العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
banner
إسهامات كبيرة لعمال البحرين
الأربعاء 01 مايو 2024

عندما يأتي ذكر يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من شهر مايو من كل عام ومملكتنا من ضمن دول العالم التي تحتفل به وتشيد بإنجازات وإسهامات أبنائها العمال في جميع المواقع الإنتاجية، تعود بي الذكريات كغيري من أبناء جيل الخمسينات لتلك المشاهد لعمال البحرين الأوائل الذين عملوا في صفوف شركة “بابكو” التي كانت تعرف في الأوساط الشعبية باسم “اليّبل”. وقتها كنا نشاهد تلك الكوكبة من العمال البحرينيين في الصباح الباكر وهم متجهين إلى مواقع انتظار الحافلات، ويرتدون ملابس العمل المكونة من “البانطلون والقميص البني الغامج وكل واحد من هؤلاء العمال ضارب الغترة أجريبه وفي يده الصفرطاس” أي حافظة الغداء اليومي المكونة من عدة أوعية فوق بعضها البعض، وعادة الأكل الذي يأخذونه معهم يكون مكونا من “الخبز والدال والباجلة والنخي”، أيضا يحملون معهم خوذ الأمان متعددة الألوان وذلك لحماية رؤوسهم من الإصابات أثناء العمل، وقتها نشاهدهم يوميا بحكم أن بينهم أقارب لنا، وأهلا وجيرانا ومعارف وأبناء الحي، وهم ينتظرون وصول عربة النقل الوحيدة التي تقوم بنقلهم من وإلى مواقع العمل، حيث كانت تعرف عند عموم أهل البحرين باسم “سالم خطر”، وتحديدا كان تجمع أولئك العمال على شارع المطار القديم بمدينة المحرق في وقت محدد، فالوقت بالنسبة لهم له قدسية وأهمية واحترام “كأنهم عساكر”، وفي المساء كنا نرصدهم وهم عائدون من العمل وملامح التعب والإرهاق واضحة على وجوههم وروائح البترول والديزل “ولقريز والغاز” المنبعثة من ملابسهم ومن أجسامهم نشمها من على بعد كيلومتر، كل تلك الجهود التي يبذلونها والعمل المخلص الدؤوب في مفاصل العمل المتعددة مقابل مدخول شهري زهيد رغم تفوقهم الكبير في الأعمال التي يشغلونها.
عمال البحرين اليوم هم أبناء وأحفاد أولئك الرجال الأوائل الذين ساهموا مساهمة كبيرة في نهضة المملكة وتطورها. “

فهم لا يقلون شأنا عن أولئك المؤسسين في مواصلة المسيرة التنموية بعد أن أثبتوا دورهم وإسهاماتهم وإنجازاتهم بل وتفوقهم في كل القطاعات والمجالات، فهم حقا كفاءات وطنية مخلصة في كل مواقع العمل المختلفة.
وعساكم عالقوة.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية