرين.