نترقب قريبًا مرسومًا لفض دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنوّاب، وبالتالي انقضاء نصف عمر المجلس الحالي بالتمام والكمال؛ فهل ما شهدته جلسات المجلس الساخنة بالشهرين الماضيين على الأقلّ يمثّل حالة استعداد حقيقي لـ "تقييم نصفي" للوقوف على مستوى الإنجاز لنوابنا الأربعين!؟ وهل أداؤهم يلبي طموح الناس التي وقفت معهم في فترة الانتخابات رغم كلّ المحبّطات والتراكمات السلبية على المجالس السابقة أملًا في تمثيل سياسي أفضل يُفضي لتعديل الوضع المعيشي الذي يُشكّل أولوية لدى الجميع!؟ وهل أداء النوّاب كمحصلة كُليّة يمثّل صوت المواطن البحريني الذي عقد عليهم الأمل في تحسين صورة "بيت الشعب وصوته"؟!
الخلافات المصطنعة والمناكفات التي لا طائل منها سيّدة المشهد في الفترة الأخيرة؛ جلسات تسجّلها مضبطة التاريخ ضاعت في "هوشة" أصغر النوّاب سنًا مع رئيس المجلس؛ تبعها مشهد مُمسرح ترقبنا فيه أن يحقّق هذا المجلس سابقة باستخدامه قمة أدواته الرقابية "الاستجواب" حتى بان للجميع بصورة جليّة كيف وُظّف ذلك بتصريحات وتغريدات أسقطت الاستجواب قبل التصويت عليه في الجلسة التي تغيّب عنها 12 نائبا بحجج واهية ومرّ ذلك والناس مشغولة بالحالة الجويّة التي لم تكن أسوأ مما حصل بهدوء في المجلس؛ سلق البيض والصراخ مصطلحات وأساليب لا تغطّي الحال السيء الذي يتسابق فيه نوّاب الشعب لتسجيل مقطع فيديو يُشكّل (ترند الأُسبوع) الذي يعتقد الكثيرون بأنّه مؤشر على قوة النائب التشريعية والرقابية.
أتفهم تسابق صفحات الإعلام والسوشال ميديا لانتقاء المشاهد التي تُشكّل إثارة للرأي العام؛ ما لا أتفهمه أن ينشغل "أصحاب السعادة" بذلك على حساب مصالح الشعب وأمواله.
ملف البطالة؛ التقاعد؛ إعادة توجيه الدعوم؛ الإسكان؛ تحسين الوضع المعيشي؛ وضع اليد على قضايا التجاوزات المالية والتحقيق في كل ما يرد في تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية؛ إعادة الصلاحيات المنقوصة من اللائحة الداخلية والعمل على تقليص تعقيد الدورة التشريعية بتعديل اللائحة؛ هي الأولويات وكلّ ما دون ذلك "سلق بيض" ومضيعة للوقت والتاريخ لا يرحم يا أصحاب السعادة.

كاتب بحريني